أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: النّعش قصّة بقلم سعيد محمد الجندوبي

  1. #1
    الصورة الرمزية سعيد محمد الجندوبي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : تونس/فرنسا
    المشاركات : 210
    المواضيع : 19
    الردود : 210
    المعدل اليومي : 0.03

    Arrow النّعش قصّة بقلم سعيد محمد الجندوبي

    النّعش
    بقلم سعيد محمد الجندوبي
    استفاقت حوريّة وأنفاسها تكاد تنحبس من هول الكابوس المرعب الّذي أقضّ مضجعها. كان جسمها يرتعش ويتصبّب عرقا.. لم يعاودها النوم، فمكثت في فراشها منتظرة انبلاج الصبح حتّى تُفضي بكابوسها إلى أمّها. هكذا تعوّدت منذ الصّبا..
    رأت فيما يرى النّائم مجموعة من النّاس تحمل نعشا، وسط مكان قفر، وفجأة ثارت زوبعة تحمل رمالا حمراء كلون الدّم، تبعها تساقط رذاذ أحمر، سرعان ما لطّخ ملابس وعمائم الرّجال من حمَلة النّعش، في حين لم تلمس قطرة واحدة كفن الميّت المسجّى وسطهم. توقّف الرّجال، ووضعوا النّعش أرضا، ثمّ تحلّقوا حوله، فيما يشبه الدائرة، من دون أن ينبسوا بكلمة واحدة.. وما هي إلاّ دقائق معدودات حتّى هبّ الميّت واقفا. فقام أحد الرجال، وكان أكبرهم سنّا، وقد أضاءت وجهه لحية طويلة بيضاء، ففكّ رباط الكفن، وقفل راجعا إلى مكانه ليجلس من جديد.. تساقط الكفن أرضا، فإذا بها فتاة في مقتبل العمر، ارتدت فستانا أبيضا طويلا كفساتين العرائس والأميرات، في حين انساب شعرها الأسود الطويل المتموّج على كتفيها وعلى جزء من وجهها النّاصع البياض.. لم تكن ملامح الفتاة قاطعة الوضوح..
    استعاذت الأمّ من الشيطان وتشهّدت ثمّ قالت لابنتها وهي تُرَبِّت على يدها المرتعشة: "فأل خير إن شاء الله.. هذا عرس.. ربّما عرسك أنت يا حوريّة.. فالأحلام تُؤوّل بالخلاف.."
    ***
    المكان: مقبرة تكاد تكون مهجورة على مقربة من قرية صغيرة من القرى الجبليّة بشمال غرب تونس.
    الزمان: شتاء سنة 1972.
    انتهت مراسم الدّفن، وتفرّق الجمع الصّغير بعد أداء واجب العزاء لعائلة الميّت، في حين انشغل القرّاء في تقاسم أجرتهم بعد أن قاموا بمهمّتهم بإتقان المحترفين. وضعوا النّعش الفارغ على ظهر الشاحنة الصّغيرة، وانطلقوا عبر طريق ترابي وعر، تتخلّله برك وأوحال شتاء الشمال القاسي.
    تنفّس السّائق الصعداء حينما وطئت عجلات شاحنته إسفلت الطريق الرابط بين "عين دراهم" و"فرنانة"*.. حمد الله على ابتعاده عن المسالك الترابيّة بأوحالها وحفرها، بدون عوائق ولا مكدّرات. قطع السّائق الصّمت متذمّرا:
    - الله يهديهم! لماذا لم يدفنوه في مقبرة البلدة.. هناك في "فرنانة".. متحمّلين كلّ هذه المشقّة؟
    - لقد كانت تلك رغبته، رحمة الله عليه.. أراد أن يُوارى الثّرى تحت سدرة "سيدي يحي" العتيقة، على مقربة من أهله.. جلّ أولاد "منَوِّرْ" يرقدون هناك..
    - الله يرحمهم .. أجمعين..
    خيّم الصمت من جديد.. وحدها "البيجو 403"، استرسلت في الشخير..
    كانت الطريق في تلك المناطق الجبليّة صعبة المراس؛ فقد كانت كثيرة المنحدرات والمرتفعات، ملتوية، تعانق بلولبيّة صارمة الجبل، وتتلاعب بسالكها رفعا وخفضا إلى حدّ الغثيان. تكاد تلك الطريق الجبليّة تكون مغطّاة بسقف أخضر كثيف مما يغدق به شجر الصنوبر والفرنان من أغصان؛ وهذا ما يُكسبها صيفا رونقا وظلالا، وشتاءًا رهبة وانعدام أمان.
