أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: شرفة المنزل

  1. #1
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي شرفة المنزل

    التقاها هناك ، في دار قريب له، التقى بها مع والديها ، وبرغم أنها كانت في الثانوية العامة إلا أنها كانت آسرة الجمال ، بديعة الوجه ، رائعة المبسم ،شعرها ينساب وكأنها نبع ماء طاهر ، نظر إليها ونظرت إليه ، ثم دعاها لتناول كوب من العصير في شرفة المنزل ، حتى يفسحا المجال للأهل في التحدث ، فقبلت بلطف شاكرة ، وعندما جلسا في شرفة المنزل نظرت إليه سلمى نظرة تأمل ، كان شابأ وسيماً ذو لحية خفيفة ، وعيناه تنم عن ذكاء وطيبة ، وتعارفا على بعضهما البعض ، فهو أحمد شاب يدرس في المستوى الثاني ثانوي ، وهي تكبره بعام ، ولها 3 إخوة ذكور ، وهي من قرية دمرة القريبة من شمال القطاع ، لكنها مستعمرة من اليهود ، ووالدها يعمل مستشاراً في وزارة الصحة ، وأمها ربة بيت ماهرة ، هكذا بدأ أحمد حديثه معها ، ثم أخذ حديثه محنى مغايراً ، فسألها عن عدم إرتدائها للحجاب ، فأجابت أن قلبها يمتلأ إيماناً ، وأنها تصلي وتصوم ، لكنها لا زالت صغيرة على الحجاب ، ابتسم أحمد قائلاً : حسناً سلمى هل تقبلين مني هدية تعارفناً ، نظرت إليه وأومأت بالإيجاب ، فأهداها شريط بعنوان "لماذا الحجاب ؟" وكتيب " أسباب دخول الجنة " ، ثم أخذ أحمد بذكاءه يتحدث معها في مواضيع عامة ، وقد عزم أن يترك موضوع الحجاب لها ، وعندما حان وقت المغادرة ابتسمت له سلمى شاكرة ، وأبدت سرورها بلقاءه.
    ومرت الأيام كعادتها ، وأحمد في دراسته مجد ، وفي دعوته إلى الله جاد ، وفي يوم من الأيام جاءه اتصال من رقم ما ألفه قبلاً ، فرد فإذ بصوت جميل يقول له " كيف حالك يا أحمد ؟" فرد " الحمد لله ، من معي؟"
    فأجابت " أنا سلمى " ، فقلب أحمد في ذاكرته حتى تذكرها بسرعة قائلاً " أهلا سلمى ما أخبارك ؟ " فقالت "الحمد لله أريد أن أراك غدأ لأمر ضروري " فسألها أحمد "متى وأين ؟" أجابت " ما رأيك الساعة الواحدة مساءً في مطعم الكنوز الخضراء ؟ " أجابها " حسنا ولا يهمك " قالت له " شكراًَ، مع السلامة "
    ورد عليها قائلاً "مع السلامة".
    وعند الساعة الواحدة كان أحمد يجلس على أحد طاولات المطعم ، إذ بفتاة ترتدي نقاباً تقترب منه وتجلس على نفس الطاولة ، نظر إليها أحمد نظرة إستغراب ، فضحكت ضحكة خفيفة وقالت : لم تعرفني ؟ أنا سلمى.
    دهش أحمد ، هذه سلمى الذي تركها قبل شهر ، ترتدي الكابوي وقميص نص كم ، وشعرها ينساب بحرية على كتفيها ، وكأن الجالسة أمامه شعرت بإندهاشه ، فبادرته قائلة : إن الله يغفر الذنوب جميعا ، أومأ برأسه قائلاً : صدقت يا سلمى ، لقد تغيرت إلى الأفضل .
    قالت له سلمى :"لقد سمعت الشريط الذي أهديتني إياه ، يوم التقيت بك لم أنم، سمعت الشريط وأخذ قلبي يهتز مع عبارات الشيخ ، ومع آيات الله تعالى ، شعرت كم أنا بعيدة عن الله ، فتبت إليه، قمت وصليت طوال الليل وأنا أبكي ، وفي الصباح بدا شكلي مضحكاً وأنا أرتدي جلباب أمي ، ولكنني أصررت على أن ألبسه ، وخرجت إلى محل بها ملابس الحجاب ، اشتريت منه حجابي وجلبابي ونقابي ، ومن يومها تغيرت ، تغير في الكثير ، وهذا كله بفضلك يا أحمد."
    أجابها أحمد على الفور : "الفضل بيد الله ، وإنما أنا سبب بسيط سخره الله لك ليهديك الله تعالى ، زادك الله
    إيماناً وتقوى سلمى ، إني بك جد سعيد"
    قالت سلمى :"الآن أنا عازمة على الإهتمام بدراستي ، هل تمانع إذا اتصلت بك أحياناً؟ "
