يَا قريني / غيداء الأيوبي

يَا قَرِيِنِي

:سَامِحِيِنِي..تَقُولُهَا بِسُكُونِ وَفُؤَادِي يَلُومُ طَيْشَ ظُنُونِي :وَاسْمَعِيِنِي..تَلُفُّهَا بِحَرِيِرٍ صَوَبَ أُذْنِي تَسُوحُ مِثْلَ الْهَتُونِ :وَاحْرُسِيِنِي..جُنُودُهَا زَهْرُ رَوْضٍ يَقْطُرُ الشَّهْدَ فِي رَبِيِعِ حُصُونِي :وَامْلئِيِنِي..تَصُبُّهَا مِلْءَ كَأْسِي وَخُمُورِي بِثَغْرِكَ الْمَسْكُونِ كَيْفَ أَنْسَى عِنَاقَنَا يَا حَبِيِبِي ؟ وَمَلاذِي بِحِضْنِكَ الْمَكْنُونِ ؟! أَنْتَ مِنِّي وَفِيكَ مِنْكَ عُرُوقِي وَدِمَائِي تَسِيِلُ فِيكَ بِدُونِي حِيِنَ تَغْفُو غَدَاةَ تَبْحَثُ عَنِّي سَتَرَانِي..تَنَامُ شَوْقاً عُيُونِي فَكِلاَنَا بِبَارِقٍ لَوْلَبِيٍّ وَكِلاَنَا بِطَيْفِهِ الْمشْحُونِ سَوْفَ نَبْنِي مِنَ الشُّعُورِ بُيُوتاً وَنُضَوِّي سِرَاجَ بِابِ السُّجُونِ حِيِنَ نَجْنِي مِنَ الضِّيَاءِ شُعَاعاً يَتَسَنَّى عَلَى رَفِيِفِ الْجُفُونِ لَوْ نُدَنِّي نَلُفُّ غَيْمَ الدَّيَاجِي بِِبَرِيِقٍ يَلِجُّ قَلْبَ الْمُتُونِ بَيْنَ مَاءٍ وَنَارِ شَوْقٍ نُغَنِّي يَاغُيُوماً تَأَرْجَحِيِ بِاللُّحُونِ وَانْثُرِيِِنَا عَلَى الوُرُودِ رَذَاذاً وَاحْرُقِيِنَا بِثَوْرَةِ اللَّيْمُونِ فَكِلانَا بِذِي الْبَسَاتِيِنِ نَشْدُو وَكِلاَنَا نَحُطُّ فَوْقَ الْغُصُونِ أَنْتَ طَيْرٌ مُحَلِّقٌ فِي جِنَانِي عَنْدَلِيِبٌ غِنَاءُهُ يَشْجُونِي ثُمَّ تأْتِي كَبُلْبُلٍ فِي فُؤَادِي بِصَفِيِرٍ يَهُزُّ عَرْشَ سُكُونِي كَرَوَانٌ تَطِيِرُ نَحْوَ ضِفَافِي يَا اصْطِيَافِي بِرِفْقَةِ الْمَوْزُونِ يَا نَعِيِمِي وَهُدْهُدٌ فِي سَمَائِي لَوْ تُغَنِّي أَصِيِرُ بِالأَرْفَلُونِ أَتَلَوَّى عَلى الْغُيُومِ بِرَقْصي لأُجَارِي تَرَنُّمَ الْحَسُّونِ يَا أَخِيِلاً تَرِفُّ حَوْلِي جَنَاحاً وَجَنَاحِي بِأُفْقِهِ الْمَدْفُونِ حَيَّهَلاَّ بِالبَاشِقِ الْمُتَأَنِي يَا رِفَاقِي بِرِيِشِهِ دَثِّرُونِي كُلُّ مَا فِيَّ يَنْجَلِي فِيِكَ وَرْداً وَجِنَانِي إِلَيْكَ تُهْدِي سِنُونِي فَاخْضِرَارِي مُبَارَكٌ بِجُذُورِي وَثِمَارِي بِنَكْهَةِ الزَّيْتُونِ وبَيَاضُ النِّسْرِيِنِ يُنْعِشُ قَلْبِي وَاحْمِرَارُ الْجُورِيِّ نَعْشُ فُتُونِي بَيْنَمَا يَحْنُو الْيَاسَمِيِنُ بِرُوحِي أَتَطَرَّى بِزَنْبَقٍ مَدَهُونِ وَعَلَى رَوْنَقِ الْخَمِيِلِ فِرَاشِي تَرْتَدِيِنِي لَفَائِفُ الزَّيْزَفُونِ وَخُدُورِي عَلَى الْقُرُنْفُلِ يَحْلُو حِيِنَ أَغْفُو بِثَغْرِهِ الْمَيْمُونِ إِنْ يُصَلِّي عَبَّادُ شَمْسٍ بِوَجْهِي فَشُرُوقِي كَقِبْلَةِ الْيَخْشَعُونِي وَجَمَالِي كالأُقْحُوَانِ لَطِيِفٌ ذَاكَ شَكْلِي بِرِقَّتِي وَفُنُونِي فَالْفَرَاشَاتُ فِي الْبَنَفْسَجِ تَزْهُو وَحَرِيِرِي يَزِيِدُ رَهْوَ الْمُؤُونِ فَتَقَدَّمْ إِلَيَّ فِي رَغْدِ عُمْرِي وَاسْتَبِقْنِي بِصَادِحٍ يَسْلُونِي لَيْتَ شِعْرِي وَهَل تَلَذُّ رِقَاقِي ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى شِفَاهِ الْحَنُونِ ؟ الأَمَانِي وَأُغْنِيَاتُ حَيَاتِي أَنْتَ مِنْهُمْ وَكُلُّكُمْ تَمْلُكُونِي وَالْمَعَانِي بِأُمْسِيَاتِ الأَحَاجِي تَتَخَفَّى بِنَجْمِكَ الْمَرْهُونِ يَا قَرِيِنِي وَيَا شَرَارَةَ قَدْحِي خُذْ كَيَانِي قُبَيْلَ أَنْ يَخْمُدُونِي لاَ تَقُلْ لِي بِأَنَّكَ الْيَوْمَ مَيْتٌ فَمَمَاتِي يَعِيِشُ مُنْذُ قُرُونِ كُلُّنَا فِي الْهَوَى نَمُوتُ جُنُوناً فَتَعَقَّلْ لِكَيْ تَعِيِشَ جُنُونِي