    كلّ من يعرف تلك الطريق يتجنّب سلوكها بعد مغيب الشمس، لا سيّما خلال فصل الشّتاء حيث تُغرق بعض منحدراتها السّيول، وتنهال من بعض مرتفعاتها الصّخور؛ وقد تخترقها من حين لآخر الذّئاب والثّعالب والخنازير.. سكّان تلك المناطق المحاذية للطريق، هم أكثر من يخشاها؛ إذْ هم أخبر النّاس بخفاياها.. فكثيرا مل تناقلت الألسن، عبر الأجيال، أخبار ما يجري فيها ليلا من حين لآخر، والّذي لا تفسير له عندهم إلاّ بما اكتنف بعض مقاطعها من غموض ووحشة.. فالطريق تسكنها الأرواح.. أرواح من أكلتهم عبر السنين.
    - ما أوحش هذه الطريق! قالها أحد القرّاء بعد أن تنهّد مردّدا الشهادتين.
    أجابه الثّاني، وكأنّه خشي أن يزعج مثل هذا الكلام الأرواح والعفاريت، فتخرج من سباتها:
    - اسكت يا هذا! اترك الرّجل يقود السيّارة.. لا تُربكه!
    ضحك السّائق وشفتاه تمسكان بالسيجارة فترتعش بينهما وسط سحابة كثيفة من الدّخان الأبيض.. كان أصغرهم سنّا..
    - دعه يحكي يا عمّ "رابح"..
    همزهُ الأوّل في إشارة استفزازيّة:
    - بَيّكْ "رابح" معروف عنه الخوف.. إنّه يخشى حتّى من ظلّه!
    ***
    خرج من القرية المعلّقة في الجبل منذ الصباح. كان متأكّدا من ملاقاة أحد معارفه من ذوي الشاحنات أو السيّارات، وهم في طريقهم إلى "فرنانة".. فالسّوق يُنصَبُ فيها بداية من بعد عصر السبت، لتشتدّ حركة البيع والشراء فيه طيلة يوم الأحد.. ولذلك سُمّيت البلدة أيضا بسوق الأحد.
    لا يذكر "أبَيّْ صالح" أنّه تخلّف مرّة واحدة عن السّوق، ولو فعل لمات جوعا.. فهو كغيره من سكان تلك المناطق الغضّة فلاّح إسما.. هو لا يملك أرضا في ما عدا ربع الهكتار الذي أقام عليه "حوشه"، فوفّر له كلّ العناية، زارعا في جزء منه خضروات من بصل وجزر وبطاطس وغير ذلك، وفي الجزء الآخر ورق التّبغ لاستهلاكه الشخصي، وإن إلتجأ في أحيان كثيرة إلى بيع المحصول الضئيل. كانت له بقرة، وبعض خرفان وماعز ودواجن أيضا.. يرتاد سوق "فرنانة" مرّة في الأسبوع، لبيع ما جادت به دجاجاته من بيض، وفرخ أو زوج من الفراخ وبعض الخضروات.. ويعود وقد ملأ جرابه بالسّكّر والشّاي وقليل من الزيت والخميرة.. وهديّة لازمة لزوجته "حبيبة": قطعة قماش، مشط أو كيس من الحلوى.
    ها هو الآن يصل إلى الطريق المعبّدة. توقّف قليلا، مسترجعا أنفاسه. أشعل سيجارة، ثمّ واصل السير، مبتعدا عن المنعرج ليقف بعد ذلك في مكان يمكنه منه رؤية السيّارات القادمة من جهة "عين دراهم". رفع رأسه إلى السّماء، فوجدها ملبّدة بالغيوم المنذرة بعاصفة وشيكة.. لم يزعجه ذلك.. وما الّذي سيزعج شيخا في السبعين من العمر عاش أهوال حربين عالميّتين. خلال "قيرّة** 14" كما كان يسمّي الحرب الكبرى، أخطأه الموت فأسره الألمان. تنقّل عبر المحتشدات، وفي الثّلوج وعلى جثث الموتى. لقد عاشر الموت لسنوات عدّة، لم يعد بعدها يخشى شيئا من أشياء الحياة..
    أحسّ بقطرات باردة تبلّل وجهه ويديه. رفع رأسه من جديد متأمّلا السماء وقد استحالت رماديّتها إلى سواد مزمجر، تخترقه بين الفينة والأخرى أضواء برقيّة بعيدة. مشى خطوات نحو شجرة فرنان كبيرة، وارفة أغصانها.. لا يبدو على وجهه المشرب بالحُمرة والّذي اخترقته تجاعيد العمر لتتلاشى داخل لحية بيضاء، أثرا لقلق ما.. فمآسيه الماضية، والتي تشيب من هولها الولدان، وكذلك إيمانه الرّاسخ والبسيط أكسباه قوقعة صلبة، تنكسر عليها كلّ المشاعر واضطرابات النّفس.. بعد عودته من محتشدات الأسر الألمانيّة، تزوّج من ابنة عمّته "حبيبة"، وانخرط في حياة قرويّة رتيبة رتابة الفصول، لا ينغّصها من حين لآخر، إلاّ جفاف، أو جراد، أو مجاعة، أو وباء.. حياة رتيبة أنجبت له خلالها زوجته ولدين وبنتا.
