|
حَكَرتُ شِعرِي عَلَى الأَحزانِ فانتَحَبا |
وَ عِشتُ أَندُبُ حَظِّي كُلَّما نَدَبا |
حَدَوتُ حَتَّى أَضَلَّ الفَقدُ راحِلَتِي |
وَ ما انتَضَيتُ فِرِندًا بِالأَياسَ ؛ نَبا |
وَ كُنتُ لِلشِّعرِ نارًا يُستَضاءُ بِها |
وَهَبتُها مِنْ ضَمِيرِي الجَمرَ وَ الحَطَبا |
فَعادَنِي النَّحسُ فالتَفَّتْ عَواصِفُهُ |
فَخارَ عَزمِيَ وَ الضَّوءُ الفَتِيُّ خَبا |
" السَّيفُ وَ الرُّمحُ " - تَبًّا - مَزَّقا لُغَتِي |
وَ " الخَيلُ وَ اللَّيلُ " كُلٌّ زادَها نَصَبا |
وَ ما وَجَدتُ بِتَجدِيدِي سِوَى زَمَنٍ |
فِي الصُّبحِ أَنكَرَ لَكِنْ فِي الدُّجَى استَلَبا !! |
بِكُلِّ حِقدٍ أَكُفُّ اللَّيلِ تَصفَعُنِي |
وَ ما لَقِيتُ لِصَفعاتِ الكَرَى سَبَبا |
أُرِيدُ - وَ اللَّهِ - أَنْ أَرتاحَ مِنْ قَلَقِي |
وَ مِنْ هُمُومٍ تَفَشَّتْ فِي دَمِي غَضَبا |
أَنا أَرَقُّ القُلُوبِ . اللَّهُ يَعلَمُ بِي |
وَ يَعلَمُ اللَّهُ أَلَّا أُمَّ لِي وَ أَبا |
لا حَولَ لِي بِاقتِرافِ الشِّعرِ مَرثِيَةً |
وَ لا مَلاذَ مِنَ الذَّنبِ الذِي وَجَبا |
أُمِّي فَقَدتُ ؛ وَ مَنْ أَحبَبتُ فانسَحَقَتْ |
حَشاشَتِي , وَ فُؤادِي بَعدَها انثَقَبا |
ذَرَفتُ دَمعِيَ ؛ لَكِنِّي وَ قَدْ رَحَلَتْ |
ذَرَفتُ عَينَيَّ - بَعدَ الدَّمعِ - وَ الهَدَبا |
أَيَحسَبُونَ بُكائِي بَعدَها تَرَفًا !؟ |
لَقَدْ عَمِيتُ , وَ دَمعُ العَينِ ما نَضَبا !! |
أَيَطلُبُونَ جِراحاتِي لِتُسكِرَهُمْ !؟ |
وَ هَلْ نَحِيبِيَ قَدْ أَمسَى لَهُمْ طَرَبا !؟ |
أَيَستَرِيحُ عَلَى آلامِهِ وَجِلٌ !؟ |
وَ يُبهِجُ النَّاسَ مَنْ فِي ضِحكِهِ كَذَبا !؟ |
أَيُسعِدُ الكَونَ مَفجُوعٌ بِغُمَّتِهِ !؟ |
وَ يَدفَعُ الخَلقَ لِلإِقدامِ مَنْ هَرَبا !؟ |
أَيَعزِفُ اللَّحنَ مَنْ شُلَّتْ أَصابِعُهُ !؟ |
وَ عاصِرُ الزَّيتِ يَسقِي رَبَّهُ عِنَبا !؟ |
كَيفَ المُعَذَّبُ يُهدِيهُمْ سَعادَتَهُمْ !؟ |
وَ كَيفَ يَجعَلُ مِنْ بَعضِ الثَّرَى ذَهَبا !؟ |
وَيحِي أَنا الفاقِدُ المَفقُودُ نَهنَهَنِي |
ضَربُ المُصِيباتِ حَتَّى عُمرِيَ اضطَرَبا |
فَباتَ بَعضِيَ يَرثِينِي بِقافِيَةٍ |
كَمَنْ تَوَسَّمَ فِي وَهجِ السَّمُومِ صَبا !! |
لَيتِي قُتِلتُ وَ ما كابَدتُ مِيتَتَها |
وَ لَيتَ وَجهِيَ فِي وَجهِ المَصِيرِ كَبا |
مَلَلتُنِي ؛ وَ الرَّزايا السُّودُ تَضرِبُنِي |
مِنْ كُلِّ حَدبٍ . وَ ما فِي الآلِ مَنْ حَدَبا |
أَنا انهَزَمتُ , وَ هَدَّ الوَقتُ بِي ثِقَتِي |
أَنا انقَلَبتُ فَما أَحسَنتُ مُنقَلَبا |
عَرائِسُ الوَهمِ حَولِي وَ الطُّيُوفُ رُؤَى |
رَغِبتُ عَنها فَزادَتْ مُهجَتَي عَطَبا |
جَرَرتُ حُزنِيَ نَحوَ القاعِ فِي نَزَقٍ |
وَ ما عَرَفتُ بِأَنِّي فِيهِ مَنْ رَسَبا |
حَتَّى تَبَيَّنَ لِي أَنِّي اتَّجَهتُ إِلَى |
غَيرِ اتِّجاهِيَ وَ استَبعَدتُ ما اقتَرَبا |
فَعُدتُ وَحدِيَ لا أَقدامَ تَحمِلُنِي |
أَطفُو عَلَى نَهرِ شَوقٍ بِالحَنِينِ رَبا |
دَعِيكِ مِنِّيَ - يا دُنيا - أَنا خَرِفٌ |
مَشاكِ طِفلًا , وَ لَكِنْ فِي الشَّبابِ حَبا ! |