صهباء الأصيل

كَفَاكِ عَنْزَتِى أَكْلاً وشُرْبَا
وهَيَّا رَاقِبِى شَمْسَ الْمَغِيبِ

فَكَمْ أَسْدَتْ لَنَا خَيْرَاً وفَضْلَا
وهَذَا حَقُّهَا بَعْدَ اللُغُوبِ

أَلَا تَرَينَّهَا خَلَعَتْ ثِياباً
لِتَفْرَغَ بعدَ مَجْهُودٍ دَؤوبِ

مُعَصْفَرَةً كَوَشْى التِّبْرِ تُغْرى
بِوَسْوَسَةِ الحُلِى عَلَى قَشيبِ

تَمُدُّ إِلَى النَّسِيمِ يَدَىْ شَغُوفٍ
لِقَاءَ العَاشِقَيْنِ على شَبيبِ

ألا تَرَينَّ صَهْبَاءَ الأصيلِ
تُنَادينا لِنَثْمَلَ مِنْ رَغيبِ

فَتَكْسو بالنَّضَارَةِ كُلَّ وَجْهٍ
وَتَسْكُبَ دُرَّهَا فَوْقَ الرَّحيبِ

تّرَى مُهَجَ الخَلَائقِ ذُبْنَ وَجْداً
وتَمْرَحُ كَالطِّيورِ عَلَى رَطيب

وهَذِى الْفَاتِنَاتُ كَمُلْنَ حُسْنَاً
تَؤُزُّ الْعَاقِلِين إِلَى نَسِيبِ

بِلَحْظٍ فَاتِكِ النَّظَرَاتِ غَمْرٍ
وحَوْرَاءِ الظِّبَاءِ بِلَا رَقِيبِ

وأَعْطَافٍ كَأَغْصَانٍ تَثَنَّتْ
كَخَاطِرَةِ المَهَاةِ عَلَى كَثِيبِ

أَرَاكِ عَنْزَتِى مَا زِلْتِ ظَمْأَى
لِغَيْرِ المَاءِ لِلَّحْنِ الطَّرُوبِ

أَلَا تَرَينَّ أَسْرَابَ الرَّوَاحِ
بِأَلْحَانٍ مُعَطَّرِةٍ سَكُوبِ

تُذَكِّرُنِى بِصُبْحِ القَدْرِ تَسْعَى
مَلَائِكُ نَحْوَ أَضْوَاءِ الغُيُوبِ

كَأَنَّ الصَّدْحَ مِثْلُ القَطْرِ يَهْمِى
فَيَهْتّزُّ الفُؤَادُ إلى حَبيبِ

وبَعْدَ خُشُوعِه يَرْبُو انْتِشاَءً
ويَخْرُجُ يَانِعَا ثَمَرُ القُلُوبِ

أَرَاكِ قَدْ ثَمِلْتِ وأَنْتِ نَشْوَى
مِنَ الصَّهْبَاءِ بِالفَلَكِ الخَضِيبِ

فَهَيَّا أَسْرِعِى هَيَّا تَعَالَى
نُجِيبُ النَّسْمَ فِى الأُفْقِ المَهِيبِ

لِنَرْكَبَ مِنْ جَنَاحِ المُزْنِ ظَهْراً
وَدَاعَاً لِلْأَدِيمِ ولِلْحَطِيبِ

ونَنْسَى مِنْ تُرَابِ الأَرْضِ طِيناً
ونَنْسَى كَائِدَ العُمْرِ الكَئِيبِ

ونَتْرُكَ لَاهِثِينَ إِلَى حُطَامٍ
ونَقْلِى إِفْكَ عَارِيةٍ كَذُوبِ

إِلَى العَلْيَاءِ قَدْ نَظَرَتْ عُيُونٌ
وَيَرْنُو سَافِلُونَ إِلَى عَطِيبِ

الثلاثاء
30/4/2013

يا سلام يا سلام أبدعت بحق

دام يراعك الجميل

ما أجمل الطبيعة وما أصدقها
تريك وجه الحياة الجميل الذي شوهه الإنسان..


