|
خِلتُ ذاكَ النَّجمَ أمسَى ضاحِكًا |
إذ تبـدَّى نُـورُهُ في الخافقَيـنْ |
غَـرَّني منـهُ شُعـاعٌ تَـائِـهٌ |
يدنُو منِّي ثُمَّ ينـأَى ... بينَ بَيـنْ |
مَلَّ تِرحَـالَ اللَّيالـي فانثنََـى |
يبعثُ الآهاتِ قَهْـرًا دونَ مَيـنْ |
لم يُطِقْ صَبـرًا علَـى آلامِـهِ |
فارتَمَى يشكُـو لقلبِـي عِلَّتَيـنْ |
عِلَّـةَ الهجْرِ وأُخـرَى سرَّهَـا |
دون َعذرٍ نرتَجيهِ قلـتُ : أَينْ ؟ |
قـالَ لي : ولَّى زمَـاني وأنَـا |
لم أزَلْ أرنُو لـهُ من طرْفِ عَيـنْ |
كيـفَ يمضِـي وأنَا أَهدَيتُـهُ |
زَهـرَةَ العُمْرِ وضَوءَ الشَّمعتَيـنْ؟ |
كيفَ يمضِي وأنَـا مَنْ صغتُـهُ |
لحـنَ آهاتِي وهذا اللَّحنُ دَيـنْ؟ |
كيفَ يمضِـي وأنَـا رَوَّيتُــهُ |
بـدمِ القلبِ ودمـعِ المُقلتيـن ؟ |
أيُّها النجمُ طَواكَ الدَّهـرُ فَلْـ |
تُسمِعِ النَّجوَى رَهِيـنَ المحبسيَـنْ |
وانظُرِ الغُصـنَ إذا مَـا زانَـهُ |
ثمـرٌ يُسقَـى بمـاءِ الرَّافِديــنْ |
يَنثِني يومـًا علـى أشواكِـهِ |
يسكُـبُ الدَّمعـةَ تِلوَ الدَّمعَتيـنْ |
أيُّها النجـمُ مُحـالٌ أَنْ تُـرَى |
بامتِـدادِ العُمْرِ صَوبَ المشرِقَيـنْ |
لا تقُـلْ تَبـًّا لحـظٍّ عاثِـرٍ |
مَضَّنِـي حتَّـى ثنيـتُ الرُّكبتَيـنْ |
وَدَعِ الآهـاتِ فالعُمرُ مَضَـى |
خَطَّ ذِكـرَى ظِلُّهَـا في الوجنتيـن |
إن تكُنْ ترجُو الصِّبَـا أيَّامَـهُ |
فاطْلُـبِ المَعْـنَى قُبَيْـلَ النُّقطَتيـنْ |
أو تكُنْ ترجُو الصِّبا أحلامَـهُ |
فارتقـبْ في البِيـدِ ريَّ الجَنَّتَيـنْ |