ليس لأني لا أكتبُ شيئاً هذه المدة ، ولا لأني لا أنشرُ شيئاً ، أصبحُ بخير ،
كان ال(حلاوجي)* يسألني ذات (عَصر) كيف أنت ؟
أخبرته أنني " بخير " طالما أكتبُ أشياء توحي بأني لستُ بخير ،
هكذا كالقيئ الذي يريح النفس ، ولكنه يوحي بأنه شيء قبيح ، شيءٌ تشمئز منه النفوس ، وتحزن علينا عند رؤيتهِ القلوب ،
أهب الفرحَ ، فتورثيني الوحدةُ والظلمةَ والحسرة ، أهذا انجازكِ الكبير؟
إنها التَرِكةُ الوحيدة التي بقيت لي ، والضريبة تُسدد بالتساوي بزيادةِ بسيطة ، يقول عنها (أبي) أنها ستقتلني وانا أسهر كلّ ليلة حتى الرابعةَ فجراً ،
لا أفعلُ شيئاً سوى الجلوسِ وعدم الجلوس!
وأصبحتُ لا أكتبُ ، ( تداعي) ولا أنشرُ (إفراز) ولا أقرأ ( ضرورة ) ،
لأنّ الأشياء امتنعت عن دفعي لأفعلها ، والأدبُ موجٌ سئمتُ ركوبهُ وسأمَ لطمي ،
تزوج فلان البارحة / ليس يعلم كما يقول لمَ تزوج أو لماذا اختارها بالذات ، كان مشوشاً مثلي ،
فلانة تمثل لهُ قارب نجاة كيفما يكون ، وهو يمثل لها ..... لا اعلم ..ربما طوق أحمر أرادت ارتداءه ، قال( قبيل الزواج): شاهدتها من الخلف مرة واحدة ! فلم أمنع نفسي من الضحك ، ولم يمنع نفسهُ من الضحك أيضاً /
بالمناسبة ، ليس الضحك دليلاً مقنعاً بأنّ من يمارسهُ سعيد !
نحنُ نضحك فقط لأننا نفاجئ بما هو غير منطقي وغريب ، ولن يفضي " الضحك " بالضرورة إلى السعادة ..
أنا أحاول ان أكتب ، احاول فقط وأنتِ تمارسين النوم ببراعة ، هناكَ حيث لا أنا فيه ولا هم يحزنون ،
أصبحتُ مجرّداً من الرغبة في المغامرة ، أمشي في نفس الطريق كلّ يوم ،وألبس ذات الثياب ، ولا أرغب في قتل أمّك الدكتاتورة !
أبوكِ مسكين ، رأيتهُ في منامي يجلس في مقهى وبيده جريدة ، كان يقرأ قوائم الانتخابات ، وبعض القصائد المتعفنة التي كتبها قديس*يعاني من مغص معوي شديد!
يكفي الآن ..
________________________
* أ. خليل حلاوجي ، ناقد وكاتب فلسفي ومهندس مدني