أضحك الله سنك أخي الدكتور محمد ونضر وجه حرفك المشرق بابتسامة التفاؤل , وجمّل ثناءك , وبارك فيك وأحسن ظنّك بأخيك
صدّقني أن ما سمعته مني محض رأيٍ لا يرقى لمستوى النقد وربما هي الذائقة
نتفق يا غال أن ما يقع تحت طائلة الحواس يثير الأحاسيس القلبية فتتحرك اللغة بذكاء عقلي وتتشكل لحمل القلب وأحاسيسه في قالب فني جميل
ودائما أقول الشاعر يلتقط بعدسة الحرف صورته الفنية
قال امرؤ القيس : ترائبها مصقولة كالسجنجل / عرفنا أن القائل جاهلي العصر
قال ابن الجهم : عيون المها بين الرصافة والجسر = جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري / عرفنا أنه عباسي العصر , عراقي الهوية
قال الفرزدق : أولئك قومي فجئني بمثلهم = إذا جمعتنا يا جرير المجامع / عرفنا أنه أموي
القصد يا غال أن في الشعر بوصلة تشير للعصر حينا أو إلى الشاعرالقائل حينا آخر _ انا لم أقل أن تخلع ثوب القديم_ أو تتنكر للعربية
لو لم تعنون معلقة زهير باسمه لعرفنا أنها له لما نعرف عنه أنه يرفع راية الصلح بين شعراء كانوا يتغنون للحرب
تداركتما عبسا وذبيان بعدما = تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
يمدح السيدين اللذين أصلحا بين عبس وذبيان
وهذه لغته في الدعوة للصلح وهذه ألفاظ عصره السائدة (عطر منشم)
أين الغيط وعطاؤه في شعر كشك ؟
أين النيل في هذه القصيدة ؟
أين ما وقع تحت طائلة حواس شاعرنا الفاضل ؟
نعم سيقول قد ذكرته في قصيدة كذا وكذا وليس الغرض في هذه القصيدة يتسع للنيل والغيط والأهرام فلكل قصيدة غرض .
هنا أختلف معك حتى لو كانت القصيدة عن القدس أو الحب والغزل أو أي غرض آخر, أريد أن أعرف بعد قراءتها أن الشاعر العربي الفذ من بلاد النيل , وأريد أن أعرف من خلال بصمته أنه كشك حتى لو لم تكن تحمل القصيدة اسمه , هذه هي البصمة التي أتحدث عنها
والتحية كل التحية لك يا صديقي فوالله ما انا بناقد وإنما متذوق أحبك وأحب شعرك