سراب الحياة على سرير الموت
================
( كتبت هذه القصيدة في وحدة العناية القلبية حيث امضيت فترة اسبوعين هناك أنا وذلك الصفير الناتج عن الأجهزة الطبية ، وحيث لم يكن يرافقني سوى شريط حياتي السابقة بكل تفاصيله ، ولا أدري إن كانت ستشكل في ذهن المتلقي وحدة موضوعية واحدة أم لا ، إلا إنها في حالتي كانت كذلك )
على أنقاض أضغاث الحياة
وبين الشك والمنتاقضات
تفرّد بالحقيقة لا يبالي
بمن ينساق للمتشابهات
يروغ من الحياة إلى الموات
يروغ من الموات إلى الحياة
إذا يغفو تطارده المعاصي
وإذ يصحو تهجد بالسبات
**********************
أوغلت في سَفَر الخريف إلى الموات.
ورسمت أقفاصا يكفنها ظلال الذكريات.
هي قرية ، هي غيمة ، ما كان يسكنها سوى ظل يراقب كل صمت الثاكلات.
أمسافر ؟؟ ، لا ، لا ، فأنت الساكن الأبدي في كل الجهات.
أنّى صمتّ فليس إلا بعض غيمات تبعثر، ترسم الأسرار، تمطرها على كل اللغات.
هو ليس جرح يا صديقي.
لكنه شوق الرفات إلى الرفات .
هو ليس إلا بعض نور الشمس غلّفه جنون بارد في غفلة ما كان ربك شاءها ، لكنها – بالعقل – إحدى المعجزات
**********************
ياغربة الكلمات في نفسي
كفي الملام وحرقة اليأس
وتوسلي بالشعر علّ به
أمل يقطّر نشوة الأمس
أهدرت قافية السنين ملاحقا وهم السراب
يا أيها الأمل المكفن بالعذاب
ما عاد في الأيام متسع لتعويض الشباب
بقيت لحيظات ويهطل بعدها مطر الغياب
**********************
ينمو الموات كمئذنة
والفجر مثل المقصلة
لا شيء إلا دورة الوقت المعربد في الحروف المهملة
وتكسر الأصنام في طاحونة الفكر الطريد
وتراقص الآمال والأحلام في القلب الشهيد
والذكريات
وحروف بعض الأغنيات
**********************
أجلّت موتي مرتين
وجلست أستجدي أكاذيب الوثن
أنا كنت أعرف أنه ما كان يوما صادقا؛فهو الوثن .
سبحان من طبع القلوب على السراب ، على الهروب ، على التخضّب بالأماني والتعلل بالفتن
صلبوك فردا
وتحلّقوا حول الفجيعة كالكفن
**********************
ليل يحاصرني كأفواه الكهوف
ونجومه كالخربشات يخطها مَنْ كان يكتب قبل ميلاد الحروف
نُقِشت على جُدُر الظلام كـأنها وشم على زنجية مجلوبة عبر البحار إلى حقول التبغ في هافانا
أو بعض ذرات الرمال تنكّبتْ ظهر الغراب اليحفر القبر الذي سيعلم الإنسان كيف يزيل آثار الجريمة
والموت أهون من جريمة
**********************
يا أيها الجلاد يكفي
هبني مواتا واحدا يخلو من الأمل الجديد
لا شيء في الأمل الجديد سوى موات من جديد
لا شيء في الموت الجديد سوى حياة من جديد
إني تعبت فهاتِ أكفان النهاية
أو أعطني أملا جديدا
لا يحمل الموت الجديد
مُتَفَاعِلُنْ وجوازاتها