    أجاب أحمد " لا طبعاً ، اتصلي متى شئت . ، قالت سلمى وقد همت بالمغادرة " حسنا أحمد ، أستودعك الله ، ولا تنساني من صالح الدعاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ، أجابها :"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"
    بقي أحمد جالساً في المطعم ، وابتسامته قد ملأت وجهه ، يا الله كم أنت كريم ، يا الله أجعل أعمالها في ميزان حسناتي يوم القيامة ، يا الله وفقني للدعوة إليك أكثر وأكثر ، هكذا حدث نفسه ، ثم ابتل وجهه بدمعه فأنتبه على نفسه وأخذ يمسح دمعه مهيئاً نفسه للخروج من المطعم
    وهكذا مضت الأيام ، تخرجت سلمى من الثانوية العامة لتسجل في الجامعة ، وانتقل أحمد لمرحلة الثانوية العامة، وظلت المكالمات بينها قائمة مع انقطاع الرؤية ، ومر عام أخر وتأهل أحمد للجامعة ، وهناك التقاها مرة أخرى ، وذات يوم اتصلت به سلمى طالبةً منه رؤيته لضرورة ، وعندما التقيا في الجامعة قالت له سلمى "أريد أن أصارحك بشيء مهم " أومأ أحمد مستحثاً إياها على الكلام فتنابعت قائلةً " أحمد أنا أحبك ، أحبك كثيراً ولا أتخيل حياتي من غيرك ، أنت من غيرت حياتي"
    قالت له هذه الكلمات ولم تنتظر من رداً ، فلقد غادرت المكان مسرعة ً وكأنها قد ألقت عن كاهليها حملاً ثقيلاً ، ووقف أحمد مذهولاً بهذا التصريح، وظل أثناء المحاضرة التالية مشتت الذهن ، وأخذ يفكر، بالفعل أنا أميل إليها ، بل لعلي أحبها ، لكنني لم أجرأ على مصارحتها هكذا حدث نفسه
    وعندما قفل عائداً إلى منزله ، ودخل غرفته ، أمسك بهاتفه المحمول وهم أن يتصل بها ، لكنه تردد ، وفي نهاية الأمر أرسل لها رسالة قصيرة وهي " وأنا أيضاً أحبك".
    وبعدها نام أحمد بعد تقلبه بإرتياح، وفي الصباح وجد جهازه قد استقبل رسالة تقول "أريد رؤيتك اليوم في ذات المطعم الساعة الواحدة"
    ابتسم ، لبس أجمل ما لديه ، وتعطر بأعطر ما عنده ، ومشط شعره بصورة جميلة ومنسقة ، وعندما نظر إلى نفسه في المرآة ابتسم دهشاً ، متسائلاً : هل بالفعل أتجهز لرؤيتها ؟
    وفي المطعم ، ألتقيا ، وتحادثت نظراتهما طويلاً قبل أن يبدأ أحمد بالكلام متلعثماً " حسنا سلمى ، نحب نحب بعضنا البعض ، ثم ماذا ؟ " أجابت سلمى "ننهي دراستنا ونتزوج ما رأيك ؟" قال أحمد " حسنا "
    ثم أخذا في التحدث عن المستقبل من كل الزوايا ، وعندما انتهيا بدت على وجهيهما علامات الراحة وابتسامات السعادة .
    و انقضت اعوام الدراسة عند سلمى ، وبقي عام واحد لأحمد ، وذات صباح فوجيء أحمد برسالة من سلمى تفول "أحمد سامحني ، سأتزوج ابن عمي وأسافر إلى تركياً ، مع السلامة"
    ظن أحمد لوهلة أن الأمر حلم ، أو لعله مزحة من سلمى ، فأسرع إلى الأتصال بها ، لكنها لم تجب عليه ، كرر الإتصال مرة ومرة ومرة ، لكنها ما أجابت.
    بكى كثيراً ، لم يخرج إلى الجامعة ، وعن المساء رن هاتفه ليرى اسمها ، أجاب عليها من غير تردد ، قالت له :"أحمد سامحني الأمر فرض علي من أبي " أجابها أحمد في قسوة "كاذبة ، كاذبة بل لأن ابن عمك غني ومستواه المادي يناسبك ، وربما فضلت أن تسافري إلى تركيا على أن تظلي بقربي "
    وأغلق الخط ليرمي بالهاتف في عنف ،ويخرج مغضباً ، وفي ليلة زفافها اقترب أحمد من الفيلا التي تقطنها سلمى ، والدموع تملأ عينيه ، وعندما رأها تنزل من السلم اللولبي خيل إليه أنه لمح دمعها ، حينها عرف كم كان مخطئاً وتيقن أنها كانت مجبرة.
    انتهت
    هذه القصة حقيقة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الجميل المبدع / عدنان

    ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

    هي قصة تحدث دوما و بأشكال مختلفة و لكنها هنا التزمت الإطار المجتمعي و الظرفي و الديني و لم تخرج عن الحدود أو تتمرد على الواقع .
    هناك أمور كثيرة لا بد أن لا يتدخل فيها منظورنا الذاتي الشخصي في تحليلها أو تقييمها لأنه لن يكون منصفا أبدا لذلك وجب علينا أن نتقبل ما قدره الله لنا و نصبر و نحتسب .

    تحيتي لك ...

    اكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشــــام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    البحيصي ...الجميل...

    التفاتة جميلة منك ، في ان تذكر في نصك الشفيف هذا ، مسارين لامستهما ضمن سير الحدث السردي ،الاول نقاء العلاقة والتاربط الذهني الايماني المشدود بصوره الواقعية الذي كان الدافع للتعلق ، التعلق الايجابي من جانب والذي يكون سلبيا في جوانب اخرى ، والمسار الثاني الذي يحمل شقين ، الاول العادة القبلية اغصاب القتيات من الزواج بالاغنياء بالاقرباء وما يحمل الامر من نتائج سلبية نفسية واجتماعية ، والثاني الحكم على الاخر بلحظة غضب والتسرع في ابداء الرأي حول مسألة تحتاج الى تأني وتريث.

    دم بخير
    محبتي
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس مشاهدة المشاركة
    الجميل المبدع / عدنان
    ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
    هي قصة تحدث دوما و بأشكال مختلفة و لكنها هنا التزمت الإطار المجتمعي و الظرفي و الديني و لم تخرج عن الحدود أو تتمرد على الواقع .
    هناك أمور كثيرة لا بد أن لا يتدخل فيها منظورنا الذاتي الشخصي في تحليلها أو تقييمها لأنه لن يكون منصفا أبدا لذلك وجب علينا أن نتقبل ما قدره الله لنا و نصبر و نحتسب .
    تحيتي لك ...
    اكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشــــام

    أخي الحبيب هشام

    ما أسعدني بمرورك البهي ، بوركت لكلماتك الطيبة

    شكراً لك

  5. #5
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    البحيصي ...الجميل...
    التفاتة جميلة منك ، في ان تذكر في نصك الشفيف هذا ، مسارين لامستهما ضمن سير الحدث السردي ،الاول نقاء العلاقة والتاربط الذهني الايماني المشدود بصوره الواقعية الذي كان الدافع للتعلق ، التعلق الايجابي من جانب والذي يكون سلبيا في جوانب اخرى ، والمسار الثاني الذي يحمل شقين ، الاول العادة القبلية اغصاب القتيات من الزواج بالاغنياء بالاقرباء وما يحمل الامر من نتائج سلبية نفسية واجتماعية ، والثاني الحكم على الاخر بلحظة غضب والتسرع في ابداء الرأي حول مسألة تحتاج الى تأني وتريث.
    دم بخير
    محبتي
    جوتيار

    أخي الحبيب جو ، ما أسعدني بمرورك ، لقد استخرجت وبمهارة دروساً مستفادةً من هذه القصة المتواضعة

    بوركت

  6. #6
    الصورة الرمزية حازم محمد البحيصي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : فلسطين / قطاع غزة
    المشاركات : 4,680
    المواضيع : 119
    الردود : 4680
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    المبدع الحبيب
    والاخ القريب
    عدنان
    اخذني الى عالم اخر
    قصة جميلة ، حزينة ، معبرة
    مفعمة
    أبكيتنى فيها
    تحيتى لك

  7. #7

المواضيع المتشابهه

  1. "أنّا" مدبرة المنزل..
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-03-2021, 04:10 PM
  2. النجار العجوز و المنزل
    بواسطة مصطفى معروفي في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 12-08-2020, 10:34 PM
  3. منذ التقينا عند ذاك المنزلِ
    بواسطة صالح سويدان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 29-05-2013, 12:01 AM
  4. فنون البلاغة بين القرآن واللغة العربية .. من "منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعج
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى البَلاغَةُ العَرَبِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-04-2010, 12:28 PM