    اشتدّ المطر.. تكوّنت بعض السيول الصغيرة حاملة معها عبر الإسفلت الرمادي ترابا أحمر اللّون.. في حين امتزجت رشقات المطر بزمجرة الرّعد لتشكّل سنفونيّة غاضبة، استشفّ "ابيّْ صالح" من خلالها شخير محرّك شاحنة لا يزال المنعرج يخفيها..
    نجله أحمد، أعدمه الفرنسيّون في أحد سجونهم بالجزائر، بعيد مغادرة الألمان بانهزامهم؛ والثّاني، يوسف، جرفه النّزوح إلى العاصمة بعد الإستقلال، ليستقرّ فيها ويتزوّج وينجب.. "الأوّل أكلته فرنسا، والثاني أكلته تونس" هكذا كان يذكر ولديه.. أمّا ابنته، فلقد استقرّت مع زوجها في سهل "الريابنة"، حيث منازل أخوالها.
    أخيرا أطلّت الشاحنة الصغيرة بأنفها المتآكل، الذي بات يتنازعه الصديد والأوحال.. كانت هذه الميكانيكا العجوز تتسلّق الطريق الجبليّة بعناء وتُؤدة. خرج "ابيّْ صالح" من مكمنه تحت الشّجرة، وأخذ يلوّح بكلتَي يداه، صارخا بأعلى صوته:
    - "آهاي.. آهاي.."
    عرفه السّائق، بعد أن تبيّن بصعوبة ملامحه، فتوّقف على جانب الطريق. بعد التّسليم والسّؤال عن الأحوال، اتّخذ مكانه الى الخلف، بجانب النّعش الفارغ.. قال له أحد القرّاء بلؤم:
    - "أُحرسْ لنا الميّت، حذاري من أن يفرّ!"
    ابتسم "ابّيْ صالح" قائلا:
    -"توكّلْ على الله.. لا مفرَّ له تحت هذه الأمطار!
    وانطلقت الشّاحنة من جديد.
    "ابيّْ صالح" ذو القلب الصخريّ، كصخور الجبال التي نبت بين أحضانها، فضّل التّمدّد داخل الصندوق الخشبي على أن تتبلّل ملابسه الصّوفيّة الخشنة.. "سوف أُغادره حين تكفّ الأمطار عن النّزول.."
    ***
    غادرت حوريّة قرية "العراقيب"*، وهي واحدة من عشرات القرى الجبليّة المحاذية لطريق "عين دراهم"، بعد أن ودّعت أهلها وصاحباتها. كان عليها العودة إلى العاصمة بعد أسبوع إجازة تعلّلت للحصول عليه بمرض والدتها.. قبلت مشغّلتها الأمر على مضض..
    حوريّة تعمل بالعاصمة، كالعديد من فتيات هذه الجهة الّتي توالت عليها النكبات: فمن نكبة البايات، إلى نكبة الإستعمار، انتهاءا بنكبة الإستقلال. تعمل حوريّة عند عائلة بسيطة، تكاد تكون ضعيفة الحال.. ربّ البيت يعمل بمصنع، وتعمل زوجته كخادمة عند بعض الأجانب المتعاقدين.. اضطرّت قساوة الحياة الجديدة بالعاصمة هذه العائلة لإستجلاب فتاة من الريف، تعتني بالأطفال وتقوم بشؤون المنزل، مقابل مبلغ شهري زهيد، يرسل إلى أهلها في القرية، وأكلها ولباسها وسكنها مع تلك العائلة في ما يشبه التقاسم العادل للفقر. ربّة البيت رقيقة، طيّبة القلب، تعامل خادمتها كواحدة من أفراد العائلة.. تحنو عليها، لأنّها تذكّرها بنفسها.. بحياتها. لذلك لم تكن حوريّة متذمّرة من وضعها، كغيرها من زميلاتها في البؤس، فلِلْهمّ درجات!
