المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ابو غريبة
المرقش الأكبر: عوف (وقيل عمرو) بن سعد من بني بكر بن وائل.
شاعر جاهلي من المتيمين الشجعان عشق ابنة عمه (أسماء) وقال فيها شعراً كثيراً،كان يحسن الكتابة وشعره من الطبقة الأولى، ضاع أكثره، ولد باليمن ونشأ بالعراق واتصل مدة بالحارث بن أبي شمر الغساني واتخذه الحارث كاتباً له.
والمرقش لقب غلب عليه لقوله:
الدار قفر والرسوم كما رقّش في ظهر الأديم قلم
وتزوجت أسماء برجل من بني مراد فمرض المرقش زمناً ثم قصدها فمات في حبها.
وهو عم المرقش الأصغر (ربيعة بن سفيان). من أجمل قصائده داليّته التي عُرف منها:
سَرى لَيْلاً خَيالٌ مِنْ سُلَيْمى= فأَرَّقَني وأصْحابي هُجُودُ
فَبِتُّ أُدِيرُ أَمْرِي كلَّ حالٍ= وأَرْقُبُ أَهْلَها وهُمُ بعيدُ
عَلى أَنْ قَدْ سَما طَرْفِي لِنارٍ = يُشَبُّ لها بذِي الأَرْطى وَقُودُ
حَوالَيْها مَهاً جُمُّ التَّراقي= وأَرْآمٌ وغِزْلانٌ رُقُودُ
نَواعِمُ لا تُعالِجُ بُؤْسَ عَيْشٍ= أَوانِسُ لا تُراحُ وَلا تَرُودُ
يَزُحْنَ مَعاً بِطاءَ المَشْيِ بُدّاً = عليهنَّ المَجاسِدُ والبُرُودُ
سَكَنَّ ببلْدَةٍ وسَكَنْتُ أُخرى = وقُطِّعَتِ المواثِقُ والعُهُودُ
فَما بالي أَفِي ويُخانُ عَهْدِي = وما بالي أُصادُ وَلا أَصِيدُ
ورُبَّ أَسِيلةِ الخَدَّيْنَ بِكْرٍ = مُنَعَّمَةٍ لها فَرْعٌ وجِيدُ
وذُو أُشْرٍ شَتِيتُ النَّبْتِ عَذْبٌ = نَقِيُّ اللَّوْنِ بَرَّاقٌ بَرُودُ
لَهوْتُ بها زَماناً مِن شَبابي = وزارَتْها النَّجائِبُ والقَصِيدُ
أُناسٌ كلَّما أَخْلَقْتُ وَصْلاً = عَنانِي منهُمُ وَصْلٌ جَدِيدُ
(نقلاً عن بوابة الشعراء).
محاكاةٌ للمرقّشِ الأكبر
|
قريبُ الدارِ عن عيني بعيدُ |
وسهلُ الوصلِ في اللقيا كؤودُ |
أرى الأيامَ مولعةً بنفيي |
أنا المنفيُّ في وطني،الشريدُ |
كأني في هواكم مستجِدٌّ |
أذوبُ وإن تقادمت العهودُ |
أنا نِضوُ الهوى ورثيثُ جرحٍ |
وكل قديمِه عندي جديدُ |
أنا غرَضٌ وكفُّ الدهرِ ترمي |
فأنى عن رمايتِها أَحيدُ |
حسبتُ كنانة الأيام شحّت |
وفيها ألفُ عودٍ لي وعودُ |
تقاطرت الخناجرُ نحوَ قلبي |
وزاحَمَ بعضَه البعضَ الحديدُ |
شقيٌّ في اغترابٍ إن نأينا |
وما أنَا قربَ أحبابي سعيدُ |
محاطٌ بالأحبةِ غير أني |
إذا ما استيقظتْ شمسي وحيدُ |
أناجي طيفَ من زاروا بليلٍ |
ويحرمُ وصلَهم صبحٌ وليدُ |
فليت الصبحَ في عيني كسيفٌ |
ويا ليت الدجى فيها أبيدُ |
يجاذبُني النُّهى حباً محالاً |
ويغلبُ رأيَه قلبٌ عنيدُ |
ولو عشقَ الورى بالعقلِ ماتوا |
ولمّا يهدِهم رجلٌ رشيدُ |
يحققُ في هوى أسماءَ عوفٌ |
ويعصرُ فكرَه الجهدُ الجهيدُ |
ولو أن الهوى من طوعِ أمري |
ولكنا لمضغتِنا عبيدُ |
فيا ليت المعَنّى مستريحٌ |
وليت خليَّه صبٌّ عميدُ. |
إذا ما رُمتَ أمرًا لم تنلْه |
فجاوزْه إلى ما لا تريدُ |
فرُبَّ هوىً به أبدًا شقيٌّ |
ومكروهٍ على مضضٍ يُفيدُ. |
|
|
................................................
*إذا لم تستطع أمرًا فدعه=وجاوزه إلى ما تستطيعُ
(عمرو بن معد يكرب)