فــــي أبــجـديـة غــربـتـي وعــذابـي
افــرغـتُ يـمّـي واحـتـسيت شـبـابي
اشــرعــت الــويــة الــذهـول فـكـلـما
عــاقــرت حــرفــاً إمّــحــى بـكـتـابـي
لا وقــت عـنـدي يــا قـصيدة.. هـا انـا
قــد جـئـت والاحــزان بـعـض صِـحابي
أقـبـلـت مُـنـتَـهبَ الـسـنـين مـرافـئي
تـــنــداحُ بـــيــن مــهــابـةٍ وتــصـابـي
ضــدان فــي خَـلَـدي اسـتـجمّا كـلما
آخــيــت بـيـنـهـما فــقــدت صــوابـي
شـــتــان بـيـنـهـمـا فـــكــل رحـــابــةٍ
فــــي الـعـالـمـين تــنـكّـرت لـرحـابـي
كــــل الـمـسـافـات الــتــي قـارفـتُـهـا
رســمـت أخــاديـداً عــلـى جـلـبـابي
كـــــل الــمـسـاءات الــتــي أرقــتـهـا
لـــم تـعـتـرف حـتـى بـظـل سـحـابي
هـا جـئتُ فـي الـحرف الاخير تخطُّني
كـــل الـخـرائط فــي سـطـور غـيـابي
أدمــنــت أوجــــاع الــغـيـاب لـعـلـنـي
ألـــقـــايَ فـــــيَّ مـــــورّدَ الألـــقــاب
مــن ذا سـيـقمر فــي مـداي لأرتـئي
شـجـنـي وأعـــزف لـلـوجود مـصـابي
مــن ذا سـيثمر فـي شـوارع حـيرتي
لأخـــط فـــي كــنـف الـخـلـود إيـابـي
وتــرنـح الأمـــل الـولـيـد فـــلاح لـــي
قـــلــب يـــلــوّح بــالـسـنـا ويــحـابـي
هــذا الــذي أدمـنـت عـشـق اريـجـه
مــــذ لاح ... هــــذا مـــؤذنٌ بــجـواب
هـــــذا تـنـاهـيـد الــمـواجـع صــوبــه
يـمّـمـت نــهـري واسـتـبـقت عُـبـابي
هـــذا ... وتـنـهـرني نــجـوم دفـاتـري
تــلـك الـنـجـوم شـربـن مــن عُـنـابي
يا شاحب الشجَن اللذيذ - تقول لي -
أطــلــق يـبـابـك عـــن يـــدي زريـــاب
مـــــا زال لــلأحــلام ألــــف مــديـنـة
مــخــبــوءةٍ فــــــي هــــــودج الآداب
اضـحك سـتحمدك الـسماء وتـنتشي
فــــي ضـفّـتـيـك نــــوارس الـتـطـراب
واثـــأر لــروحـك مـــن عـتـيـق أنـيـنـها
واعـــــرج بـــنــا لـــمــدارج الاحــبــاب
يـا شـاحب الـشجَن الـلذيذ.. ولم يزل
هـــذا الــنـداء يـــدق فـــي مـحـرابي
فـاسّـابقت كــل الـعـصور الــى فـمي
وانــهـالـت الـشـطـآن فـــي أكــوابـي
ومـضـى (الـمُـنخّل) يـستفز صـبابتي
و(نــــزار) يــعــزف نــشـوة الأهـــداب
وشــرقـت بـالـذكرى عـنـادل صـبـوتي
تــشـدو لـيـضـحك لـيـليَ الـمـتصابي
(يــا جــارة الــوادي طـربـت وعـادني)
زهـــو الـشـبـاب ولــوعـة (الـسـيـاب)
يــاااا جـارتاهُ ... وعـاد مـذبوح الـصدى
صــوتـي وحـــلّ الـصـمـت كـالإرهـاب
يـــاااا جــارتـاه ُ...أتـذكـريـن صـبـابـتي
وتــــأوهـــي وتـــوّلُــهــي وعــتــابــي
أنــا مــن كـتـبت الـى رمـوشك غُـنوةً
(مـــازال حــبـك مـحـنـتي وعـذبـي )
فــعــلام تـبـتـدريـن نـهـنـهـة الــنــدى
وتُـألّـبـيـن الــجـمـر فــــي مــحـرابـي
أتــريـن يـــا وهـــج الــدروب عـنـادلي
شـاخـت وشِـعـري سـيـئ الإنـجـاب؟
قــديـس بـهـو الـحـب إبــن قـصـائدي
وتــنـهّـد الــعـشـاق مــــن أســرابـي
قــلـبـي وعـقـلـي ضـفّـتـان عـلـيـهما
بـــنَــتِ الــدهــورُ تــوجّــد الأقــطــاب
أنـــا والــنـدى والـجـمـر قـصـةعاشق
ســتــحـار فــيــهـا فــطــنـة الألــبــاب