|
على قمة الستين ودّعتُ ماضيـــــــــا |
و ودّعتُ فيه ما عليّ وما ليـــــــــــا |
هو العُمُرُ الغالي الذي قــد أضعـتــــه |
على مضض مني- وأدبرتُ خاويـــــا |
أراه بعين الوهم أقرب مـــــــــــا أرى |
ولكنــه أضـــحى بعيدا نهائيــــــــــــا |
ليال تتالت موجة خلف موجــــــــــــة |
و ذابت على شط الحيـــــــــاة تتاليا |
سلام على تلك الليالي لَوَ انَّهـــــــــــا |
تعيد لنا هذي الحياة كمــــــــا هيـــــا |
على قمة الستين أجتـــــر سيرتـــــي |
و أقرأ أسفاري الرثـــاث البواليــــــا |
أرى أوجها - فيها- تخرمها الــــردى |
هي البعض مني قد تلاشــــى تلاشيا |
أرى أمسيات لملمت شملنا بهــــم |
سقا الله تلك الأمسيـــــات الغواليــــــا |
أرى ذكريات يعرف القلب وحـــــــده |
مدى روْحِها ..... لمــا تُذكر ناسيــــا |
هو العُمْر سيل من أحاج كما تـــرى |
تعبنا ولا يوما فهمنــــــــــــا الأحاجـيا |
على قمة الستين صرت كمتحـــــــف |
به أثر الماضيـن ينطـــــــق حاكيــــا |
به ما به من خالـــدات مواقــــــــف |
و من وهج الأحــــــداث مـا زال باقيا |
به صورة المحبوب وَهْوَ هويتـــــــي |
و معنى حيـــــاتي... لو قرأتَ حياتيا |
به في حنايا القلب أغلى مآثـــــــري |
عزيــــــز علي أن أضيـِّـــــــعَ غاليا |
نعود زمانا نائيا و يعودنـــــــــــــــا |
و صعب على النسيان ما كــــان نائيا |
أنا الهرم المجهول ليس يزورنــــي |
خبير تواريــخ فيكشـــف مــــــــا بــيا |
على قمة الستين صار تصرفـــــــي |
نشازا لدى غيري ، وخلته عاديـــــا |
معايير- بالأمس القــريب - نُجلّهـــا |
هوت وغدت شيئا يُرى- اليوم- نابيـا |
علا حاجزُ الأجيال بينــي وبينهـــــم |
أنا و هُمُ رهن الغموض سواســــيا |
ففي سجن جيل صـاخب قد تقوقعوا |
وفي سجن جيلي قد سُجنت انفــراديا |
فلا أنا مفهـــــــــوم ولا أنـــــا فاهم |
كخطين - سرنا في الحيــاة – توَازَيَـا |
على قمة الستين أنكــــــرت هيكلي |
وأنكرت هذا الأشـمط المتهاويـــــــا |
وعهدي به جلد القــــوام مُحَبّبـــــا |
وكــــــم بذ أقرانا و زان النـــــــواديا |
تبدّلتُ بالطفل المشاغب مُوهَـنـــــا |
يجر ذيول العمــــــــــــر كالثوب باليا |
همومي التي كانت كبارا تهدنـــــي |
أراها صغـــارا حيـــن حلقت عاليـــــا |
ومستقبل في ما مضى كان مطلبي |
بلغته .. لكني.. وجدتـــــــــه ماضيا |