غيداء الأيوبي

اشتقت غاليتي لقصائدك الرائعة
دام هذا الابداع نابضا بالبشر

أختي الكريمة غيداء
مارأيت إلا أكاليلا من الوفاء وأنهرا من الحب
وليس بيدي بعد هذا إلا أن أبارك وأدعوا بدوام
المودة والوفاء من كل قلبي
تحيتي


وللتثبيت تقديرا

الفاضة غيداء الأيوبي
وكأنني من بداية النص كنت أبحث عن هذا البيت

كُلُّنَا فِي الْهَوَى نَمُوتُ جُنُونـاً

فَتَعَقَّلْ لِكَـيْ تَعِيِـشَ جُنُونِـي

ويا له من بيت شعر بألف بيت

تحيتي لك

الله الله..

كم أحببت هذه النونية الخفيفة..!

رائعة أنت أخية


وهمسة لك وحدك:

إِنْ يُصَلِّي عَبَّادُ شَمْسٍ بِوَجْهِـي

فَشُرُوقِي كَقِبْلَـةِ الْيَخْشَعُونِـي

لا علم لي ب(إن) الشرطية سوى أنها جازمة..فينكسر الوزن عندما نقول يُصَلِّ ولو قلتِ مثلاً (لو) بدلاً من (إن) لنجوت من الجزم..

