|
أصابَ الخطبُ من قلبي ونالا |
وحالَ النومُ من جَلَلي مُحالا |
وفاضَ الدَّمعُ ملءَ العَينِ لمَّا |
تَسعَّرَ في الحشا ناراً فسالا |
وما دمعي على حِبٍّ خَؤونٍ |
ولا هجرا سُقيتُ ولا مِلالا |
ولا فارقتُ خِلاني فَبانوا |
وبعدَ البَينِ لم أطِقِ احتمالا ! |
ولكني بَكيْتُ لِبُعدِ عَينِي |
عن الأقصى، وما أقساهُ حَالا ! |
شَدَدْتُ لهُ الرِّحالَ لِفَرطِ شَوقِي |
ولكنْ ما حَطَطْتُ بهِ الرِّحالا |
تَمَنَّعَت "الحَواجِزُ" عَن وِصالي |
وكُنتُ بِرغْمِها أرجو الوِصالا |
تَيَمَّمْتُ الجَنُوبَ أَدورُ عَنْها |
فَلاحَقَنِي "الجدار" بِها شَمالا |
وباغَتَني جُنودُ الحِقدِ غَدراً |
فَلاقَيْتُ المَهانَةَ والنَّكالا ! |
فأسْمَعُ مِنْ مآذنِِهِ المُنادي |
وأُمْنَعُ أَنْ أُجِيبَ لهُ مَقالا |
فَتَغْلي في شَراييني دِمائِي |
وَنَارُ الشَّوقِ تَزْدادُ اشتعالا |
فَتأبى كلُّ أَعضائِي ذَهابا |
عن المّسْرى وَما تَرضى انْتِقالا! |
وسَاقونِي بَعيداً عَنْ مُرادِي |
أُجَرُّ كَمنْ حَوَى داءً عُضالا ! |
وَكمْ مَنَّيْتُ نَفسِي أَنْ أُلاقِي |
ثَرَى الأقصى فأَسْجُدَ فِيهِ حَالا |
على السور القديم أمر شوقا |
أَرى فِي القَبْر مَنْ قَبْلي تَوالى |
وفِي مَسرى النبي يهيم قَلبي |
وأهرَعُ حَيثُ للعَليا تَعالى |
وأَتلو فِي زَوايا القدْسِ آياً |
مِن القُرآنِ أَو أَدعُو ابْتهالا |
كأَنِّي حِينَ يَمْنَعُنِي عَدُوِّي |
يَتيمٌ هَائِمٌ نَسْلُ الَّثكالى ! |
أُجَرَّعُ مِنْ شَرابِهِمُ حَميماً |
وأَشْبَعُ مِن مَوائِدِهمْ وَبالا |
ولكنْ ما رَضِيتُ بِسوءِ حَالي |
أَبَيْتُ الذُلَّ، أو عَيشَ الكُسالى |
وقالوا: بعْ لَنَا الأقداسَ بَيْعاً |
سَتُعْطى دُونَهَا جَاها ومَالا! |
فَمَا كانَ الجَوابُ يِغيرِ نَفْيٍ |
وكلاَّ ثم كلاَّ ، ثم لا... لا ... |
فأَغْضَبَهُمْ جَوابِي ثُمَّ مَاجُوا |
كَما الثورُ المهَّيجُ حِينَ جَالا |
أَعَادُونِي إِلى بَيْتِي ولَكِنْ |
لِبُغْضِهِمُ لَعَنْتُ الإِحْتلالا |
وَغَالبْتُ الجِراحَ بِرغْمِ حُزْنِي |
وَعَهْدِي أَن أُعِيدَ له ارْتِحالا ! |