|
هذا الثرى يستعْرِضُ الأمواتا |
يمتدُّ أكفانًا،يحُطُّ رفاتا |
وعلى المدى الكابي كليلٍ غاسقٍ |
تنداحُ مقبرةٌ تجبُّ حياةَ |
حاذرْ بخطوِك؛لا تدسْ طفلاً هنا |
وصبيةً لبستْ هناك سُباتا |
وأبًا يعانقُ فلذةً في حضنِه |
ليذودَ عنه ناهمًا مُقتاتا |
رفقًا به لا توقظوهُ فحسبُه |
ما ذاقَ في السكراتِ حتى ماتا |
زبدًا يمجُّ فمُ الصغيرِ ورغوةً |
والروحُ تنفرُ طيَّها أشتاتا |
جسدٌ صحيحٌ للعيانِ وباطنٌ |
بالسمِّ أمسى كالهشيمِ فُتاتا |
تعروهُ من غازِ المنيةِ صُفرةٌ |
تُنبيك أن النومَ صار مواتا |
قد أسبلوا الأيديْ رضًا بقضائهم |
فتشكُّ:موتٌ؟..بل أراهُ بياتا |
يا أيها القلبُ الكليمُ ألا احتسبْ |
للهِ ما أخلى وما قد آتى |
أسبلتُ جفنًا بالدموعِ مقرَّحًا |
ونفثتُ في حرَمِ الضلوعِ صلاةَ |
والنفسُ فيها غصّةٌ من شجوهِم |
أبدًا تُدافعُ منطقًا ولَهاةَ |
فسَلِ الجُناةَ بأيِّ ذنبٍ قُتِّلوا؟ |
ولمَ اعتبرتم أبرياءَ جُناةَ؟ |
يا منجلاً ما انفكَّ يقصفُ برعمًا |
ويجزُّ في كلِّ الفصولِ نباتا |
هل كَلَّ من وزرِ المجازرِ ساعدٌ |
أو ثبّط القتلُ الذريعُ طُغاةَ؟ |
حتى الردى قد مَلَّ من فرطِ الأسى |
والشرُّ فيكم لا يريمُ ثَباتا |
يا نَهمةً لدمائنا لا تنطفي |
لولا وقفتِ رويةً وأناةَ |
ثم اسألوا:لمن البقاءُ بأرضِنا؟ |
وتذكّروا تترًا مضوا وغُزاةَ |
والوالغونَ ببِرْكةِ الدمِ ها هنا |
لمّا يزالوا يكرعونَ فراتا |
هيا اسمعوا:إني كفرتُ بربِّكم |
سحقًا لمن عبدَ الغداةَ مَناةَ |
يا جندَ أصنامِ الضلالِ تطامنوا |
فاللهُ يغلبُ ربَّكم واللاتا |
لا يفرحِ الطاغوتُ في إمهالِهِ |
هيهاتَ يُهمَلُ آجلاً،هيهاتا! |