تقبليني

اقتباس كامل النص

[/align]

غيداء الايوبي
لقد جئت بالسحر الحلال
قصيدك سامق وحرفك متألق
إعجابي مع تحية ود

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشاعرة المتألقة غيداء الايوبي
من هذا الجمال نتعلم النسج ومنه نتعلم التحليق
في عالم الروعة والذوبان واللاعودة
قصيدة ولا اروع
كنت اتمنى ان تضعي معاني الكلمات المبهمة لامثالنا من المتواضعين اسفل النص
همسة اختاه الفاضلة الشاعرة
في نفسي من هذا البيت شيئ
حتى ولو كان الحديث عن عباد الشمس او اي ملة اخرى
إِنْ يُصَلِّي عَبَّادُ شَمْسٍ بِوَجْهِـي
فَشُرُوقِي كَقِبْلَـةِ الْيَخْشَعُونِـي
اليس من الواجب ان يؤمن الناس حتى ولو كانوا عباد شمس ولا يصلون لوجه الشاعرة
ارجو المعذرة ولكن افهميني ان كان لك وجهة نظر اخرى
تحياتي لهذا التحليق الحالم المرتفع جدا
تقديري للابداع

لكأنك تمسكين بزمام القلب وتشكلين منه قصيدة ...
أنت تهزين الحرف هزا فيضوع منه الحُب ..وغيره يهزه فيخرج منه الَحَب..

دمت شعرا

أختي الفاضلة غيداء
كلمات عذاب فاضت من قلب رقيق
اسمحي لي بتسجيل إعجابي

اقتباس كامل النص[/align]

أدناه ليس ابيات من الشعر

إنما دمعات عين أجبرتيها على سكب الدموع يا غيداء

فتقبليها عل حياء منك ومن الشعر

قبل فكري أتيت ِ بالمضمون ِ وأثرت ِ الغبار َ خلف جنوني يا جمال َ الحروف ِ حين َ تـُغـَنـّى مـُترعات ٍ بلحنِك ِ الأرفلوني جئت ُ والشعر ُ أرتدي نبضَ حزني وأغنّي لليلك ِ المحزون ِ كيف أصحو ؟ وأنت ِ خلف وجودي تتمشينَ في خلاء ِ الفنون ِ وارتباطي بنبضك ِ الحي ِّ ميت ٌ وطلوع الصباح ِ جاء َ بدوني يا أخير الأرقام ِ في ذكرياتي طيف ُ ذكراك ِ عابث ٌ في عيوني يتخطى على معين ضياعي ويُداني تقاربي من سكوني وأنا في المطاف ما زال حبي يغتديني ويغتديه ِ فتوني ذلك الصوت ُ حين نام بحضني هامسا ً باغترابة ِ الزيزفون ِ ظن َّ بالحب ِّ واحتواه انبهاري وغفى حينما وَفـَتـْه ُ ظنوني وأراك ِ السلام َ حين تناغى في حنانيك ِ خالدا ً بركوني أستغيث ُ السراب َ حين افتقداي لك ِ في لوعتي وهول شجوني أنت ِ ذاك العصفور ُ والعش ُّ باك ٍ بحياء ٍ وترتجيك ِ غصوني دون كفيك ِ لا اخضرار َ لدوحي بعدك ِ اصْـفـَرّ في الهوى زيتوني وغيومي إليك ِ تشكو انفرادي وعليك ِ الرجوع َ طي َّ قروني يختفي الورد ُ عن عيون ِ الأضاحي حينما لا يرى فتون َ العيون ِ والليالي تقودني لاقتراني وأنا في غـَـيابـَتي وحصوني أنا صوت ُ القرين ِ فيما تدلـّى من عناقيد ِ فكرك ِ المرهون ِ في طريقي إليك ِ لن أتوانى عن مرادي وأمنيات ِ سنوني هكذا حينما أريد ُ أحاكي أمنياتي بظلي َ الحلزوني إنـّني ما أزال ُ في أوج ِ كبري لن تكوني بغربة ٍ لن تكوني ..

هذا القصيد الرائع ...

الذي تسطره لنا شاعرة الحياة بكل عنفوان الشاعرية وبكل رقة الوجدان

لا بد ان يبقى عاليا ً .

أيتها الشاعرة اللاتكفيها لغة للوصف والتجوال في رياض قوافيها البديعة

أنت والله متعة

وأي متعة هذه التي تستفز زيد وتجعله يهذي ويكافح للإرتقاء والصعود

أيتها الشعر

اسمحيلي أن لا أنادي الشعر بعد اليوم بـ ( الشعر )

اسمحيلي أن أناديه بـ ( غيداء )

فوالله رأيت الشعر آخـَرا ً من خلالك يا شاعرة الحياة

تحياتي

سراب
الوصول

زيد خالد علي