|
لَقَدْ خانُوكَ بِالصَّمتِ الرَّهِيبِ |
فَما لِتَساؤُلاتِكَ مِنْ مُجِيبِ |
جَماهِيرٌ عَلَى نَزفٍ أَفاقَتْ |
وَ نامَتْ تَحتَ دامِيَةِ الخُطُوبِ |
وَ جَرَّتْ مِنْ شَمالِ الحُلمِ يَأسًا |
عَلَى وَهمِ الرُّؤَى نَحوَ الجَنُوبِ |
وَ قَلَّبَتِ الهَوانَ بِذاتِ شَرقٍ |
فَقَلَّبَها إِلَى ذاتِ الغُرُوبِ |
فَيا وَطَنَ الأَرانِي كَيفَ أَرضَى |
أَرانِيَكَ الأَمانُ بِظِلِّ " ذِيبِ " ؟ |
وَ كَيفَ بَنُوكَ قَدْ باعُوكَ حِينًا ؟ |
وَ حِينًا راوَدُوكَ عَنِ النَّحِيبِ ؟ |
فَكانُوا يَندُبُونَكَ كُلَّ صُبحٍ ! |
وَ يَستَجدُونَ لَيلًا " تَلَّ ابِيبِ " ! |
وَ يَنتَدِبُونَ وَغدًا - كُلَّ حَربٍ |
إِلَى الهَيئآتِ - عَنْ سُخطِ الشُّعُوبِ |
فَيَصفَعُهُ إِذا ما راحَ " فِيتُو " |
وَ إِمَّا آبَ آثارُ الحُرُوبِ |
وَ ما يَسطِيعُ شَعبٌ فِي قُيُودٍ |
يُعانِي الرِّقَّ فِي وَقتٍ عَصِيبِ ؟ |
يَصُبُّ الدَّمعَ " بِترُولًا " فَيَجرِي |
" دَنانِيرًا " لِأَصحابِ الجُيُوبِ ! |
أَما لَو قِيلَ : ( مَنْ لِلعِرضِ ؟ ) , هَبَّتْ |
بِلادُ العُربِ فِي وَجهِ الغَرِيبِ ! |
أَما كُنا لِنَحيا فِي قُصُورٍ |
لَوَ انَّ الآخَرِينَ بِلا عُيُوبِ ! |
وَ لا ذُقنا المَرارَةَ فِي خِيامٍ |
يُقَطِّرُها الهَوانُ مِنَ الثُّقُوبِ ! |
تُرَى هَلْ لِلعَذاباتِ اصطُفِينا ؟ |
وَ هُمْ - خَلَقَ الإِلَهُ - بِلا ذُنُوبِ ؟ |
أَمَ انَّا بِالخَطايا قَدْ جُبِلنا ؟ |
وَ هُمْ جُبِلُوا عَلَى مِسكٍ وَ طِيبِ ؟ |
عَجِيبٌ أَنَّ فِينا مَنْ يُباهِي |
بِلَسعِ البَردِ فِي زَمَنِ اللَّهِيبِ ! |
عَجِيبٌ أَنَّ ضَربَ الآلِ دامٍ |
وَ ضَربَ غُزاتِنا مِثلُ الزَّبِيبِ ! |
عَجِيبٌ أَمرُ هَذا العَصرِ ! تَبًّا |
عَجِيبٌ ! بَلْ وَ أَكثَرُ مِنْ عَجِيبِ ! |
يَصُبُّ الذُّلَّ خَمرًا فِي كُؤُوسٍ |
مِنَ النِّسيانِ فِي جَهلٍ مُرِيبِ ! |
وَ يَسكَرُ مِنْ دَمِ الشُّهَداءِ حَتَّى |
كَأَنَّ الغَدرَ مِنْ طَبعِ اللَّبِيبِ ! |
فَبَعضُ بَنِيهِ يَبكِي مِنْ رِثاءٍ |
وَ بَعضٌ يَطرَبُونَ مِنَ النَّسِيبِ ! |
وَ بَعضٌ مِنهُ يَشكُو مِنْ أَياسٍ |
وَ بَعضٌ مِنهُ يَشدُو : ( يا حَبِيبِي ) ! |