|
عَزَفْتُ لِحُبِّهَا نَغمًا وَشِعْرَا |
نَثَرْتُ حُرُوفَهُ مِسْكًا وَعِطْرَا |
تَنَدَّرْتُ النَّفِيسَ مِنَ المَعَانِي |
فَمَا رَآءَيْتُ لَكِنْ رُمْتُ ذِكْرَا1 |
تَصَيَّدتُ البَدِيعَ مِنَ القَوَافِي |
فَمَا كَمُلَ الطَّوِيلُ وَكَانَ بَحْرَا |
وَمَا مُدَّ البَسِيطُ وَمَا تَقَارَبْ |
وَمَا رَمُلَ الخَفِيفُ فَعُدَّ وَفْرَا2 |
تَخَيَّلتُ الكِتَابَةَ فِقْهَ سَجْعٍ |
وَتَزوِيقَ الكلاَمِ وَلَوْ أَضَرَّا |
فَذُقْتُ بِذَاكَ كَأْسَ الجَهْلِ3 هَوْنًا |
كَمَا ذَاقَ السَّقِيمُ الدَّاءَ مُرَّا |
عَرَضْتُ عَلَيْكُمُ أَمْرِي فَقُلْتُمْ |
لإِنْ وُزِنَ القَصِيدُ لَكَانَ سِحْرَا |
لَكُنْتَ اليَوْمَ أَبْلَغَ مِنْ جَرِير4ٍ |
وَعِنْدَ العَارِفِينَ تَنَالُ قَدْرَا |
فَقُلْتُ: لَكُمْ عَلَيَّ مَزِيدَ جُهْدٍ |
وَعِنْدَكُمُ بَيَانُ النُّصْحِ جَهْرَا |
فَمَا جَاوَزْتُ حَدِّي أَوْ مَقَامِي |
فَإِنَّ الحُبَّ يُعمِي العَيْنَ نَظْرَا |
وَإِنَّ الصِّدْقَ أَحْيَانًا مَرٍيرٌ |
وَإِنَّ العِشْقَ يَرْمِي الحَيَّ قَبْرَا |
أَلاَ يَا لاَئِمِي قِفْ دَعْكَ لَوْمِي |
فَقَدْ سَمِعَ الخَلِيلُ وَقَالَ عُذْرَا |
لِمِثْلِكَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ عِلْمٍ |
لَعَمْرِي لَيْسَ وَزْنُ الشِّعْرِ حِكْرَا |
وَحَدِّثْ عَنْ عَشِيقَتِكَ التِزَامًا |
وَلاَ تَاسَى فَإِنَّ الحَالَ أَغْرَى |
وَقُلْ مَا لَمْ يَقُلْهُ العُشَّاقُ قَبْلَكْ |
فَإِنِّي غَاضٌ لِطَرْفِي هَاكَ عَشْرَا5 |
فَسَارَ الحُبُّ فِي قَلْبِي غَدِيرًا |
كَمَا سَارَتْ مِيَاهُ المُزْنِ نَهْرَا |
وَمَا فِي الحُسْنِ كَانَ لَهَا نَظِيرٌ |
عَلَتْ كُلَّ النِّسَا سُمْرًا وَشُقْرَا |
فَكُنْتِ اليَوْمَ أَطْهَرَ مِنْ بَتُولٍ |
كَمَا حُورُ الجِنَانِ وُسِمْنَ طُهْرَا |
وَكُنْتِ الشَّمْسَ إِذْ لاَحَتْ وَفَجرًا |
وَفُقْتِ النَّجْمَ إِذْ نَوَّرْ وَبَدْرَا |
فَزِيدِي قَلْبِيَ الوَلْهَانَ عِشْقًا |
وَفُكِّي أَسْرَهُ لِيَعِيشَ حُرَّا |
حَيَاةَ الخَالِدِينَ هُنَا نَعِمْنَا |
وَنَرْجُوا أَنْ نَنَالَ هُنَاكَ أُخْرَى6 |