أيها الأنيق لاضير عليك ولا علي إن مسحت على جبين هذه النقية ..
فقد لفت انتباهي وقوفك على متحرك في نهاية أعجاز بعض الأبيات, كقولك:
الأصيلِ, الرواحِ, وهذا لايجوز في بحر الوافر.
كذلك في قولك: أَرَاكِ عَنْزَتِى , لايستقيم إلا بمطل كسرة الكاف, ويستقيم لو قلت: عنيزتي..


دمت عازفا للجمال أيها الجميل
ولك التحية الوافرة..

شعر جميل وانتقال للطبيعة بتصوير فني جميل.
احسنت ولا فض فوك.

بوركت وبوركت عدستك ، ودامت موفقة التصوير ،
شكري لأسلوبك الجميل .

شعر الوصف بات نادرا هذه الأيام ، وهنا قصيدة في الوصف جميلة وتم توظيفها بشكل مميز لخدمة الحكمة والنصح جاءت بأسلوب جميل وأداء عام موفق فلا فض فوك.

هذا واستوقفني العديد من المواضع في النص سأشير إلى الأهم منها ، ولكن لا تنس أيضا مراجعة التشكيل ففيه بعض هنات سهو.

كَفَاكِ عَنْزَتِى أَكْلاً وشُرْبَا
وهَيَّا رَاقِبِى شَمْسَ الْمَغِيبِ
هنا لا يصح الوزن في الصدر ويصلحه لو قلت مثلا كفى يا عنزتي.

ألا تَرَينَّ صَهْبَاءَ الأصيلِ
تُنَادينا لِنَثْمَلَ مِنْ رَغيبِ
لا يصح الوقوف على متحرك في أعاريض الوافر.

أَرَاكِ عَنْزَتِى مَا زِلْتِ ظَمْأَى
لِغَيْرِ المَاءِ لِلَّحْنِ الطَّرُوبِ
وهنا كما في البيت الأول ويمكن إصلاحه بنفس المقترح.

أَلَا تَرَينَّ أَسْرَابَ الرَّوَاحِ
بِأَلْحَانٍ مُعَطَّرِةٍ سَكُوبِ
وهنا أيضا لا يصح الوقوف على متحرك في أعاريض الوافر.

فَهَيَّا أَسْرِعِى هَيَّا تَعَالَى
نُجِيبُ النَّسْمَ فِى الأُفْقِ المَهِيبِ
هنا كان الأصوب وفق السياق جزم نجيب وهذا طبعا سيكسر الوزن ويحتاج منك تصرفا.

إِلَى العَلْيَاءِ قَدْ نَظَرَتْ عُيُونٌ
وَيَرْنُو سَافِلُونَ إِلَى عَطِيبِ

جميل ولكن وجدت لو كانت السافلون تعريفا بأل فهي بتقديري أجمل للجرس وأجل للمعنى.

تقديري

شعر الوصف بات نادرا هذه الأيام ، وهنا قصيدة في الوصف جميلة وتم توظيفها بشكل مميز لخدمة الحكمة والنصح جاءت بأسلوب جميل وأداء عام موفق فلا فض فوك.

هذا واستوقفني العديد من المواضع في النص سأشير إلى الأهم منها ، ولكن لا تنس أيضا مراجعة التشكيل ففيه بعض هنات سهو.

كَفَاكِ عَنْزَتِى أَكْلاً وشُرْبَا
وهَيَّا رَاقِبِى شَمْسَ الْمَغِيبِ
هنا لا يصح الوزن في الصدر ويصلحه لو قلت مثلا كفى يا عنزتي.

ألا تَرَينَّ صَهْبَاءَ الأصيلِ
تُنَادينا لِنَثْمَلَ مِنْ رَغيبِ
لا يصح الوقوف على متحرك في أعاريض الوافر.

أَرَاكِ عَنْزَتِى مَا زِلْتِ ظَمْأَى
لِغَيْرِ المَاءِ لِلَّحْنِ الطَّرُوبِ
وهنا كما في البيت الأول ويمكن إصلاحه بنفس المقترح.

أَلَا تَرَينَّ أَسْرَابَ الرَّوَاحِ
بِأَلْحَانٍ مُعَطَّرِةٍ سَكُوبِ
وهنا أيضا لا يصح الوقوف على متحرك في أعاريض الوافر.

