|
ذَوي الفخْر ِدُمتـمْ أهـلَ عِـز وَمنْعـة ، |
و أهـلَ شمـوخٍ مـا تطـاولَ مُعـتَـدِي |
بكـم تُرفَـعُ الرايـاتُ فـي أُمـة وَهَـتْ |
وهانَـتْ علـى الفجَّـارِ بـعـدَ التسـيُّـدِ |
أمَا ، و الـذي قـدْ سَـدّدَ اليـومَ رميَكـم |
و أولاكُـم ُ بالنصـرِ فـي كـلِّ مــوردِ |
وأودعَكم صبـرَ الصنَادِيـدِ فـي الوغَـى |
و أجلسَكُـم مـن صِدقِـهِ كــلَّ مقْـعـدِ |
لقدْ طـال ذُلُّ الشعـبِ و الكفـرُ جاثِـمُ ُ |
على صدرِه ، و البغيُ في الشعبِ ذو يـدِ |
و جَاشَتْ جيـوشُ المارقيـنَ ،و أجْلبَـتْ |
على الأرضِ في تيـهِ الجهـولِ المعَربـدِ |
يهـودٌ أقامُـوا كُـلَّ دَعـوًى ، وكِـذبـةٍ |
وصَاغوا مـن الإرجـافِ أوهَـى التفنُّـدِ |
بدعـوَى أسيرَيـنِ استباحُـوا حياضَـنـا |
وفي الأسْر أوطَاني ، و في الأسرِ مَسجِدِي |
و فـي الأسْـر أعـراضٌ لنـا مُستباحَـةٌ |
تنُـوءُ بأصفـادٍ إلــى غَـيـر مـوعِـدِ |
إذا آهَـةٌ حـرَّى مـن القهـرِ أسمـعَـتْ |
تُضَـامُ ، و لـو حُـر ّ بكاهـا سيُجـلَـدِ |
فلاَ ثـمَّ مَـنْ يُنْجِـي مِـنَ القيـدِ عَانيًـا |
و لا ثــمَّ مـأسُـورٌ يُفَـادِيـهِ مفـتَـدِي |
فيَـا أيُهَـا الـغَـادُونَ مِـنـي تحـيَّـة ، |
و مـن كـلِّ جُـرحٍ راعِـفٍ ، مُتَـجَـدّدِ |
تحـيَّـةَ ذِي هَــمٍّ دعَـاكُـم ، وأنـتُـمُ |
مفاتيـحُ غَــوْثٍ للحـزيـنِ المـشَـرَّدِ |
فيا حـزبَ نصْـرِ الله هـلْ فيـكَ نجـدةٌ |
لمعتصـمِ ، أمْ فيـكَ إنـجَـادُ مُنـجِـدِ ؟ |
وهلْ فـي حمـاكَ اليـومَ إنصَـافُ أمـةٍ |
تعَاورَهـا الأنـذالُ مِـنْ كــلِّ معْـقِـدِ |
للبْنـانَ ذَيَّــاكَ الشـمـوخُ ، و نُــورُهُ |
ولِـلـه ِلُبـنـانُ الـفـدَى ، و التجَـلُّـدِ |
أمِـنْ نفحَـاتٍ مـنـه تعـتَـامُ شرقَـنـا |
أرَى الشَّرَفَ الأسنـىَ تبسَّـمَ عـن غَـدِي |
و مِـن لحنِِـه عنـدَ الجـنُـوبِ نسـائـمُ |
تدَفَّـقُ فـي رُوحـي ، فتبعـثُ مولِـدي |
فيـا حَـادِيَ الركْبـانِ مِـنْ كـل وِجهـةٍ |
و مُصْلِي فلُـولَ البغـيِ نيـرانَ مُوصِـدِ |
ويـا ساقِـيَ الباغِيـنَ كأسًـا مَـريـرَة ،ً |
و مُستَنفِـرًا للنـصْـرِ أبـطَـالَ أحـمـدِ |
ويا قائمًـا والقَـوم فـي الـدار نُـوَّم ُ ُ، |
علـى بُسُـطِ الإذلاَلِ مـنْ كــلِّ سـيِّـدِ |
