بـيـتــنـا الــقديــم
شعر: محمد النعمة بيروك
بيــتٌ مــن الطّــوب لا قــصــر ولا كــــوخُ
حــضيضُــهُ حُــفَـــرٌ والـسَّّــقْفُ مَشْــرُوخ
أبــوابُـــه كــجـــذوع الــنــخــل خـــاويـــةٌ
أمـــــا الـدِّهـانُ لـــه فــي الـــدَّارِ تلْـطيخُ
فـــي سُــــوره رُزَمُ الأكــيــاسِ طـافـيــةٌ
فـي سقـفِـهِ فـارغُ الاسـفـنـجِ مـنْـفـوخُ
حِيطـانُـهُ وَرمـــتْ فـــي سطـحـهـا بـقــعٌ
ســـــــوداءُ نــاتــئـــةٌ كــأنــهـــا خُـــــــوخُ
تَـقَـشَّـر الـخـشـبُ الـمـنخـورُ وانـتـفـختْ
شــقــوقُــه وكـــــأن الـبــيــتَ مـطْــبُــوخُ
وَكُــــلُّ شَــــقٍّ يُــعِــدُّ الــدَّهــرَ لاحــقُـــهُ
كأنَّما هــــو فــــي الـحـيـطــانِ تــأْريــــخُ
قــــدْ وبَّــــخَ الــدَّهــرُ سُـكَّـانًــا بـداخـلِــهِ
ولـلـــضُّـيُـوفِ بِـبَـيْــتِ الـضِّــيــفِ تـوْبــيــخُ
أصحابُـهُ تعبـواْ فـي البـحـثِ عــنْ سَـكَـنٍ
وكلـمـا أوشـكـواْ قـالـوا لـهــمْ: "دُوخُـــوا".
داخــواْ، فـمـا وجــدواْ عـــن غـيــره بَـــدَلاً
عادواْ فقـال لهـمْ: "فـي داخلـي شِيخـوا".
بـيـتٌ من الدُّورِ لـكـنْ لـيــس يُشبِـهُـهَـا
كــالقَـصْـــرِ مَـنْظَــــــــــرُهُ، لــكنَّــهُ كُــوخُ