فَهَيَّا أَسْرِعِى هَيَّا تَعَالَى
نُجِيبُ النَّسْمَ فِى الأُفْقِ المَهِيبِ
هنا كان الأصوب وفق السياق جزم نجيب وهذا طبعا سيكسر الوزن ويحتاج منك تصرفا.

إِلَى العَلْيَاءِ قَدْ نَظَرَتْ عُيُونٌ
وَيَرْنُو سَافِلُونَ إِلَى عَطِيبِ

جميل ولكن وجدت لو كانت السافلون تعريفا بأل فهي بتقديري أجمل للجرس وأجل للمعنى.

تقديري

نص جميل بارك الله فيك، شاعرنا.
و حول كلام الأخ د. سمير و اجتهاده فقد استدرك على الشاعر في بعض المواضع، والحق مع الشاعر.

1. قال د. سمير العمري :( كَفَاكِ عَنْزَتِى أَكْلاً وشُرْبَا
وهَيَّا رَاقِبِى شَمْسَ الْمَغِيبِ
هنا لا يصح الوزن في الصدر ويصلحه لو قلت مثلا كفى يا عنزتي. )

قلت: بل الصدر صحيح ، فـ (مفاعلَتن) الأولى منه دخلها العقل وهو حذف الخامس المتحرك ، فتصبح ( مفاعَتُنْ) ثم إن شئت فاكتبها ( مفاعلن) لتحسين اللفظ .
و من جهة ثانية يجوز أن نقول إنَّ مفاعلتن تامة ولكنها غير سالمة لدخول العصب عليها أي تسكين الخامس المتحرك ، إذا قلنا إن الشاعر أشبع حركة الكاف ، أي حركة كاف الخطاب _ ضرورةً _ و عامله معاملة هاء الغيبة و كلاهما من الضمائر المتصلة التي يكثر استخدامها في الكلام ، وبه تصير مفاعَلَتُن إلى ( مفاعيلن).

2. وقول الأخ سمير:
( أَرَاكِ عَنْزَتِى مَا زِلْتِ ظَمْأَى
لِغَيْرِ المَاءِ لِلَّحْنِ الطَّرُوبِ
وهنا كما في البيت الأول ويمكن إصلاحه بنفس المقترح. )
الجواب عنه بما في الجواب السابق .

3. قول الأخ / د. سمير العمري :
( ألا تَرَينَّ صَهْبَاءَ الأصيلِ
تُنَادينا لِنَثْمَلَ مِنْ رَغيبِ
لا يصح الوقوف على متحرك في أعاريض الوافر. )

قوله ( الوقوف على المتحرك) لعله يعني تسكين المتحرك ، و هذا ما لم يفعله الشاعر، والذي جرى أن الشاعر أشبع حركة الحرف المتحرك حتى تولد عنها حرفا من جنسها ساكناً فجاز له الوقف.
فجاءت ( الأصيلِ) في النطق ( الأصيليْ) ، وهذا شواهده في العربية كثير في الحشو و العروض ، فقد يضطر الشاعر لهذا الإشباع للحركة و الحركة هي حرف صغير فالفتحة ألف صغيرة و الكسرة ياء صغيرة و الضمة واو صغيرة .

4. قول الأخ / د.سمير :
( أَلَا تَرَينَّ أَسْرَابَ الرَّوَاحِ
بِأَلْحَانٍ مُعَطَّرِةٍ سَكُوبِ
وهنا أيضا لا يصح الوقوف على متحرك في أعاريض الوافر.)جوابه في سابقه .

5. قوله:
( إِلَى العَلْيَاءِ قَدْ نَظَرَتْ عُيُونٌ
وَيَرْنُو سَافِلُونَ إِلَى عَطِيبِ

جميل ولكن وجدت لو كانت السافلون تعريفا بأل فهي بتقديري أجمل للجرس وأجل للمعنى.)
التنكير يفيد العموم و قد سبقه بنكرة و تلاه مثلها ، و من باب المشورة فلو قال:

(إِلَى العَلْيَاءِ قَدْ نَظَرَتْ عُيُوني) بإضافة ياء المتكلم ليعرفها ليوافق ( العلياء) في التعريف و ليضيف معنى السمو لنفسه.