تداركْتَ أنفَ العُرب في التُـرْب راغمًـاَّ |
و أعراضَهـا نهـبًـا لـغـرب مـهـودِ |
فأشهرْتَ ، و الأقمارَ مـن حِـزبِ ربِّنَـا |
شبَا الحـربِِ لـم تجُفِـلْ ، و لـم تتـردَّدِ |
جُعلْـتُ فـدَى تلـكَ الوجـوهِ ، ِونورِهـا |
إذَا حمحَمـتْ خيـلٌ بسـهـلٍ، و فَـدْفَـدِ |
على تلك قد راهنـت فـي ردِّ عُصبـة ، |
تداعـتْ علـى الإسـلاَمِ دِيـنِ محـمَّـدِ |
فمَـن لبنـي صُهـيُـون إلاَّ بـلاؤكـم ، |
و إلا جُـنـودُ الـحـيـدَرِ المـتـفَـردِ |
فدُكُّـوا حـصُـونَ العابثـيـنَ بقدسِـنـا |
و هـزُّوا عـروشَ الهازئيـنَ بمعْـبَـدِي |
ولا ترحمَـوا يـوم اللِّقـا كـلَّ مـجْـرِم |
طوَى العمْرَ في قتلٍ و فـي نهْـب مـورِدِ |
له قَـدَمٌ فـي السَّلـبِ أرسَـخُ مَوطئـا ، |
و كفٌّ له فـي الغصْـبِ أوسَـخُ مشهَـدِ |
و في الحـرْبِ لا تسـألْ عليـهِ محَارِبًـا |
على خلُـقُ الخنزيـرِ فـي قَلـبِ أحقـدِ |
غَنيمَـتُـه طـفـلٌ تـمـزَّقَ غـيـلـةً ، |
وآخـرُ موصُـولُ الأسَـى و التـشَـرُّدِ |
ونَصـرُهُ فـي شَـيـخٍ تـهـدَّمَ بيـتُـهُ ، |
و ثكْلـى أصِيبَـتْ فـي بُنيَّـاتِ أَكـبُـد ِ |
هوَ الأخْـذُ بالشِّـدَّات فـي ثلَّـة ٍ بَغَـتْ |
هو القتـلُ فيهِـمْ فاقعُـدُوا كـلَّ مرصَـدِ |
فليـسَ وراءَ الحـقِّ إنْ شِيـمَ غصـبـهُ |
سِـوَى قاذفَـاتِ النـارِ مـن كـل مَوقِـدِ |
وإلا شهابُ الرعْدِ يَنهَالُ فـي الضُّحـى ، |
و في كـلِّ ليـلٍ حالـكِ الثـوبِ أسـودِ |
رمى الله ُ يا كفـارُ مـنْ بعـدِ رميِكـم ، |
وكدتـمُ فـكـادَ الله ، ُوالظـلـم يبـتَـدِي |
لئنْ نامَ أهـلُ الأرضِ عـنْ بغيكـم فمـا |
تنـام عُيـونُ الله عـن بـغـي مُفـسِـدِ |
متَى ظَـنَّ " ألُمَـرْتُ " الجنـوبَ مَطيـةً |
لأطمَاعِـه قـدْ تَـاهَ عـنْ كـلِّ مقـصـدِ |
و إمَّـا رأَى للشَّـرقِ تجـديـدَ روحِــهِ |
فقدْ ضلَّ كلـبُ الغـرْب أيَّـانَ يهتَـدِي ؟ |
و لـو ظـنَّ أمريكَـا ستُنجِيـه إنْ عـتَـا |
تجرَّعَ سُـمَّ الوهْـمِ مـن فهْمِـهِ الـرَّدِِي |
هو الحـق يـا لبنـان ، يـا أُرْزَه الـذي |
يَتيهُ علـى العـدوانِ فـي طيـبِ مُحتَـدِ |
سمـوْتَ و حـقِّ اللهِ عـنْ كـلِّ خـاذلٍ ، |
و سُـدْت وَ ربِّ البيـتِ يـا خيـرَ سيِّـد |