|
قَسَمًا بِحَقِّ صَبَابَتِى وَجَفَاكِ |
مَا اخْتَرْتُ دَرْبًا فِى الْهَوَى إِلَّاكِ |
أَنْتِ الْحَبِيبَةُ مُنْذُ نَشْأَةِ خَافِقِى |
تَرَكَ الْبَرِيَّةَ خَلْفَهُ .. وَأَتَاكِ |
وَلَكَمْ تَسَكَّعَ حَائِرًا مُتَلَفِّتًا |
بَيْنَ الضُّلُوعِ لَعَلَّهُ يَلْقَاكِ |
وَلَكَمْ تَمَنَّى نَظْرَةً يَقْوَى بِهَا |
لِيَقُولَ جَهْرًا .. "إِنَّنِى أَهْوَاكِ" |
وَلَكَمْ تَعَذَّبَ وَحْدَهُ لِفِرَاقِنَا |
أَفَبَعْدَ هَذَا كُلِّهِ يَنْسَاكِ؟ |
نَبْضُ الْفُؤَادِ يَدُقُّ بِاسْمِكِ تَارَة |
وَيَقُولُ أُخْرَى : "لَوْ أَمُوتُ فِدَاكِ!" |
كَمْ وَدَّ لَوْ كُلُّ الْكَلامِ "حَبِيبَتِى.. |
..لَوْلاكِ مَا كَانَ الْهَوَى لَوْلاكِ" |
وَاللهِ لَوْ كُنَّا .. وَكَانَ .. وَلَمْ يَكُنْ |
فِى الْكَوْنِ إِلا صَوْتُهُ لَكَفَاكِ |
كَمْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّهُ سَيَقُولُهَا |
وَتَقُولُ عَيْنُكِ عَنْكِ : "مَا أَقْسَاكِ" |
وَيَزِيدُ نَبْضُ الْقَلْبِ قَبْلَ لِقَائِنَا |
وَأَظُنُّ تِلْكَ نِهَايَتِى وَهَلاكِى |
وَأَعُودُ قَبْلَ لِقَائِنَا وَأَقُولُ "قَدْ |
تَحْنُو غَدًا وَتَقُولُهَا عَيْنَاكِ" |
وَيَجِيءُ بَعْدَ الْيَوْمِ يَوْمٌ مِثْلُهُ |
هَلْ يَا تُرَى سَأَزُورُ قَلْبَ مَلاكِى؟ |
وَيَزِيدُ نَبْضُ الْقَلْبِ قَبْلَ لِقَائِنَا |
لَوْ كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّ تِلْكَ خُطَاكِ! |
كَمْ كُنْتُ أَمْشِى فِى طَرِيقٍ وَاحِدٍ |
بَيْنِى وَبَيْنَكِ لَيْسَ فِيهِ سِوَاكِ |
لا تَعْجَبِى إِذْ كُنْتُ أَرْفُضُ غَيْرَهُ |
إِنَّ النِّجُومَ تَدُورُ فِى أَفْلاكِ |
أَنَا يَا حَبِيبَةُ دُونَ حُبِّكِ هَالِكٌ |
إِذْ لَسْتُ أَمْلِكُ مَا طَوَتْهُ يَدَاكِ |
يُمْنَاكِ فِيهَا نَشْأَتِى وَنِهَايَتِى |
وَأَنَا وَضَعْتُ الْقَلْبَ فِى يُسْرَاكِ |
لَوْ تُنْكِرِينَ بِرَغْمِ ذَاكَ مَحَبَّتِى |
فَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّنِى أَهْوَاكِ |