ولكن حمزة لا بواكيَ له

ولكن حمزة لا بواكيَ له

ما ثَمّ بارقةٌ في بؤبؤِ الدعَجِ وإنما صورةٌ للقاتلِ الهمجيْ أرخى فمًا فاغرًا من هولِ مطلعِه وصيحةً وئدت في غمرةِ الهرَجِ أظفارُه كازرقاقِ البحرِ داكنةٌ كأنما الدمُ فيها مقلةُ العِلِجِ وجسمُه الغضُّ كم أدموا براءتَه حتى تغضّن من شرطٍ ومن بعَجِ وفي مُحيّاه عتبٌ ما نظرتُ له إلا وغُصَّ بأمواجِ الشؤونِ شجي قولوا لوالدةٍ لم تسْلُ غيبتَه: هذا الفتى الآنَ أمسى خيرَ منعرِجِ كأنما الغُرْلُ غاروا من "حمامتِه" فاستأصلوها لتُطفيْ غيرةَ النعجِ يا خنجرَ الموتِ ما أفزعتَ نومتَه ما عدتَ تفجأُ مذبوحًا من الودَجِ يا ديدنَ الموتِ كم أتخمتَ مقبرةً أما اكتفيتَ من الأجسادِ والمهجِ؟ يا منجلَ الشر كم قطّعتَ سنبلةً وكم طعمتَ جنى من قبلِ منتضَجِ سماؤنا شفقٌ قانٍ وأدخنةٌ والأرضُ بحرُ دماءٍ صاخبُ اللججِ هذي الديارُ ركامًا فاح أتربةً وزهمةً للردى في كلِّ منعرَجِ توقف النبضُ في ساعاتها سنةً فما تميزُ نهارًا معتِمَ الدلجِ واستنزف القتلُ عينًا فوق مرتعَفٍ في شهوةٍ لدمٍ بالدمعِ ممتزجِ لو أنهم جدعوا أنفًا لما جزعت نفسٌ لعرنينِ أنفٍ غيرِ ذي عوجِ لكنهم طعنونا في محارمنا وأي حر لهذا غير منزعجِ؟ أبا عمارةَ،وحشيُّ وحربتُه لما يزالا بنفس الحقد والهوَجِ عبد على الغدر مجبول بفطرته هل خففت توبةٌ مِن طينِه اللزجِ؟ لكنَ حمزةَ لا تبكيه راقصةٌ ولا يحسُّ سكارى الليلِ بالحرجِ وفيمَ نبكي صبيًا غيرَ محتلمٍ؟ كأنما هم رجالٌ نطفةُ الخُدُجِ! لأنت أطهرُ أن نحظى بصحبتِه فدعْ لنا القاعَ واصعدْ عاليَ الأوَجِ دنياك ما فتئتْ بالرجسِ سابحةً فاربأْ بطهركِ عن مستنقعِ الخمجِ أسرجْ لروحِك معراجًا يليق بها فما لنا غيرُ ذلِّ العيشِ من سرَجِ واترك لنا رمقًا ياسْمينُه عبقٌ فربَّ غافٍ صحا من شمةِ الأرَجِ وجُز بنا نجمةً في كل حالكةٍ قد نهتدي خطوةً في لمعة الوهجِ دعنا نمسُّ إهابًا منك مقشعِرًا لعل صاعقُنا مسًّا من الثلجِ هذا صراطك فاسلك غير ملتفتٍ لمن تنكّب عن شرع ومنتهجِ فما يضرك من ضاعت محجته إذا اهتديتَ لحقٍّ واضحِ الحججِ

قصيدةٌ أهتزت لها اركان قلبي
أنها الصراع الأبدي بين الطُهرِ والعهر بين الفضيلة والرذيلة
بين الرجولة والأنهزامية ببيانٍ رائعٍ لا يتأتى ألا لشاعرٍ مطبوع
يمتلكُ أدوات الأبداع من ألفها الى يائها- أحسنت أيها الشاعر المبدع
وأهلا بك في واحة الألق

أيها الشاعر الفحل !

