مَن لَهُ مَعزّةٌ عندَ اللَيل
فليَتوَسّطْ لِي أنْ يُخلّي سَبِيلِي
ولو لِسَاعةٍ
أُلاَمسُ عَينِيّ فِيهَا وَجهَ النّهار
أنَا طِفلٌ عَجُوز
لاَ يَقوَى لِحَملِ سَيفَ الشَّمع
لِيقطعَ يدَ اللَيلِ المُلتَفةُ حولَ خَلاَيَاه
ألفُ عَتمةٍ تَرعَي في سَمَاءِ رُوحِي
ألفُ آهةٍ لَم تَرَ يَوماً مَلامحَ الضّياء
ألفُ جرحٍ يَتمنى و لَو خِلسَةً
نَظرَةً يُلْقِيهَا عَلَيهِ بَلْسَمُ الشّمس
أنا قريةٌ طوّعَها اللَيلُ وَكراً لأطفَالِهِ الكِبار
ليؤدوا فَوقَ ظَلاَمِهَا طُقوسَ الفُجُور
جبالاً يُدَرّبُ فِيهَا الجّفَافَ كَيفَ يَعوِي
وكَيفَ تُمارسُ المَكر فَوقَ صُخورِهَا الرّياح
حَديقةٌ يعلّمُ فِيهَا الخريفَ قَتلَ الفُصُول
كَيفَ يَهرِسُ تَحتَ قدَميهِ الشّّتاء
كَيفَ يَذبَحُ الرّبيع أمامَ أعيُنِ الحُقُول
كَيفَ يَطهُو الصّيفَ فوقَ مَائدةِ النَّار
ليُقَدمَهَا أولَ كُلّ عَشّةٍ
قُرّباناً لإلَهةِ الذّبُول
مَن لَهُ أيُّ قَرَابَةٍ بِالصّبح
فَليُصَالِحنِي عَلَيهِ
تَحتَ أيِّ اشتِرَاط
رَغمَ أنّي لَم أفعلْ شَيئاً لهُ ليَتّخِذنِي عَزُول
سِوَى أنّي طَلَبتُ يدَ ابنَتِهِ للإِرتِبَاط
فَتَرَكَنِي ...
بَينَ فَكّيّهِ يَمضَغُنِي الظّلاَم
تَحتَ رِعايَةٍ و حِمايَةٍ مِن عَساكِر ِالغُيوم
كَمَدينةٍ يَلتَهِمُهَا الغُبَار
والشّمسُ مِن فَوقَهُمَا تَلعَبُ دَورَ المَخمُور
حَتّى لاَ تدَنِس وَجهَها المُقَدسُ السّحبُ السّودَاء
حِينَ تَشتعلُ انوثتها بغَرِيزَةَ التّنوِيرِ
فَيُجهِدُهَا البَحثُ عَن ثُقبٍ
لتُلقِي إلَيهَا بحِفنَةٍ مِن نُور
أنَا أَرضٌ خَاصَمَتهَا الشّمس
وقَد أوصَتْ إلي القَمر
بِإلاَّ يَنَام فَوقَ صَدرِهَا لَحظَةً
لأنّ اللَيلَ يَعمَلُ فِي شَوَارِعِهَا سَفّاحاً
وصِغَارَهُ تتصيّدُ النّجُوم