الأرض تدورْ..
وتدورُ... تدورْ...
ما زلتُ أفكرُ أن أتسلّقَ هذا السورْ
منزلنا لا شباكَ بهِ
و بلا شبّاكٍ كيف أُفيق و أفتحُ آفاقي للنورْ
حطبٌ مبلولٌ في موقدنا و عيونٌ
لم تلمح ناراً منذ قرونْ
أشلاءٌ ......جثثٌ هامدةٌ
أحلامٌ تخلقْ من أفيونْ
لا كسرة خبزٍِ في جعبتنا حتى نكسر هذا الجوعْ
لا دمعٌ يصدق في مقلتنا حتى نتروّى بدموعْ
لا ثقبٌ كي نتنفسَ منه و لا جدران و لا طبشورْ
ما زلتُ أفكر أن أتسلّق هذا السورْ
لكني أخشى من والدتي أن تصلبني في التنورْ
أخشى من أختي أن تجلدني بجديلتها
أن يصفعني وجه أبي
و أبي يكبحني حين أثورْ
سأضيع طويلاً بين خطوط يديه
و أغرق في فنجان القهوة
أغرق في زرقةِ عينيه
و أخرج مبلولاً بالنورْ
سيطولُ نزيفي بين عيون حبيبة قلبي
وسيحكمني شال الوردِ على كتفيها بالإعدامْ
إني أعرفها
تصفح عنّي عند الصبح و لا ترحمني حين أنامْ
أخشى.........
لا أدري ما أخشى
فأبي أخبرني أن وراء السور دموعْ
و بطونٌ تكفرُ حين تجوعْ
و ستتعبُ قال و أنت تدورُ حيال رغيفٍ محفوفٍ بالموتِ يدورْ
و ستجري خلفَ سرابِ الغيم و تهوي بجناحٍ مكسورْ
و سترجع يوماً ....
كي تتسلّق هذا السورْ