|
إليـكَ سلامِـيْ أيُّهـا الحـيُّ أحمـدُ |
إليـكَ ارْتقـى فـي حالِـهِ يتـأوَّدُ(1) |
وَ قَدْ يَتَلَظَّى الشَّوقُ لا مِـن صبابـةٍ |
و لكنمـا عُـودٌ بـعُـودٍ يـوقَّـدُ |
بـأيِّ القوافـي أستجُـرُّ ثـواقـلا |
تُقبِّضُ روحـي مـا الحـروفُ تمـدَّدُ |
ألم تَخبُرِ الأيامَ - يـا شيـخُ -بعدَمـا |
قضيتَ و حالتْ فـي بَنيـك تشـدَّدُ |
ألَمْ تَرَ كيفَ القـومُ قيـضَ سِنادُهـم |
و كيفَ ضـوى ذاك البنـاءُ المُشيَّـدُ(2) |
و أُنقِضُ نَسْـجٌ بعـدَ قـوةِ غزلِـهِ |
تناسـلَ أنكاثـاً و ضـلَّ المُنـجِّـدُ(3) |
رَغِبتَ لنا يـا شيـخُ عِـزاً و قُربـةً |
فهـاكَ الأيـادي تستـذِلُّ و تُبعِـدُ |
و حادَ سفيـنُ القـومِ عنـد قيادِهـا |
تعـدَّدَ رُبـانٌ و نــوزِعَ مِـقـوَدُ(4) |
و أُلبِسَ شطـرا ذا القطـاعِ مُشيَّعـاً |
و شطـرٍ إلـى أربـاعِـه يتـعـدَّدُ(5) |
أيا شيخُ قد عاثـتْ فسـاداً بأرضِنـا |
ذئـابٌ و مـنْ أنسالِكـم تتـأسَّـدُ |
تلفَّـعَ ختَّـالٌ بِـبُـرْدِ وفائـكُـم |
و عُرِّيَ مِصـوانٌ و طُمِّـسَ فرقَـدُ(6) |
تخالطتِ الأجنـاسُ فيهـا و كُثرَمـا |
تحكَّمـت الأهـواءُ بالغـيِّ تُرشِـدُ |
وَ كائنْ حذِرنا مـن زمـانِ رويبـضٍ |
فمِنْ مَخْـدَع الإيمـانِ كـانَ التهـدُّدُ(7) |
و شَـرُّ البلايـا أن تُسَعَّـرَ نـارُهـا |
و ظَـنُّ وقيـدِ النـارِ أنَّـهُ يُخمِـدُ |
تملَّكـتِ الأذنـابُُ أمـرَ رؤوسِهـا |
و إن قيلَ ذيـلٌ قيـل رأسٌ و سيِّـدُ |
فيـا عجبـاً أنَّـى يُطبِّـبُ ساقمـاً |
عليـلٌ و ذو الطـبِّ القويـمِ مُصفَّدُ |
و أنَّى يُربي النشءَ مَن كـان نشـؤه |
رُكاماً،و يُزكي النفسَ مَن كان يحقِـدُ |
يُصدَّعُ مَن نادى إلى الحـقِّ صادعـاً |
و ذو الظلمِ في ظلِّ الحُصـونِ مُرغَّـدُ |
أيا شيخُ لو تدري الذي -بعدُ -أحدثوا |
برئـتَ و مـا ظنـي بأنَّـك تسعَـدُ |
فذاك كَـلامٌ بـدَّل القـومُ عهـدَه |
و حُـرِّفَ عـن أوضاعِـه فتهـوَّدوا |
و ما كان منكم مَن يؤامِـنُ بعضَـهُ |
و يكفُرُ بعضاً ثم يلـوي و يُفسِـدُ ! |
سقـى اللهُ تُـربَ الخالديـن بغـزةٍ |
و عادَ إلـى رُشـدِ الجماعـةِ أحمـدُ |