|
دَمعُ الأسى أمْ وخزةُ الحِرمَانِ |
|
|
عَصَفتْ بحُزني الدَّائمِ الجَريَانِ |
مَاذا تبقَّى يا طُفولتِنا التَّي |
|
|
دَاستْ عليها أرجُلُ السُّلطَانِ |
مَاذا تَبقَّى يا أمَانينا التَّي |
|
|
لَعبتْ بِها أُرجُوحةُ الشَّيْطانِ |
حُكَّامُنا سَببُ البَلاءِ وليْتهُمْ |
|
|
لوْ قدَّروا مَا حاجةُ الإنسانِ |
أينَ البراءةُ لا أرى أثراً لها |
|
|
هلْ اصْبَحتْ مَطويَّةَ الأردَانِ |
لم يبقَ مِنها غيرُ حُلمٍ ذابِلٍ |
|
|
أكلَ الزَّمانُ عليهِ مِنْ أزمانِ |
ماتتْ بِنا رُوحُ المُروءةِ وانقضتْ |
|
|
فانثرْ على أحزانِها أحْزاني |
وادفنْ مَعالمَ وجْهِها .. إذْ لا أرى |
|
|
في النَّاسِ مِن خيرٍ ولا إحسَانِ |
ما هزَّني إلاَّ التَّي وقفتْ هُنا |
|
|
تبكيْ بُكاءَ الجائعِ العطشانِ |
مازالَ وجهُ الحُزنِ يسترُ وجْهَهَا |
|
|
فكأنَّها مِنْ كوكبِ الأحزانِ |
وفؤادها المنهوك أثقلهُ الطَّوى |
|
|
مِنْ شِدَّةِ الإِملاقِ والخفقانِ |
ألوَتْ بِها أنيابُ دهريْ إذْ بدتْ |
|
|
في حالِكِ الَّليلِ البهيمِ مَثاني |
وتهافتتْ أسرابُ لسعِ البردِ مِنْ |
|
|
أرجائِه نحو الشَّقي العَاني |
أختٌ وذاك أخٌ ذوى بِجوارها |
|
|
جَعلَ الأسَى عينيه مِنْ شُطآنِ |
أنَا لستُ أبكيْ مَا بهمْ مِنْ لوعةٍ |
|
|
إنِّي لأبكي لوْعةَ الأوطَانِ |
وأكادُ مِنْ وجَعي الَّذي لا ينتهي |
|
|
من شِدةِ التَّسهيدِ لا ينْهاني |
تَتَثاقلُ الأنَّاتُ بينَ جوانحيْ |
|
|
وتحزُ كالسِّكينِ نَبضَ جَناني |
وأنَا هُنا ضُوءٌ بَدا فيْ ليلهِ |
|
|
مُتقطِّعَ الأشْكَالِِ والألوانِ |
ويلٌ لكل مُجرَّدٍ من حسِّهِ |
|
|
ويلٌ لكلِّ فمً بغيرِ لِسانِ |
إنْ أنتَ لمْ تثأرْ لإنسانيةٍ |
|
|
أصْبحتَ مَجبولاً على الخُذلانِ |
وإذا رأيتَ مِنَ الوَرى ما لا يُرى |
|
|
ورضيتَ بالإجْحافِ والإذعاَنِ |
فاقرأْ على نَفسِ البَريَّةِ سورةً |
|
|
مِنْ كامِلِ التَّنزيلِ في القُرآنِ |
إذْ ليسَ بعدَ الذُّلِ مَوتٌ آخرٌ |
|
|
كلاَّ وليسَ لوجْههِ وَجْهانِ |