|
أرحْ فـؤادك ، يكفـي منـك مـا عانـى |
أريته المـوت - قبـل المـوت - ألوانـا |
فـي كـل نبضـة ِ قلـب ٍ كـان يخفقهـا |
شئ ٌ من الحـزن ، مـاذا ترتجـي الآنـا |
عانيـتَ منـهُ ، وعانـى منـكَ ، أيكمـا |
يغتـال صاحبـهُ ؟ مـن منكمـا خـانـا؟ |
تعبـتَ منـهُ ؟ ألـم تــزرعْ بتربـتـهِ |
إحساسكَ المرَّ حتـى اخضـر َّ أغصانـا؟ |
تعبـتَ منـهُ ؟ ألـم تزرعـه نرجـسـة ً |
عنـد الفـراتِ ولكـن مـات ظمـآنـا ؟ |
تعبـتَ مـنـهُ ؟ ومــاذا الان يمكـنـهُ |
أن يرتـدي غيـر سـوْدٍ فيـكَ ألوانـا ؟ |
فاقـرأ علـى بابـهِ المكسـور فاتحـة ً |
ولتعطـهِ كـسـرةً بالـحـبِّ إحسـانـا |
ولتعطـهِ دمـيـة ً كالطـفـلِ تسكـتـهُ |
أدري سيرفضهـا ، الله َ كـم عـانـى ؟! |
هل لعنـةً أن يحـبَّ المـرءُ موطنـهُ ؟! |
أم لعنـةً أن يكـون المـرءُ إنسـانـا؟! |
مـاذا ابتساماتـكَ الصفـراءُ معطـيـة ً |
فــؤاد إمــرأةٍ ظـنـتـك قـرآنــا ؟ |
حتى رأتْ شعـرَكَ المكتـوبَ مـن دمهـا |
عـرَّافـةً تحـمـلُ الأحــزان فنجـانـا |
أحتاجُـكِ الان ، كـاد الحـزنُ يقتلـنـي |
كـم صحـتُ مرتجفـاً : أحتاجـكِ الآنـا؟ |
مـاذا سأكتـب كــي تأتـيـنَ ثانـيـةً |
فـي آخـر الليـلِ حمَّـى مثلمـا كانـا ؟ |
كم يوجع القلبَ بوحـي عنـكِ ، ثرثرتـي؟ |
يُسَـرُّ حينـاً ويشـقـى فـيـكِ أحيـانـا |
فهـل تكونيـن هـذا الصيـف نافـذتـي |
سفينتـي ؟ كـي تصيـر البيـدُ شطـآنـا |
وهـل ستبكـي علـى صـدري ظفيرتُـكِ |
وتلتقـي بعـد طـول الغَمْـضِ عينانـا؟ |
وهـل سأهـدي إذا مـا ضمنـا وطــنٌ |
إلـيـكِ بـاقـةَ وردٍ عــاش ذبـلانـا؟ |
وهــل سأخـجـلُ إن كـفَّـيَ خائـفـةً |
ضمَّـت يديـكِ ؟ وهـل يحمـرُّ خـدانـا؟ |
وهـل سيهمـسُ فـي أذْنيـكِ مرتعِـشـاً |
صوتـي قصيـدةَ حـبٍّ فيـكِ حيـرانـا؟ |
وهل ....؟؟؟ وهل سوف تبقى فيكِ ممطِرَةٌ |
حتـى تعـود لنـا الأوطـانُ أوطـانـا ؟ |
أجدبـتُ لكـن - ولـم أمطِـرْ مُكابـرَةً- |
أسْكتُ غيمـي ، وعشـتُ العمـرَ ظمآنـا |
واقتاتَ شعري - أنا من صِمْتُ عن لغتي - |
كـل الـذيـن بـكـوا بـغـدادَ ألحـانـا |
وسـرتُ خلفـي أجـرُّ الليـل مرتـحِـلاً |
خلـف النـهـاراتِ أستجـديـكِ ألـوانـا |
حتـى إذا كـسَّـرَ التـرحـالُ نافـذتـي |
أفرغـتُ محبرتـي وابتـعـتُ أقصـانـا |
وصـرتُ فـي لغـةِ العـشـاقِ مـأذنـةً |
يقيـمُ فيهـا فــؤادي الـحـزنَ آذانــا |
وظـلَّ فـيَّ يــدقُّ الـمـوتَ مدَّعـيـاً |
بـراءةَ الناسـكِ ، القلـبُ الـذي عانـى |
أبيعـهُ ثــمَّ أهــدي قصـتـي مـعـهُ |
مـن يشتريـهِ ، فمـن يشريـهِ مجانـا؟ |