    أسرعت في المشي، بعد أن نظرت إلى السماء وقد بدأت ترعد وتبرق من بعيد. مرّت نصف ساعة، وهي على حالها، واقفة على جانب من الطريق، وقد وضعت بجانبها حقيبتها البنّية الصّغيرة، وكيسا فيه دقيق وبيض بلدي ورقع من الخبز.. هديّة من والدتها إلى مشغّلة ابنتها.. اشتدّ قلق حوريّة حينما اسودّت السماء فجأة وبدأت في سكب غضبها الطوفاني، فانزوت، جارّة أمتعتها قرب عين تغطّيها الأغصان. انتظرت قلقة، وعيناها لا تفارقان الطريق، على أهبة للإقتراب منه إذا ما ظهرت في الأفق سيّارة أجرة أو باص..
    تبدو أحلام حوريّة بسيطة، كبساطة حياتها وحياة كلّ البنات في هذا الرّيف الجبلي المنقطع عن حضارة المدن والعواصم.. تولد الواحدة منهنّ فتتلقّاها لامبالاة تفوق بقليل تلك التي تستقبل الذكور، فتنمو وتكبر، إذا ما تركت لها أمراض الصّغار القاتلة هناك، الفرصة في الحياة.. وربّما ترتاد الكتّاب لبعض الوقت، ولكن أشغال البيت من كنس وغسيل وجلب للماء من العين ورعي للشيّاه سرعان ما تفتكّها، لتنفرد بها.. وتلك طبيعة الأشياء، التي يبدو وأنّ عجلة الزّمان توقّفت فيه عن الدّوران في تلك المجتمعات المنسيّة..
    طفولة حوريّة ككلّ طفولة، وإن قست فهي لا تخلو من اللّهو واللّعب، ومن المغامرات السّعيدة أو التّعيسة، وكذلك من هدايا العيد ومن العقوبات المنزليّة.. كلّ أولئك وسط بساطة قرويّة ساذجة.. فقد ينسى الطفل منهم خرفانه، لينغمس في اللّعب البريء، واللّهو مع أقرانه، جريا وراء الفراشات أو ترصّدا لأعشاش الطّيور، قصد الظفر ببيضها.. لينتهي به المطاف عند عقوبة أبويّة صارمة. هكذا نمت حوريّة، وهاهي الآن تعيش وسط مدينة إسمنتيّة لا فراشات فيها ولا طيور.. والخرفان تظهر فيها أيّاما معدودات، كلُعَب عيد!
    ***
    توقّفت الشّاحنة الصغيرة عندما أبصر سائقها حوريّة. أومأ لها بالصّعود.. اقشعرّ جسمها وكادت ترتدّ إلى الخلف عند رؤيتها للنّعش، ولكنّ السّائق انطلق من جديد، فلا وقت للتّردّد والمطر ينزل مدرارا. انزوت حوريّة، وقد تملّكها الرّعب، محاولة الابتعاد ما قدرت من الصندوق الخشبي الموحش. تذكّرت كابوسها. كتمت صرخة كادت تنفلت من أعمق أعماقها. تذكّرت أيضا نصائح أمّها، فتمتمت مردّدة كلّ ما حفظته من قرآن: المعوّذتين والفاتحة.. فالمعوّذتين، فالفاتحة..
    ***
    أحسّ "ابّيْ صالح" بابتعاد الرّعد وقد تقطّعت زمجرته وباتت رشقات المطر فوق غطاء النّعش خفيفة، فقرّر الخروج من مخبئه.
    ***
    كان المنعرج شديد الالتواء حينما ألقت حوريّة بنفسها من على ظهر الشّاحنة.. تلاشت صيحتها وقد كتمتها زمجرة أخيرة للرّعد وهو يبتعد، وكذلك أغصان الفرنان الكثيفة.. تدحرج جسمها النّاعم الغضّ، كقضيب الخيزران، فلم يوقف حركته اللولبيّة إلاّ صخرة كبيرة كانت على جانب من الطريق.. توارت السيّارة خلف المنعرج، واختفى شخيرها شيئا فشيئا.. ها هي حوريّة ملقاة على الأرض وقد استقرّت عيناها في السماء الرمادية الدّاكنة.. توقّف كلّ شيء حولها، وعمّ سكون غريب.. وحدها قطرة من الدّمع، شقّت طريقها فوق خدّها لتمتزج بقطرات من المطر، ليتشكّل جدول رقيق، يرسم طريقه بين زغب الوجه العذري، ويمرّ تحت الأذن، فيخترق شعرها الأسود الطويل المتموّج على كتفيها وعلى جزء من وجهها النّاصع البياض، فيتناثر قطرة.. قطرة، على الإسفلت، وقد استحال لونه الآن إلى حمرة قانية.
    _________________________________
    * من قرى شمال غرب تونس، الجبليّة، ذات الغابات الكثيفة.
    ** كلمة "قيرّة" (بثلاث نقاط فوق القاف) كلمة دخيلة من الفرنسيّة guerre أو من الإيطاليّة guerra وهو الأرجح، وتعني الحرب.

