أدْري الظّلامَ يَمُرُّ مِنْ وجْدي إلى مَهْدي
وَيَتْرُكُني شَظايا غَيْرَ مُعْترَفٍ بِها..
وَمَصيرُها المَجْهول في قفْرِ اللّمى يَبْكي وَيَنْدُبُهُ الرّحيلُ..
بِلا مَرايا توجِبُ الظّلَّ المُرافِقَ للخَلِيلْ.
أدْري الدّموعَ
تَعيقُ تَرْتيبَ الأَصابِعِ
قَبْلَ مُنْتَصَفِ الفَراغِ
وَتوغِرُ الكلِماتُ بِالدّرْبِ المُكَبّلِ بِالرّحيلْ.
هَذا.. وَأَعْلَمُ أنّني
أنْسَلُّ مِنْ حُزْنٍ إلى طَرَفِ الخُشوعِ
مُضَرّجاً بِغَدٍ تحَلّلَ مِنْ مُواكَبَةِ الخُضوعِ
وَأَبْدَلَ العَهْدَ المُوَثّقَ بِالسّطوعِ
بِوَقْفَةٍ تَخْلو بِها الغَيْماتُ
حينَ تَشَبّعَتْ بِاللّيْلِ وأنْسَدَلَتْ طُلول.
أدْري شُروقَ الوَرْدِ لمْ يُظْهِرْهُ ميقاتُ الدّجى .....
وَيبيتُ في حِضْنِ الصّقيعِ بِرَوْضَةٍ أُخْرى
لتَقْدِرَ أَنْ تَرى الجورِيَّ يَكْشِفُهُ الخَمِيْلْ
أدْري جُنونَ الماءِ مُنْذُ سَفينَةٍ
حَمَلَتْ بِها الأمْواجُ فَارْتَعَشَ الولاءُ...........
وَفارَقَ الحُزْنَيْنِ تَحْتَ وِصايَةِ المِجْدافِ
فَابْتَلَعَتْ ظُروفُ الصّدِّ نُكْرانَ الجَميلْ.
وبَقِية مِمّا تَرَكْتُ بِبَطْنِ حوتٍ
كُلّما اسْتَرْجَعْتُني مزَقاً أُذَكِّرُني
بِيومٍ حازَ أَوْسِمَةَ انْتِباهِ الجُرْحِ
فَانْتَصَبَ النَّزيفُ كَأَنّهُ يِمْتَصُّني بِفَمِ العَويلْ.
تُفاحُ عُمري مَا اسْتَراحَ مِنَ الصّحارى ..
كُلّما حاوَلْتُ أسْقيهِ السّعادَةَ
جَفَّفَتْهُ يَدُ البَوادي فَاسْتَمالَ إلى المَقيلْ.
بِيَدِ الغُروبِ فَواكِهي التّعْبى
تُقَشِّرُها الفُصول......تَلوكُها الحَسَراتُ
تَلْفَظُني كَقِشْرِ الدّاءِ عَنْ جَسَدٍ نَحيلْ.
وَكَما عَلِمْتُ مِنَ الرّمالِ بِكَفِّ قارَئَةِ الصَّدى ..
فَسنابِلٌ خَضْراءُ يَأْكُلُهُنَّ رَغْمَ تَسَمُّنِ الأحْلامِ
ناعورٌ هَزيلْ.
وَقَرَأْتُ فِنْجانَيْنِ في وَضحِ الهُمومِ.....
تَكَسّرَتْ عَيْنايَ وَارْتَدّتْ إليّ مَهيضَةَ الأَهْدابِ....
أَرْتَشِفُ المَرارَةَ مِنْ بَقايا البُنِّ ...
لا غَيْرَ المَرارَةِ في فَمي.
وأُعيدُ تَنْقِيَةَ الأماني مَرّةً أُخْرى
لَعَلّ بِقَهْوَتي حَظٌّاً يَلوذُ..
