ويبتسمُ الحسينُ
بكربلاءَ
أعيش العمرَ
قربكِ في انتظارِ الفجرِ
في ليلٍ كئيبٍ كي أمرَّ بلا عيونٍ في
النفقْ
رسمتك يا حبيبةُ في الخيالِ شموعَ
ذكرى
وأُشرقُ في شموسٍ حالماتٍ في
دمي
أُلملمُ آهتي كي أصلبَ الأفراحَ في همسِ
الشجرْ
لكي أمضي على الأيام عمراً في
كرامةْ
ظلالُ الأمسِ في شوقي إليكِ ظلالُ
وهمْ
وأيقظني الغروبُ إذا جفاني
الابتسامْ
دمشقُ إذا سلاكِ القلبُ في لفحِ اللظى فيمرُّ عمرٌ في الحياةِ
بلا أملْ
رحلتُ إليكِ في لججِ
الخطى
أهبُّ من المسيرِ إلى
المسيرْ
فيلفحني هجيرُ الشوقِ بعدُكِ يا
حبيبة
ويغرسُ آهتي شوكُ الطريقِ لكي
أقفْ
أكفكفُ آهتي في ثوبِ
صبرٍ كي أمرْ
لأنَّ الجرحَ بعدَ الصبرِ
عيد
لأن الصبحَ إن طالَ ارتحالي قامَ في عمري
النهارْ
يُسيِّرُنا الدعيُّ ابنُ الدعي إلى
المذلةْ
ويجلدُ ظهرنا سوطُ
انتظارْ
دموعي في البراري ساكباتٍ تندبُ الآهاتِ في صوتي
الحزينْ
ومثلكِ يا شآمُ حديثُ
عمرْ
ويومي لا يمرُّ إلى غدي ساعاتُ صبرٍ
لا تدقْ
وبينَ دقيقةٍ ودقيقةٍ ساعاتُ قتلٍ
وانتظارْ
لظى حريتي شمسُ الشروقِ على
دمي
يزيدُ يقيمُ أعراسَ الدماءِ
بكربلاءْ
ويبني كلَّ يومٍ
مقصلةْ
ويصنعُ كلَّ يومٍ
كربلاءْ
بشّارُ عميلُ أمريكا وفوقَ صدورنا جثمَ
الذئابْ
وتذبحُنا أمريكَا بروسِيا وسفيرها الكذابُ
يسرحُ في حماةَ يقولُ للجزارِ كيفَ
يسوسنا
وتصلبُ حُلْمَنا خلفَ
الستارْ
ويبتسمُ الحسينُ لجرحيَ المصلوبِ في صمتِ
الأمم
ويبتسمُ الحسينُ
بكربلاءْ
وقالَ لي الحسينْ:
يخيرنا الدعيُّ ابنُ الدَّعيِّ لذلةٍ أو سلةٍ والذُّلُّ
عارْ
عقاربُ ساعتي لا لا تدورُ على
الزمنْ
وريحٌ لا تعانقها غصوني إن شدا لحنُ
الطيورْ
وشمسٌ لا تسير على سراجي
للصباحْ
دمشقُ أيا حييبةُ في الضلوعِ ينوءُ قلبٌ في دهاليز
الضياعْ
وسمسارُ العروبةِ كلَّ يومٍ يطعنُ الأحرارَ خنجرهُ ويمضي الغدرُ في وضحِ
النهار
وعينٌ بالدموع تفيضُ نهراً أو بحاراً
في بحار
تكبلني السلاسلُ والحكايا في رواياتِ
النظامْ
أيُنزلكِ الكلابُ مقامَ ذلٍ يا
شآمُ وتقتضيكِ ذئابُ غدرٍ
واللئامْ
ويزعمُ في مزادِ الأُسدِ سمسارٌ ونبحٌ في
الكلابِ لكي تغيبي
في الثرى
وأنتِ البدرُ في عينِ
الدجى
وأنتْ الشمسُ في عينِ
النهارْ
ونجمكِ لا يفلُّ على الليالي
وهامكِ والثريا
توامانْ
إذا ابتسمَ الصباحُ لجرحي المصلوبِ يوماً
أبتسمْ
ويبتسمُ الحسينُ
بكربلاءْ
ويبتسمُ الحسينُ لكلِّ
جرحْ
سللتُ على السكون شعاعَ شمسٍ كي
أفيقْ
وأزرعُ في دروب الفجرِ وردا كي أدوسَ الشوكَ في ذلي
المريرْ
عيونُ الياسمينَ تسوقني دمعا إليك جنونَ
شوقْ
وأمضي في الطريقْ
فأهربُ من دموعي النازفاتِ على الخدودِ بلا
وداعْ
وأزرعُ في حقولِ الشمسِ ورداً
للرَّبيعْ
وطارتْ بي عيونُ الشمسِ في كلِّ
اتجاهٍ زاحفٍ فوقَ
الشآم
جناحا دمعتي نحو الهروبِ هما جفونُ حبيبتي وأطيرُ في دنيا حنيني
للحياةْ
وأشرقُ من جروحي
للوطنْ
وأسبحُ في فضاءِ العاشقين ويرسمُ الدربَ الحزينَ دمي على دربِ
الجراحْ
حُدودُ الشمسِ لي وأنا المكبل في زنازينِ
الشآم
أسيرُ على جنونِ الشوكِ في دربٍ مضى في
كربلاء
يزيدُ الشامِ يكبحُ وجهتي نحو
الخلاصْ
يسيلُ دمي على جرحِ الطريقِ وخطوتي اقتربت
إليكْ
أنا وشروقُ شمسكِ في المدى هو ما أرى:
رحلتُ إليكِ أيتها العيونَُ
النازفةْ
أسابقُ خطوتي دربَ
الحُزونْ
دماء العاشقينَ على خدودِ
الشمسِ تجري في
الصباح
يذوبُ بمعصمي قيد
الحديدْ
دمشقُ أليسَ بعدَ الليلِ
صبحْ
عيونكِ في المساءِ شموعُ
حزنْ
ودمعكِ في الفؤاد شتاءُ
صيفْ
أكفكفُ دمعتي وندى فؤادي في
المساءْ
وأزرعُ ياسمينا حقلَ
خوفْ
رأتني في سكاكينُ الطغاةِ بكربلاءَ
جموعُ زحفْ
رأيتُ دمي شعاعَ الشمسِ
فيكْ
وروداً للحياةْ
ويبتسمُ الحسينُ لكلِ باقاتِ
الورودْ
ويبتسمُ الحسينُ لصبرنا
ويبتسمُ الحسينُ بكربلاءَ
وأنتصرْ