  2. #2
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    قبل أن أصل النهاية والتي تشوقت لها .. ضحت ..
    إلا أن النهاية بحق فاجأتني ..

    الأديب القاص / سعيد محمد الجندوبي ..
    أسلوب شيق يمسك بتلابيب المتلقي فلا يتركه إلا عند نقطية النهاية ، حاملا في فكره الكثير من الأحداث ،
    مستذكرا رؤى أوحياة مشابهة عاشها ..
    الموروثات لا يحميها من الفناء إلا من حمل على عاتقه تسجيل تاريخ هذه الحياة البسيطة في بعض صورها لأماكن نسيها الناس والتاريخ ، خاصة القرى الفقيرة النائية ..

    تقبل مروري أخي الكريم ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    المبدع الجندوبي...
    النعش نص سردي رائع ، بدأً من اللغة الرصينة ، مرورا إلى عبارت منتقية جيدة السبك ، ووقوفا عند البناء السردي المتماسك المتراص، حيث لامست قدرة فائقة في التحكم بالبناء السردي ، والترابط الحدثي ، وتلاعب اكثر من جيد بالزمكانية ، الصور رائعة ومعبّرة عن خلجات نفسية عميقة ، ومرتسمات مؤثرة للمعاناة / معاناة مستمدة من الواقع العياني ، مع ترك مساحات واسعة لخيال المتلقي وتحليلاته ، ولقد اضفت السردية المحكمة على القصة ، عبقا اسطوريا ، مستمدا من المورثات قوتها ، يخال للمتلقي أنه يعيش كل لحظة والتفاتة ، ووتلك الصور التي ترافق مخيلة المرء وهو يستحضر المقبرة ، وتلك الطرقات الوعرة ، وهيبة الجبل وهو يقف في وجه المرء ، كل هذه الامور اجتمعت هنا لتضع بين ايدينا نصا ذا قيمة ادبية وفكرية يستحق التوقف عنده.

