طرقات على باب كانت متتابعة تلاشى الصمت معها, وبدأت أستمع لمعاناتك وآلامك كانت صورة الماضي البعيد تتشكل أمامي من جديد تأخذ نفسا عميقا من حاضري, كي تواصل الذوبان في دمي...
حروفك كانت مبعثرة وبخجل كبير طلبت مني الرد على رسالة تعلمت منها بعضا من الأشياء الجميلة ....
عنوانها :
هناك من يعاني مثلك ولكن بصمت وتحد...........
وجلست لأول مرة أحدثك فيستمع قلبي لكلمات آن لها أن تسرح في الفضاء وتتنفس هواء نقيا, كنت أكتب بمداد دموع حرى أبت إلا أن تشاطر قلمي فرحته بقدومك, أخذت أبحث في ملامح كثيرة علي أستطيع أن أرسمك فبدوت لي شابا يقاوم كي يبتسم, ينظر إلى من يقفون أمامه بشموخ ويهمس بصبر كبير:
أرى ما ترون من كرسي متحرك له عجلات تسابق الريح, فتدخل لقلبي بهجة الطفولة التي فرت من قسوة أيامي, ورغبة مجنونة في أن أعرف كيف أعبر عن ما يخالجني لكم بكيت في دجى الليالي , ورجوت الله أن يرزقني حبرا وقلما, فاستجاب الله دعائي فكان أطفال الحي ينقلون لي كل ما يتعلمونه في المدرسة, يحكون لي عن ذالك العالم الجميل المتحرك الحيوي, فاشعر بالشوق يغمرني , أتحسس قدماي أفكر في أن أترك الكرسي وأنطلق كان عالمي الضيق يتسع كل يوم بحرف جديد , وفي يوم من الأيام وجدتني أعرف كيف أجمع الحروف في اسم حسن ,أثارني اسمك عندما وجدت رسالة لك بالجمعية التي تعنى بالكتاب الجدد. لاأدري كان لنغمه في أذني لحنا غريبا استعذبته روحي وكتمت ذالك الأمل, لعله يموت داخلي كما ماتت الآف الآمال غيره...
باغتتني كلماتك أخرجتني من صمتي وانجلت لي صورة صبري وجلدي ضئيلة بالمقارنة معك , في كل سطر كنت أشعر بأنني أمام معلم فنان يدري نقط ضعف تلميذه, فيعزف على وتره كي يجذبه إليه بقوة المنطق.. دائما رأيتني محط إعجاب الآخرين الآن أنا أمامك أعيد صياغة إعجابي بذاتي, وبالآخرين .....
تكررت ذات الكلمة فكان لوقعها سحر عجيب أجثت من أعماقي الخوف الدهشة, الغربة التي كانت تسيطر علي كلما نطقها الأخرون بقسوة فيتعمدون جرحي , وإلامي رددتها طويلا معاق:
احمر وجهي من الغضب لإنك مثلي في الجرح والألم تكتبها ببساطة, لاتتركها تجتاز إلى مخيلتك تقيدها وتحد من حركتها فيشل تفكيرك, كما حدث لي أول مرة سمعتها , تبدد الظلام بدا النور يغتال لاأدري لماذا اجتاحني شعور بأنني مسؤولة عن ادخال الفرحة إلى قلبك المكلوم الطيب؟؟؟
فكنت أعالج جروحي بابتسامتك وأرى انتصاراتي بابعاد العقبات من طريقك, لاتجعلهم يغتالون طموحاتك أنت إنسان لك قلب ومشاعر اقترب اقترب كل منا يحتاج إلى الآخر, دثرته بالحنان ذكرته بالجنان وبمعول الإيمان هدمت جدران القنوط , كان قلبه لؤلؤة حجبتها أسوار عالية ومظلمة عندما انجلت للعيان تلألأت فاندهش الجميع من روعتها, وجمالها وقدسيتها, دق نبضك بحب من غرست بداخلك الأمل ودفعتك برفق إلى معترك الحياة, ولتبرهن لي أنك تخلصت من قيود الماضي, أرسلت إلي أول إصدار لجمعية التحدي بكيت يومها كيف أهديتك أملا افتقدته لأيام نمى بقلبك الطيب الكبير فانتقل بعفوية إلى روحي ,أحسست أنني أسديت معروفا إلى الإنسانية حينما حررتك من أسرك لتنطلق معلما للأخرين فنون الصبر والتحدي, والعمل المثمر...
ألف تحية يزفها قلبي إليك حيثما كنت الآن, فأنت سيدي تستحق وبجدارة أن تكون مثالا للحرية من أسر البدن ,هل تعلم من أين أوجه إليك رسالتي الأخيرة!!!
لن تصدق! قمة عالية اسمها منتدى الواحة الأدبي تحقق الحلم الذي حدثتك عنه يوما ما ........