شَيَّدْتُ قَصْـرَكِ فِـي الضَّمِيـرِ بَلَاطُـهُ
إِثْـــمُ الْأَنَـــا وَبَـــرَاءَةُ الْـمَـغْـنَـى
"إثم الأنا " هو القاعدة والأرضية " البلاط " الأساس الذي شيد الشاعر فوقه قصرها في الضمير .وفي الضمير حيث تتم المحاكمات بين الاستحقاق وضده .تختبىء الأنا خلف كل رغبة بالاستحواذ . وهذا هو الإثم الذي تقابله براءة المغنى (المنزل ). إذ يصبح الاستحواذ منزلا يضم ساكنه ويغنيه . فإثم الأنا لا يتعدى كنه الرغبة بالاستحواذ وأصلها.وهو اعتراف من الشاعر بأمر النفس التي تطلب وتستزيد مما تريد . فيما يمثل " المغنى " الذي يغني ساكنه أصل وكنه الرغبة في العطاء . وهكذا يقيم الشاعر ميزان العدل في الضمير بين رغبته بأخذها أو الأخذ منها ورغبته بإعطائها.
صورة فنية متوغلة في الكثيف اللاشعوري من الذات الشاعرة . يرسمها الشاعر بخطوط (مجرد خطوط ) مضيئة ، على خلفية من التعتيم والغموض المقصود .
شَيَّدْتُ قَصْـرَكِ فِـي الضَّمِيـرِ بَلَاطُـهُ
إِثْـــمُ الْأَنَـــا وَبَـــرَاءَةُ الْـمَـغْـنَـى
يلفت النظر في هذا التشكيل الجمالي قدرة الشاعر على اختيار ألفاظ البيت لتكون ذات دلالة تصلح لبناء هيكلي عام (خطوط عريضة واضحة ) للصورة الفنية دون تفاصيل زخرفية دقيقة .كما تصلح للتعتيم والغموض المقصود : في صدر البيت
" شَيَّدْتُ قَصْـرَكِ فِـي الضَّمِيـرِ بَلَاطُـهُ" قصر مشيد في الضمير لامرأة. وهو ذو أرضية " بلاط " .الألفاظ وحدات البناء :الضمير : وفر المكان . القصر : وفر الفخامة وعلو المكانة إذ لا تشاد القصور إلا للملوك .بلاطه الإثم والبراءة : وفر الأرضية الغامضة للبناء. إثم وبراءة .خطوط عامة مضيئة تشير إلى وظيفة المكان الذي تم فيه البناء "الضمير "وتوحي بتأثير العمق الذي تمددت منه وهو العقل الباطن في هندسة مبنى الصورة !