    محبتي
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي

      الجندوبي
      للهم درجات
      وللهم أشكال وألوان
      حتى الخصب والمطر والأشجار المتعانقة والشعر المنسدل ، كلها لم تشفع لهذه الشريحة من الناس ومن الحياة بنسيان الهم أو الابتعاد عنه.
      يحلمون بموتهم
      يحملونه معهم ، كأنما لا بد مما ليس منه بد.
      لغة بعيدة عن التزويق تشق القلب لروعة أدائها .
      ونص مثل كرة متوهجة متحركة ، يمور بالحياة والموت . المطر والخوف ، والخصب والفقر.
      مودتي وتقديري

    • #5
      الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
      تاريخ التسجيل : Feb 2003
      الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
      العمر : 41
      المشاركات : 6,717
      المواضيع : 686
      الردود : 6717
      المعدل اليومي : 0.87

      افتراضي

      قصة بالفعل شدت مشاعري إلى أخرها ، حتى أنني نسيت كوب الشاي حتى برد

      أخي سعيد ، أسعدني أن قرأت لك ، وإن كانت النهاية حزينة

      بوركت
      نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    • #6
      الصورة الرمزية سعيد محمد الجندوبي قلم مشارك
      تاريخ التسجيل : Sep 2007
      الدولة : تونس/فرنسا
      المشاركات : 210
      المواضيع : 19
      الردود : 210
      المعدل اليومي : 0.03

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة
      قبل أن أصل النهاية والتي تشوقت لها .. ضحت ..
      إلا أن النهاية بحق فاجأتني ..
      الأديب القاص / سعيد محمد الجندوبي ..
      أسلوب شيق يمسك بتلابيب المتلقي فلا يتركه إلا عند نقطية النهاية ، حاملا في فكره الكثير من الأحداث ،
      مستذكرا رؤى أوحياة مشابهة عاشها ..
      الموروثات لا يحميها من الفناء إلا من حمل على عاتقه تسجيل تاريخ هذه الحياة البسيطة في بعض صورها لأماكن نسيها الناس والتاريخ ، خاصة القرى الفقيرة النائية ..
      تقبل مروري أخي الكريم ..

      العزيزة وفاء شوكت خضر

      سعدت بمرورك العبق وسعدت أكثر أنّك ضحكت... فجميل أن نفتكّ ضحكة من امرأة..

      شكرا لتفاعلك مع النص

      مع محب<تي

      سعيد محمد الجندوبي

    • #7
      الصورة الرمزية سعيد محمد الجندوبي قلم مشارك
      تاريخ التسجيل : Sep 2007
      الدولة : تونس/فرنسا
      المشاركات : 210
      المواضيع : 19
      الردود : 210
      المعدل اليومي : 0.03

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
      المبدع الجندوبي...
      النعش نص سردي رائع ، بدأً من اللغة الرصينة ، مرورا إلى عبارت منتقية جيدة السبك ، ووقوفا عند البناء السردي المتماسك المتراص، حيث لامست قدرة فائقة في التحكم بالبناء السردي ، والترابط الحدثي ، وتلاعب اكثر من جيد بالزمكانية ، الصور رائعة ومعبّرة عن خلجات نفسية عميقة ، ومرتسمات مؤثرة للمعاناة / معاناة مستمدة من الواقع العياني ، مع ترك مساحات واسعة لخيال المتلقي وتحليلاته ، ولقد اضفت السردية المحكمة على القصة ، عبقا اسطوريا ، مستمدا من المورثات قوتها ، يخال للمتلقي أنه يعيش كل لحظة والتفاتة ، ووتلك الصور التي ترافق مخيلة المرء وهو يستحضر المقبرة ، وتلك الطرقات الوعرة ، وهيبة الجبل وهو يقف في وجه المرء ، كل هذه الامور اجتمعت هنا لتضع بين ايدينا نصا ذا قيمة ادبية وفكرية يستحق التوقف عنده.
      محبتي
      جوتيار

      العزيز الأستاذ جوتيار

      قراءتك للنصوص لها دوما نكهة خاصّة تتناول من خلالها كلّ الأوجه الأدبية واللغويّة والسردية والنفسية بالتحليل العميق

