|
شعر أحمد الركابي |
مشت على ضفــّة ِ النسيانِ وحيَ قرى |
مرّت على فرحٍ للغيمِ ساجدة ً |
فأسقط الغيمُ من اجفانهِ المطرا |
والرعدُ حينَ أذاع َ الصبرُ شيمتها |
صالَ التياعاً الى اعتابها ليرى |
قربانها الشمس تأوي نزف َ مقلتهِ |
ايدي النجومِ لتبقي نزفهُ قمرا |
نمضي لنا بحياةِ الموتِ الفَ رؤىً |
والقولُ قبلةَ نايٍ تطرِبُ الكدرا |
فأحمدٌ مدَّ عند الضيمِ راحتهُ |
كي يخطفَ الضوءَ لا كي يخطِفَ العمرا |
وأحمدٌ سارَ نحو الافقِ طالعهُ |
كي يعرِفَ الافق لا كي يعرِفَ البشرا |
أميّ محبّةُ غيثٍ كلّما ظَمِئت |
عينُ السهادِ أذابت في السهادِ كرى |
أمّا أبي فدموعُ النخلِ تعرفهُ |
والعشقُ يحفظُ في اقوالهِ العبرا |
رحلَ إصطباراً الى أحضانِ قصّتهِ |
فأستوطنَ الحرفُ في شطآنها دررا |
أرضُ النخيلِ بلادٌ كلّما كبرت |
ضاقَ الفضاءُ ومرّت سحبهُ كدرا |
وكلّما غرّدَ الآمالَ طيرُ منى |
نَعْبُ الغراب ِ أصاب الحلمَ فأنفجرا |
حتى كأنّ عيون الطفّ تذرفنا |
دمعَ الزمانِ إذا ما وجدهُ إنكسرا |
عودي لآلئ إيمان ٍ لغربتكِ |
فالثأئرون تمنّوا الموتَ فأعتذرا |
والفجرُ شاخت من الترحالِ غرّتهُ |
وذوّبَ الليلُ في اجفانهِ البصرا |
من أي ّ عمقٍ فَكلُّ الارضِ شاحبةً |
أسقيكَ إذ فيّ نهرُ العذرِ استعرا |
حقلُ النجومِ يتيم ٌ في مدى مدني |
والغافياتُ ظلالٌ ضوءها حُجِرا |
هذا العراقُ أسيرٌ في ربى قلقي |
والخوفُ يوقدُ من إحساسي السهرا |
من أي ّ بوحٍ أصوغ ُ العمرَ اغنيةً ؟ |
والحرفُ خاصمَ من أوجاعهِ الوترا |
قد انكرت ضفّةُ الاقمارِ طلعتهُ |
لمّا رأتهُ هلالاً ضوءهُ إعتكرا |
أوّاهُ ..خطو طريق البعدِ ذكّرني |
بالجبِّ حينَ وحيداً ظلّي انهدرا |
سا ئلتُ عند دخان الماء رمّتهُ |
عن بحرِ حزن ٍ بعين ٍ للحنانِ جرى |
هل هدّ مدُّ سنين العمرِ قامتهُ |
والجزرُ حمّلَ من شطآنه النظرا |
قد خيّمت لوعةُ الأحزانِ في صوري |
وسارَ فيّ فراغَ الروحِ كلَّ ورى |
وقفتُ في شرفةِ المرآة منكسراً |
فجمّعتني شظاياً أبكتِ القدرا |
وظلّيَ المطعونُ أدمى وجهَ بسمتها |
فأعجَبَ العجبُ من كتمانهِ الحجرا |
باقينَ يسرقُ من أفراحنا وطنٌ |
والحزنُ يعرجُ من أفكارنا صورا |
باقينَ نزفَ سماءٍ كلّما ومضت |
بالخلدِ نولدُ من إشعاعها شعرا |