قـُلْ كَلاماً يَشْفِينِي ...
إِهْدَاءٌ خَاصْ، لـِ رَجُلٍ عِشْقُه مَوْءُودٌ فِي صَدْرِي
(1) يَا لَيْلَ الغُرَبَاءِ لاَ تَطُلْ !
عِنْدَمَا نَنْوي الغِيابَ فَـ لا شَيءَ يُقَوّي إيمَانَنَا، لاَ شَيْء يُضْعِفُه ... نُخَبّئُ تَحْتَ رُموشِنَا لآلِئَ الشّوْقِ، نَكْفُرُ بِالوَصْلِ ... ثُمَّ نَكْرَهُ اللّقَاءْ، و مِنْ شُرُفَاتِ الأَمَلِ نُلْقِي بِأَجْسَادِنا الزُّجَاجِيّةِ لِـ يَتَلَقَّـفَنا رَصِيفُ الهَجْرِ بِـ حُبٍّ مَكْرُوه ... لِـ نَحْتَضِنَهُ بِـ شَوْقِ الغُرَبَاءْ.
(2) تَعَالَ و اسْجُدْ و اقْتَرِب !
(أَتَسَاءَلُ، ماَ بَالهُ يَدُقُّ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ !؟ وَ أَنَا الّتِي عَلَى طَاعَتِي فَطَرْتُـهُ يَعْصِينِي ؟؟؟! )
لاَ تَكْذِبْ ... !
وَ اسْجُدْ أَيُّهَا القَلْبُ فِي حَضْرَتِي، أَنْصِتْ لِـ حَدِيثِ الظّنِّ ... ثُم انْطِقْ بِحِكْمَةٍ تَتّسِعُ لَهَا مُرُوجُ الصّبْر، أو اخْرَسْ حَتّى أَسْتَغْفِرَ لَكْ ... و َأُعْلِنَ مِنْ بَعْدِ رِدّتِكَ هَذِهِ أَنّكَ أَصْبَحْتَ مَجْنُونَا !!
(3) وَ رُوح قُطوفُها دَانِية ...
رُوحِي المُثقَلة بكَ تَتَدلّى عَلى جِدَارِ الشّوْق، تُثمِرُ عَنَاقِيدَ عِشْقٍ شَهِيّة ... لَكِنّ مَوْسِمَ القِطافِ لا يأْتِي ! مَوسِمُ العِناقِ تَتَربّصُ بِه العُيونْ ... و قَلْبِيَ المَتْـبولُ مُعَلّقٌ بِـ قَشّةٍ سَـ تَقْصِمُ ظَهْرَ الكَوْن، عَقْلِيَ المَفْتُونُ يُصِرُّ عَلَى أَن يُزْهِقَ رُوحَكْ ! فـ احْسِبْ خَطَوَاتِكَ نَحْوي، و تَعوّذْ بِبَرْدِ التّأنّي مِنْ نَارِ الجُنُـونْ.
(4) نُبُوءَة
فِي أَقْصَى الشّرْقِ سَـ يُولَدُ طِفْلٌ اسْمِي عَلَى جَبِينِهِ مَوْشُومْ، هَكَذَا قَالَتِ النُّبوءَة ... وَ هَكَذا اليَوْمَ جِئْتَ تَقُولْ !
غَرِيبَةٌ هي الحَيَاةُ الّتِي تُنْجِبُ مِنْ رَحِم المُسْتَحِيلِ صُدْفَةً... وَ تُجْهِضُ اللّْقَاءَ فِي عُيُونِ المُحِبّين !
و الأغْرَبُ ... هُو ذَاكَ المَوْتُ الّذي يَسْرِقُ البَهْجَةَ مِنْ عُيُونِ الشّمْسِ ... لـ يُضِيءَ بِهَا قُلُوبَ العُشّاقِ المَوءُودةَ في الصُّدورْ !!!
(5) قُـلْ كَلاماً يـَشْفِينِي ...
بَيْنَ جُرُوحِ الذّكرَى تَنْبُتُ شَجَرَةٌ مِن زَقّومْ، فَـ طَهّرْ جِرَاحَاتِي بـ لِقَاءٍ عَذْبٍ، ضَمّدْهُ بـِ كَسْرِ الصّدْرِ ... و قُلْ كَلاَماً يَشْفِيني و ابْعَثْنِي مِن بَيْنِ الأَحْيَاءِ و ادفِنْني حَيْثُ اللّقاءُ يَكُونْ.