للمتنبي :
فؤادٌ ماتسليه المدام ..
وعمر مثل ماتهب اللئامُ
....
ومن يسلو ولو كان المدامُ ؟!
وبين الناس قد مات الغرامُ
وقد حضروا على حربٍ وأنّى
لمن أخلى يُطرِّبهُ الحمامُ
أخطُّ على قماشٍ من بقايا
مبعثرةٍ وقد فرَّ اللئام
سيبقى الحبُّ سنبلةً ولولا
نعيم الحبِّ ما التذَّ الأنامُ
أعلَّقُ نجمةً في الأفق تدنو
إلى عيني ويحملني الكلامُ
وما أدري أتنزلُ في دلالٍ
وقد حجبت منازلنا الغمامُ ؟!
وما أدري أتصحبني بلاداً
وقد قلبت مراكبنا الطغامُ ؟!
أتكتبُ لي وفي الآفاقِ نارٌ
وحراسٌ وفي الأرض عُرامُ ؟
وقد هربت عشيّةَ في عيوني
وماج الضوء وانخدع الظلامُ
وبتُّ كأن ليلي فوق جسرٍ
من الأشواقِ يعزفنا الوئامُ
تطلُّ على شواطئَ نائماتٍ
وتسألني أما يسلو المُدامُ ؟
أما من رنّةٍ نّشْجَى فإنّا ..
غلبنا الناس والناس نيامُ
أديري وجهك الفتان هاتي ..
وطيري قبل يشتد الزحام