      لك الشكر من صميم القلب

      سعيد محمد الجندوبي

    • #8
      الصورة الرمزية سعيد محمد الجندوبي قلم مشارك
      تاريخ التسجيل : Sep 2007
      الدولة : تونس/فرنسا
      المشاركات : 210
      المواضيع : 19
      الردود : 210
      المعدل اليومي : 0.03

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان الاغا مشاهدة المشاركة
      الجندوبي
      للهم درجات
      وللهم أشكال وألوان
      حتى الخصب والمطر والأشجار المتعانقة والشعر المنسدل ، كلها لم تشفع لهذه الشريحة من الناس ومن الحياة بنسيان الهم أو الابتعاد عنه.
      يحلمون بموتهم
      يحملونه معهم ، كأنما لا بد مما ليس منه بد.
      لغة بعيدة عن التزويق تشق القلب لروعة أدائها .
      ونص مثل كرة متوهجة متحركة ، يمور بالحياة والموت . المطر والخوف ، والخصب والفقر.
      مودتي وتقديري

      العزيزة حنان

      مرورك العطر وقراءتك النافذة إضاءة للنص وفتح لأبواب جديدة لولوجه

      شكري ومحبّتي لكِ

      سعيد محمد الجندوبي

    • #9
      الصورة الرمزية سعيد محمد الجندوبي قلم مشارك
      تاريخ التسجيل : Sep 2007
      الدولة : تونس/فرنسا
      المشاركات : 210
      المواضيع : 19
      الردود : 210
      المعدل اليومي : 0.03

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان أحمد البحيصي مشاهدة المشاركة
      قصة بالفعل شدت مشاعري إلى أخرها ، حتى أنني نسيت كوب الشاي حتى برد
      أخي سعيد ، أسعدني أن قرأت لك ، وإن كانت النهاية حزينة
      بوركت
      أخي العزيز عدنان أحمد البحيصي

      أشكرك على مرورك من هنا وأعتزّ برأيك في القصّة أيّم اعتزاز.. والمعذرة إن كنت سببا في كون كوب الشاي برد!

      مع محبّتي وتقديري

      سعيد محمد الجندوبي

    • #10
      شاعرة
      تاريخ التسجيل : Jan 2010
      الدولة : على أرض العروبة
      المشاركات : 34,923
      المواضيع : 293
      الردود : 34923
      المعدل اليومي : 6.71

      افتراضي

      لم أملك إلا الاستجابة لاستحواذ النص عليّ حتى الحرف الأخير
      سرد متين محكم البناء وتنقل مشهدي بارع لم يفقد النص ترابطه ومهارة توصيفية قصّية جعلت المشهد بأحداثه الموجهة نحو الحدث المحوري فالخاتمة الحزينة ناطقا متينا مقنعا تماما ..
      رغم ضرورة وصف شخصية العجوز أبي صالح وبنائه النفسي وهو مسوغ التصرف الذي صنع الخاتمة، إلا أني وجدت فيها شيئا من إسهاب كشأنه العائلي غير المتعلق بالقصة ولا بالحدث

      قصة بديعة ماتعة

      دمت بألق

      تحاياي
      تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    المواضيع المتشابهه

    1. البحيرة\شعر لامارتين\ترجمة سعيد محمد الجندوبي
      بواسطة سعيد محمد الجندوبي في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 22-01-2021, 06:01 PM
    2. حدّثيني عن الحبّ للشاعر الفرنسي كورناي ترجمة سعيد الجندوبي
      بواسطة سعيد محمد الجندوبي في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 02-01-2021, 11:34 AM
    3. "والنّخلة أرض عربيّة.." بقلم سعيد محمد الجندوبي
      بواسطة سعيد محمد الجندوبي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
      مشاركات: 34
      آخر مشاركة: 05-03-2020, 05:01 PM
    4. القطار قصة قصيرة جدّا بقلم سعيد محمد الجندوبي
      بواسطة سعيد محمد الجندوبي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
      مشاركات: 16
      آخر مشاركة: 06-07-2014, 09:17 PM
    5. قراءة في رواية * أحلام فوق النعش * للكاتب المغربي محمد التطواني
      بواسطة فدوى أحمد التكموتي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 06-04-2008, 09:21 AM