مجانين في زمن عاقل جداً !

أول فنجان لهذا الصباح سكبته قبل لحظة من انعتاق الضوء من سدول الليل،وزقزقة عصافير تناشدني ألا أصحو أبداً على فتحة نافذة تطل على جبل على مرمى النظر وجه آخر للشاطئ.

وبعد القهوة فكرت لمن عليّ الكتابة أولاً،أأفتح الملف القديم وأبدأ بالانتهاء منه أم ملفا جديدا أغنيه فأجلده جلداً أخيرا؟
بصراحة شديدة أخالف الهوى وأفتح جميعها على مصراعيها فكلها تنسكب بعد التعبئة فيّ.

وحتى تكتسب قهوتي مرارة "زيادة" انتظرت "باص رقم 165 العمومي التابع لشركة ايجد" عبر المحطة دون أن يتوقف وإلى أن أدرك خطأه توقف مايبعد عن المحطة المقررة لرحلته 50 مترا ،لحقت به وكررت سؤال كل مرة: ما سر عدم توقف الباص في المحطة بالرغم من أنها معدّة خصيصا لهذا الغرض؟ ويجيء الجواب الوقح:لأنا مش متعودين يوقفو عرب هون. أوف أوف أوف منك يا وطن يعني المحطة المعدّة لرحلة داخل وإلى المدن اليهودية تحترم ومحطة رحلتها إلى المدن العربية لا تحترم.!!!

ملاحظة السائق عربي

وجهكِ الخيزران ذَبُل في كفّي ومات قرب النظر فرهف السيف.
ومذ خرجتُ من جسدي كي لا أصاب بالنوموفوبيا التواصل مع القلب،وضعتُ قلبي في قلب حجر فصار الشعور ملهاة للبريّة.

فأصبتُ بحرية الغابات.

حين يصبح خريفنا ربيعا للآخرين...

لأنه يأخذ دمي ويعطيه للغار،تساقط ملامحي أرض انتصاره،ينبت حينها عنده الزّهر ويبقى لي الصدع.

كنتَ وطن الحلوى صرتَ وطن الخرافة.

وجهكِ الخيزران ذَبُل في كفّي ومات قرب النظر فرهف السيف.
ومذ خرجتُ من جسدي كي لا أصاب بالنوموفوبيا التواصل مع القلب،وضعتُ قلبي في قلب حجر فصار الشعور ملهاة للبريّة.

فأصبتُ بحرية الغابات.

تعجبتُ،هل كان ينقصنا أن نكون نصفين لنكتمل؟

الم يقل ربي: "ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"(سورة النحل).

إذا كنّا خلقنا من نفس واحدة فكيف نعجب إذ نخرجُ منا لاجئين إلينا!!

من تأمل وأنصف علِمَ نصف الحقيقة،وإذا أدّى الأمانة تَمَم عليه باليقين.!

جئتكم بسؤال جاء بعد حديث صباحي مع الزملاء في العمل وأول الفناجين الصباحية الفلسفية الصعبة عقلنة نكهتها اللذيذة رغم احتدام التفكير.


متى نَقْتُلْ...؟

شيء لا علاقة له لا بالدراما ولا بالكوميديا ولا بالتراجيديا،شيء لا علاقة له بأحرف الأبجدية ولا علاقة له أصلا باللغة،شيء ليس يشبهه شيء ولا تربطه بأشياء أخرى أية علاقة من نوعها.
مثل شهار له سيمياء تميزه عن كل الأشياء،إلا أن صفاته غير متعارف عليها.

كأنها نوبة هذيان برغم احتسائي للعديد من فناجين القهوة منذ صباح اليوم،ومازالنا في أول قطاف السهر،لكن رغبة السهر غادرتني،كما أتوقع من عقلي استصدار قرار أحمق يوصي بنهي عن السهر على الأقل لمدة عام من الآن،ويسمح لي بالبقاء ساهرة إلى الساعة العاشرة ليلا فقط ثم تطفأ الأنوار تلقائيا عند الدّقة الثالثة لإعلان دخول الساعة العاشرة.

بين صحوة وإغفاءة حديث طفِئت بي الرّغبة.!

متى نَقْتُلْ؟

يا جدي ليتك تبعث،لتخبره أنني ما عدتُ أبحث عن دثار،وأنني حين أعبر كل الأزقة والطرقات وحيدة أفقد شهيّة السفر،ومثل كل البؤساء إذا ما استهلكوا كل الوجع فقدوا لذّة الألم.

يا جدي ليتك تبعث،ففي جعبتي سيجارة أخيرة وفي قعر الفنجان رشفة ثقيلة العيار،ألست حفيدتك؟تعال وأجلس على مضض ثم نغادر معا.