يُعيدُ لي طَعْمَ الصّباحْ.
أسْعِفْ فَمي...
ما عُدْتُ أَفْهَمُني كَما تَهْوى الجِراحْ.
اليُتْمُ يَذْروني... وَمَعَ عِلْمي بِهِ..
أَلْقاهُ بِالثّوْبِ المُناسِبِ لِلْمآلْ.
عِقْدُ الزّمانِ/الأمانِ تَفَرّقَتْ حَبّاتُهُ..
وَتَناثَرَتْ بَيْنَ الحَقائِبِ/الحقائقِ وَالرّصيفِ..
فَكَيْفَ أَجْمَعُها وَخَيْطُ العُمرِ مَعْقودُ الصّهيلْ؟
غارَتْ أَصابِعُ فَرْحَتي في جَيْبِ ثَوْبِ العُرْسِ
وَاشْتَغَلَتْ بِتَرْقيعي أَنامِلُ حَسْرَتي..
تَخْتارُ مِنْ مزَقي بَصيصَ الحَظِّ
وَالأيامُ تَرْفُضُ رُقْعَةً لا تَنْتَمي إلاّ لَها.
أدْري بِأَنّ الحُزْنَ بي يَدْري....... لِذا.
أدْري بِأَنّ الفَجْرَ مَصْلوبٌ عَلى وَتَرٍ عَليلْ.
فَأُديرُ وَجْهَ العَوْمِ نَحْوَ البَحْرِ
أَسْأَلُهُ الغِيابَ لِمَوْجَتَيْنِ....
وَلا أَظُنُّ سَيَنْتَهي أَجَلُ التّعَبْ.
هَذي خُلاصَةُ ما مَضى ....
أمّا الذي قَدْ حانَ مِنْ عَهْدِ الرّحيلِ
فَصِرْتُ أَرْويهِ بِماءِ الشّعْرِ حينَ تَفَتّحَتْ كَفّايَ
عَنْ إيمانِ قَلْبٍ لا يُفارِقُهُ الدّعاءُ
وَهَذِهِ آياتُ عِتْقي بَيْنَ دَفّاتِ الكِتابِ
مسيرَة تَتْرى على شَفَةِ النّخيلْ.
يا أيّها الشّعرُ الخَرِيْفِيِّ القَوافي
لَنْ يُسَرْبِلَ حُجّتي
قَوْلٌ مَجوسيّ العنانِ..
وَإِنْ تَجَمْهَرَ فيْ مَيَادِيْنِ القَرارِ
مَدَى الصّهيلْ.
أنا سِيْرَةُ العَذْرَاءِ مُنْذُ صِيَامِها
وقِيَامَةُ التّنْدِيْدِ
في يومٍ عَبوسٍ قمْطريرِ البَوْحِ
يَفْهَمُهُ القَـَلِيْلْ.
أنا والطّهور وعفّةُ الأشْعارِ صِنْوا مُهْجةٍ
بدأتْ بتأنيبِ الوُجُوْمِ
لأنّها مكثَتْ بِلا أدْنى ارتِعَاشٍ عِندَ تَأْمِيْنِ الحقيقةِ بِالطُلُولْ.
يَا عَبْلُ هَلْ رَقدَتْ بنانُ الشَّوقِ فِي متردم؟
ماذا فهمتِ من الصليلْ ؟
أكادُ أسمعُه بأنجيلِ الورودِ
معطرَ الآياتِ يَنْشُدُهُ المُبَاحُ
ولا أكادْ
أَيُجِيْدُ توصيلَ العناءِ إلى الزحامْ ؟
أنا مريمُ الأشعارِ
من فمِها الصيَامُ...... وفيْ دَمِي
يَجْريْ وهذا الحرفُ يشهدُهُ النِّداءُ
وبعدَهُ
جَنَحَ السَّلامُ
فكيفَ يَكْفُرُ بِي اليَمَام؟؟؟ .