و ترك العجز كما هو ليفيد أن السافلين نكرات ينظرون إلى عطيب فيوافق النكرة النكرة و المعنى بالمعنى.


6. قول العمري :
(فَهَيَّا أَسْرِعِى هَيَّا تَعَالَى
نُجِيبُ النَّسْمَ فِى الأُفْقِ المَهِيبِ
هنا كان الأصوب وفق السياق جزم نجيب وهذا طبعا سيكسر الوزن ويحتاج منك تصرفا. )

صحيح ، و قد يعتذر للشاعر عن الرفع بأن الجزم قد يجب هنا وقد لا يجب ، ولو فتح ( نجيب) لقدرنا قبلها ( كي) التي تفيد التعليل وقلنا الإعراب تبع المعنى.

والله أعلم .

وبارك الله فيكما.

قصيدة جميلة ورائعة ,

نسجت ببلاغة لغوية معبّرة

أجدت وأحسنت الإبحار فيها.

وملاحظتي عن عروض البيتين التاليين :


ألا تَرَينَّ صَهْبَاءَ الأصيلِ
تُنَادينا لِنَثْمَلَ مِنْ رَغيبِ

أَلَا تَرَينَّ أَسْرَابَ الرَّوَاحِ
بِأَلْحَانٍ مُعَطَّرِةٍ سَكُوبِ

لا يجوز في الوافر إلا أن تكون العروض ( فعولن ) وهنا جاءت ( فعولُ ) ويجب الوقوف على ساكن أي ستنقلب إلى ( فعولْ ) وهذا يخل بوزن الوافر , كما أن الإشباع لايجوز لأنه ليس تصريعا.

ولن أضيف شيئا على الملاحظات الأخرى التي ذكرها الأخ الدكتور سمير والأخ الشاعر عبده فايز, إلا فيما يتعلق بجواب الطلب , فجواب الطلب إن لم يكن مرتبطا بفعل الطلب كنتيجة جاز فيه الرفع.


كما أن زحاف العقل جائز في الوافر.

بارك الله فيكم جميعا

تحياتي وتقديري

قصيدة جميلة ورائعة ,

نسجت ببلاغة لغوية معبّرة

أجدت وأحسنت الإبحار فيها.

وملاحظتي عن عروض البيتين التاليين :


ألا تَرَينَّ صَهْبَاءَ الأصيلِ
تُنَادينا لِنَثْمَلَ مِنْ رَغيبِ

أَلَا تَرَينَّ أَسْرَابَ الرَّوَاحِ
بِأَلْحَانٍ مُعَطَّرِةٍ سَكُوبِ

لا يجوز في الوافر إلا أن تكون العروض ( فعولن ) وهنا جاءت ( فعولُ ) ويجب الوقوف على ساكن أي ستنقلب إلى ( فعولْ ) وهذا يخل بوزن الوافر , كما أن الإشباع لايجوز لأنه ليس تصريعا.

ولن أضيف شيئا على الملاحظات الأخرى التي ذكرها الأخ الدكتور سمير والأخ الشاعر عبده فايز, إلا فيما يتعلق بجواب الطلب , فجواب الطلب إن لم يكن مرتبطا بفعل الطلب كنتيجة جاز فيه الرفع.


كما أن زحاف العقل جائز في الوافر.

بارك الله فيكم جميعا

تحياتي وتقديري

الأخ الشاعر / عادل العاني
قولك :
( لا يجوز في الوافر إلا أن تكون العروض ( فعولن ) )
هذا صحيح و أوافقك فيه .

أما قولك : ( وهنا جاءت ( فعولُ ) ويجب الوقوف على ساكن أي ستنقلب إلى ( فعولْ ) وهذا يخل بوزن الوافر , كما أن الإشباع لايجوز لأنه ليس تصريعا.)

الساكن قد يكون ظاهرا وقد يكون غير ظاهر مثل حالة الإشباع، و الإشباع للحركة يولد حرفاً من جنسها ، فإذا جاز في الحشو فلا نرده إن جاء في العروض ضرورة
كما فعل الشاعر .
وقد جاء به الشعراء و حُملَ على الضرورة لا على القياس.
وفقك الله .

قصيدة أكثر من راااائعة
سلمت أخي الفاضل وسلمت يمينك
تحيتي ومحبتي