قصيدة رثاء للبطل العالمي المسلم محمد علي كلاي الذي انتقل إلى جوار ربه بأمريكا يوم السبت 28 شعبان 1437هـ الموافق 4 يونيو 2016م بعد حياة حافلة بالإنجازات والمبادئ
***

رثاء (كلاي)
***
شعر
صبري الصبري
***

لك يا (محمدُ) سيرة بيضاءُ
بنقائها يتفاخر الفضلاءُ

ومسيرة عظمى تسامى شأنها
وريادةٌ ومكانةٌ فيحاءُ

فلقد رفضت الانضمام لعصبة
فيها بعدوان اللئام شقاءُ

ولقد أبيت الظلم من ناس لهم
في المشرقين محجة سوداءُ

بمفاسد العدوان ديدنهم به
بالغيِّ بطشٌ بالورى وبلاءُ

ووقفت وحدك قاهرا نهج الدجى
فتضعضعت في دارها الظلماءُ

وتهشمت فأس التكبر وانثنت
رأسٌ لها وتحطم الخيلاءُ

أثبت أن الحق يعلو وحده
حتى وإن حفت به الغوغاءُ

ولزمت دين الله جل جلاله
فأتاك من رب الوجود ضياءُ

فعقيدة التوحيد فطرة من له
قلبٌ منيبٌ طاهرٌ وضَّاءُ

ونشرت دعوة حكمة وسماحة
بين الأنام ولاحت اَلأضواءُ

فالمسلمون المؤمنون تزايدت
أعدادهم واخضرت الأنحاءُ

بمنار توحيد وطهر مساجد
في أرض (أمريكا) بها الآلاءُ

وتميزت فيك البطولة أينما
كنت استقر بدربك الألاءُ

ساعدت أجيالا لترقى قمة
في الخير ينبع من لدنك سخاءُ

وعقدت عزمك أن تكون ملازما
للفضل يحصد برك الفقراءُ

واجهت مجتمعا كبيرا غارقا
في المنكرات تعمه الأدواءُ

بعبادة الشهوات دأب حياتهم
يا ويح من عصفت به الأهواءُ

وبك الجذور ترعرعت أفياؤها
وبها بسعي المخلصين نماءُ

يا أيها البطل المبجل كلما
كان انتصارٌ ينتشي الكرماءُ

بسلاسة التشجيع جمهور له
بالحب عندك روضة عصماءُ

فالرمز يبقى دائما بتألق
حتى وإن شطت به الأرجاءُ

كنا صغارا في صدوق تشوِّق
لنراك نجما قد حواه فضاءُ

لتحوم جهرا كالفراشة لاسعا
كالنحلة انهارت بها الأعداءُ

وخصومك الأبطال تلقاهم لهم
عند الهمام هزيمةٌ نكراءُ

يا للملاكمة العنيفة إن بدا
فيها (كلاي) يحبه النجباءُ !

يهدي إليهم لكمة من قبضة
منها يلوح بخصمه الإعياءُ

حتى يفوز (محمدٌ) فوزا به
بأسٌ شديدٌ .. حكمةٌ وذكاءُ

خصصت وقتك بعد ذلك للضيا
فالباقيات الصالحات ولاءُ

لله رب العرش أنعم بالهدى
يا من أتاك مع الصيام لقاءُ

يرحمك ربك ذو الجلال بجنة
فيها ثوى من قبلك السعداءُ

ولقد رثيتك بالقصيد مدونا
شعرا لأجلك .. هكذا الشعراءُ !

لهمُ موارد فكرة مشهودة
تبقى بذكرك إن يكون فناءُ

وبهم رقائق صافيات تعاطف
يسمو به في العالمين إخاءُ

مهما تباعدت الدروب فإننا
بالقرب فينا للعهود وفاءُ

ألزمت نفسي بالمكارم دأبها
دأبي وفيها للكرام ثناءُ

هذا رثائي للفقيد قصيدتي
فيها يحل السادة القراءُ

صلى الإله على النبي وآله
ما انساب من بين الصخور الماءُ !