ماالبدر إن دثّر الأحلام في الحجُب
وحثّ بالليل همــــاً دونما سبب؟
طوراً يشيّد شوقاً في مخيلتي
له ، وطوراً أرى ماشيدَ من كذب
وخافقي لو تماهى حال زورته
في غفوة العين، أزّ النبض في أربي
وقال: قمْ ! فسماء العشق في نغم
من الضياء ونجم السعد في طرب
فقمتُ لاأمنح الأنفاسَ راحتهـا
ولاأُئوّدُ مشياً نـيــط بالخَبَب
رفعتُ عيني فلم يهمس سوى شجني
وسط الظلام ، ولم تسطع سوى كُربي
ظننتُ نفسيَ مخموراً يحرّكني
عصفُ الشراب وغصن الكأس طوّحَ بي
فعدتُ أشتمُ حلماً ظلّ زورقهُ
تسير أركانهُ منحلّة الخشـب
فما أراه سوى تابوت أغنية
عزفتها وسط إيقاع من اللّهب
غفتْ به مومياء الحب آخذة
بموتها كلَ مـأمول ومُرتقـب
فلن تكون كموسى حين أرجعهُ
مولاه للأمّ بعد الدّمع والشّجَـب