هذا نذيرٌ .. ( في رثاء صديقين ) *
شعر : محمد إسماعيل سلامه
*****
قلبي برحلكـُما سادتـْه أحزانُ
حـَطـَّـتْ عليه فما أبقته أركانُ
إلفان ِ قد غيبا تحت الثرى لهما
في القلب ِ مكرمة ٌ تبقى وتزدانُ
وذكريات إذا ما جئتُ أجمعها
لسادَ هذي الدِّنى عطرٌ وريحانُ
عرفتُ قلبي كظيم الحزنَ في كمد ٍ
إلا فراق الأحبّةِ الألى كانوا
أين ابن زمزم كان الأمسُ يجمعنا
وجهٌ تُسَرُّ بهِ ، نورٌ وإيمانُ
فتىً يحارُ القصيدُ حين يمدحه
فيه السماحة ُ والأخلاقُ ألوانُ
قد كان يسألني خيراً وأسأله
الأنس يجمعنا ، والحب عنوانُ
وذاكَ فهدٌ .. عرفتُ في تبسّمه
قلبا ً له في مغيبِ الذكر تيجانُ
من كل مكرمةٍ ترى بمعدنهِ
كأن أخلاقه دنيا وبلدانُ
إثنان ِ من خيرة الشبابِ ما مكثا
من بعد عُرْسٍ ٍ ، وما للأهل سلوانُ
فلتقرءا من عميق ِالقب ِ روحَ أبى
مني السلامَ بأن القلبَ يقظانُ
حرّمتُ بعدكَ إيلام البنوةِ بي
وكم تدور بنار اليتم ِ أزمانُ
إما أذيقهمو ما ذقتـَه أبدا ً
يمسوا بقلبي على الدارين نيرانُ
الموتُ حق ٌ على الأنام كلهمو
وكم تناساه رقــَّادٌ وركبانُ
تـُغري الحياةُ وزينة ُ الدِّنى أمَمٌ
وما يُرَوّى بماء ِ البحر ظمآنُ
موتُ الفـُجائةِ فاسأل من به علموا
هذا نذيرٌ من الرحمن ِ تبيانُ
فهل لغير اعتبار ٍ ينـْزوي فـَطِـنٌ
أم هل تـُصـَمُّ عن الأذان ِ آذانُ !
خرجت مني هذه القصيده إرتجالا تأثرا بموت صديقيّ الأستاذ / أحمد رمضان زمزم
في حادث بطريق السويس وفهد عليوة المنواتي ، وهما أصدقاء ومن خيرة
شباب أهل قريتي بميت غمر (مصر).. فكلاهما كان في الثلاثينيات وكلاهما
كان ( عريسا جديدا ) .. فكتبت هذه القصيده . وأحسبهما عند الله على خير
لخلقهما الطيب والتزامهما . غفر الله لهما .
تحياتي في الأخير ..