|
طافَ مثلُ الصقرِ مُشتاقاً ثراهْ |
عانقَ النجمَ ارتفاعاً في فضاهْ |
يرقُبُ المحبوبَ مِنْ عليائهِ |
يعزفُ الأشواقَ ما أحلى غِناهْ |
وطني حُبُّكَ إيماني الذي |
رفعَ الإسلامُ في قلبي بِناهْ |
وطني حُبُّكَ فرضٌ واجبٌ |
لكَ بعدَ اللهِ أحنينا الجباهْ |
وطني حُبُّكَ يجري في دَمي |
أنتَ أنسامي ونبضي والحياهْ |
وطني أُهديكَ روحي قربةً |
للذي سوَّاكَ لا أرجو سواهْ |
هكذا عِشقاً تغنَّى صادقٌ |
باذلاً للوطنِ الغالي دِماهْ |
عاشَ بالحبِّ مثالاً يُحتذى |
وعلى دربِ الوفا ترقى خُطاهْ |
إنْ ألمَّ الخطبُ في معشوقهِ |
أو ينادي واجبٌ لبَّى نِداهْ |
فارساً تلقاهُ في ساحِ الوغى |
ضيغمٌ في الحربِ لا يخشى فناهْ |
ذائداً عن موطنِ الحُبِّ الأذى |
سانداً للجيشِ مرفوعاً لِوَاهْ |
هبَّ للجرحى طبيباً منجداً |
فارتقى ، واللهُ للخُلدِ اجتباهْ |
يا لِنَجمٍ هامتِ الدنيا بهِ |
نازعتْ في حُبِّهِ عِشقاً سماهْ |
نحوَ عِلِّيينَ فاضتْ روحُهُ |
طيِّباً كالمسكِ فوَّاحاً شذاهْ |
وارتمى كالبدرِ في حضنِ الثرى |
يا لرمسٍ شعَّ نوراً من سناهْ |
فارقَ الأحبابَ توَّاقاً إلى |
خُلدِهِ الموعودِ ، مُشتاقاً جَناهْ |
أشرقتْ من نورهِ الأخرى ضُحاً |
ألبسَ الدنيا ظلاماً باختفاهْ |
فاختفتْ أفراحنا من بعدِهِ |
ليسَ مِنَّا واحدٌ إلا بكاهْ |
كيفَ لا نبكي حبيباً راحلاً |
عاشَ بالأخلاقِ شمسٌ في عُلاهْ |
عاشَ بالإيمانِ طوداً ثابتاً |
شامخاً ما هزَّهُ مالٌ وجاهْ |
مستنيرَ الفكرِ ما شطَّتْ بهِ |
نزعةُ التقليدِ أو جهلٌ ثناهْ |
صادقٌ قولاً وفعلاً صادقاً |
منبعٌ للحُبِّ عدلٌ في رؤاهْ |
قدوةٌ في الخيرِ سبَّاقٌ بهِ |
يصنعُ المعروفَ ما شحَّتْ يداه |
يا كريمَ الجودِ ضاعفْ أجرَهُ |
في جِوارِ المصطفى حَقِقْ مُنَاه |
إخوتي صبراً جميلاً إنَّهُ |
بالرضا والصبرِ مرجُوٌّ لِقَاه |