هززت وجداني بمعانيك , و جزالة ألفاظك , و قوة لغتك , و متانة سبكك ,
و طول باعك في اختيار مفرداتك , و رونق اشتقاقاتك ,
وفوق هذا كله التهاب مشاعرك التي أشعلت ما صادفت منّا .

قرأت هذين البيتين هكذا :

واتـرك لنـا رمـقًـا جوريُّهُ عـبـقٌ

فالجوري مشهورة به الشام أكثر من الياسمين , إذ تستورده فرنسا لصناعة أزكى و أغلى العطور .

دعنـا نـمـسُّ إهـابًـا فيه قَـفْقَـفةٌ

لأني وجدت تخفيف شدة الراء يخرجها عن مسارها الاشتقاقي ,
و أنت ملك الاشتقاق بلا منازع .


و دوما لك انحناء ذائقتي يا شاعري الحبيب .

ملحمة وإن قصرت طولا عن الملاحم .

تحية إجلال شاعرنا الفذ الكبير

هذا ورب الكعبة نزف قلما يجيد صياغته إلا فطاحل الشعر أمثالكم , لكم من تلميذكم كل محبة وتقدير وإعجاب.
سأعود حتماً لسبر نفائس هذه الخريدة.

قصيدةٌ أهتزت لها اركان قلبي
أنها الصراع الأبدي بين الطُهرِ والعهر بين الفضيلة والرذيلة
بين الرجولة والأنهزامية ببيانٍ رائعٍ لا يتأتى ألا لشاعرٍ مطبوع
يمتلكُ أدوات الأبداع من ألفها الى يائها- أحسنت أيها الشاعر المبدع
وأهلا بك في واحة الألق

أخي الجميلي الكبير
شرف لي يا سيدي ان يرقى
حرفي لرفيع ذائقتكم.
أعتز بكريم مصافحتكم الأولى التي طوقت عنقي بها
اعتزازي بجميل رايك.

محبتي وامتناني

أيها الشاعر الفحل !

هززت وجداني بمعانيك , و جزالة ألفاظك , و قوة لغتك , و متانة سبكك ,
و طول باعك في اختيار مفرداتك , و رونق اشتقاقاتك ,
وفوق هذا كله التهاب مشاعرك التي أشعلت ما صادفت منّا .

قرأت هذين البيتين هكذا :

واتـرك لنـا رمـقًـا جوريُّهُ عـبـقٌ

فالجوري مشهورة به الشام أكثر من الياسمين , إذ تستورده فرنسا لصناعة أزكى و أغلى العطور .

دعنـا نـمـسُّ إهـابًـا فيه قَـفْقَـفةٌ

لأني وجدت تخفيف شدة الراء يخرجها عن مسارها الاشتقاقي ,
و أنت ملك الاشتقاق بلا منازع .


و دوما لك انحناء ذائقتي يا شاعري الحبيب .

أخي الحبيب ابا إبراهيم
هو نص لم يكتمل في حينه
ربما لأن الجريمة كانت أبشع من أن يحيطها وصف
ناهيك أن الصدمة تلجم الألسن وتجبل الشعراء.
ملاحظاتك هي ما ابحث عنه فلا تبخل على أخيك بها
فأما الجوري فأنت الأعرف بشعاب مكة وأزاهيرها
فحبًا وكرامة
وأما المقشعر فقد أصبت ما في نفسي التي لما يزل فيها شيء منها
وقد كانت في الأصل مثتلجًا ثم أضربتُ عنه خشية لومي على هذا الاشتقاق
وإن كنت اجده سائغًا لكنه يحتاج فتوى مجمعية!
اقتراح القفقفة جميل لولا أن أتهم بالبداوة والتفيهق
فإن رأيتَ أن أقول:دعنا نمسّ أكفًّا منك باردةً
ويبقى رأيك دائمًا مقدمًا على رأيي.

محبتي وسلامي

ملحمة وإن قصرت طولا عن الملاحم .

تحية إجلال شاعرنا الفذ الكبير

أخي الدمشقي النبيل
لك التحية مضاعفةً يا سيدي
على ما اوليتني من وقتك وقراءتك
وجميل رأيك الذي أفتخر به.

محبتي وعرفاني

هذا ورب الكعبة نزف قلما يجيد صياغته إلا فطاحل الشعر أمثالكم , لكم من تلميذكم كل محبة وتقدير وإعجاب.
سأعود حتماً لسبر نفائس هذه الخريدة.

أخي العاني الكريم

بل أنتم أستاذي ايها المتواضع لله.
حسبي أن راقك هذا الحرف القاصر من أخيك.

محبتي وامتناني

تبارك الله !
عدسة شاعر ثاقب البصر تمسح تفاصيل صور حسية عميقة بفنية عالية المستوى :

ما ثَمّ بارقةٌ في بؤبؤِ الدعَجِ=وإنما صورةٌ للقاتلِ الهمجيْ
أرخى فمًا فاغرًا من هولِ مطلعِه=وصيحةً وئدت في غمرةِ الهرَجِ
أظفارُه كازرقاقِ البحرِ داكنةٌ=كأنما الدمُ فيها مقلةُ العِلِجِ
وجسمُه الغضُّ كم أدموا براءتَه=حتى تغضّن من شرطٍ ومن بعَجِ
وفي مُحيّاه عتبٌ ما نظرتُ له=إلا وغُصَّ بأمواجِ الشؤونِ شجي
قولوا لوالدةٍ لم تسْلُ غيبتَه:=هذا الفتى الآنَ أمسى خيرَ منعرِجِ
كأنما الغُرْلُ غاروا من "حمامتِه"=فاستأصلوها لتُطفيْ غيرةَ النعجِ


ريشة مرهفة وألوان زخمة ذات انطباع وجداني عميق يمتلكها الشاعر ويتحكم بها في مساحة تعبيره النابضة بالمشاعر . . !
سماؤنا شفقٌ قانٍ وأدخنةٌ=والأرضُ بحرُ دماءٍ صاخبُ اللججِ
هذي الديارُ ركامًا فاح أتربةً=وزهمةً للردى في كلِّ منعرَجِ
توقف النبضُ في ساعاتها سنةً=فما تميزُ نهارًا معتِمَ الدلجِ
‏
مع بعد تاريخي موغل القدم في الصراع بين الحق والباطل

أبا عمارةَ،وحشيُّ وحربتُه=لما يزالا بنفس الحقد والهوَجِ
عبد على الغدر مجبول بفطرته=هل خففت توبةٌ مِن طينِه اللزجِ؟
لكنَ حمزةَ لا تبكيه راقصةٌ=ولا يحسُّ سكارى الليلِ بالحرجِ
وفيمَ نبكي صبيًا غيرَ محتلمٍ؟=كأنما هم رجالٌ نطفةُ الخُدُجِ!

ومع شفافية روحية تصدر عن إيمان عميق وتوق حاد للانعتاق

لأنت أطهرُ أن نحظى بصحبتِه=فدعْ لنا القاعَ واصعدْ عاليَ الأوَجِ
دنياك ما فتئتْ بالرجسِ سابحةً=فاربأْ بطهركِ عن مستنقعِ الخمجِ
أسرجْ لروحِك معراجًا يليق بها=فما لنا غيرُ ذلِّ العيشِ من سرَجِ
واترك لنا رمقًا ياسْمينُه عبقٌ=فربَّ غافٍ صحا من شمةِ الأرَجِ
وجُز بنا نجمةً في كل حالكةٍ=قد نهتدي خطوةً في لمعة الوهجِ
‏

لكن . .كلمة )ياسمينه ( أدت إلى كسر الوزن بسبب بسبب عدم تطابقها مع وزن مستفعلن أو إحدى جوازاتها . .فلعل الشاعر قد سها عن الوزن قليلا هنا . .
أسجل إعجابي بالشاعرية والفنية والجزالة عند الشاعر القدير (عمر أبو غريبة )