أهلا وسهلا ومرحبا
لِحرف تكتبه - أخي الفاضل - مذاق الشهد ولون الورد ، وبعد :
لا أعلم - حقا - أأتبسم أم أحزن من تصدير ( لعل ) الابتسامة تأتيني من حملها على تواضع دمث أريب لطيف الروح رشيق الحرف حين تواضع ، فلم يعد نفسه من الشعراء الأساتيذ وهو في الصدر منهم ، وأما الحزن ، فمن قبل دخول لعل فيمن أكن لهم التوقير والاحترام ، وهو عندي يقين لا تحتمله لعل ولا تؤدي ما أكنه لمن هو مثلك قلما وخلقا .
هذا والرأي في ذاك البيت من شاعر كبير مثلك يعضد به قول شاعر كبير سبق بالتنبيه والملاحظة يرجح رأيه الذي به أدلى وأفاد ، ووجه ونصح وأدى حق الأدب والنقد فيه ، وكم كنت أود أن يتصدى غيري ليدلو بدلوه عن وجه يسفر عن بياض قصْدٍ دل عليه السياق والمقام والمرام وواءمه الغرض غير أني لا أستسيغ أن ينافح الكاتب عما كتب إذ إن الذي ينشر ما كتبه - فيما أرى - ينبغي أن يصغي من بعد لا أن يطيل الحديث عما كتب .
أخي الأغر
إن ما تفضلتَ به من جميل وصف على ما حاولتُ قوله ، لهو بعض ما تعلمناه ممن هو مثلك حين يمرون على ما نكتبُه ناثرين حروفهم وردا ومسكا .
وأما ما كان من أمر المصاريع ، فهو قول لم يكن لي به علم على حد ما حكمت ؛ لأني كنتُ أظن بأن الإجماع قد انعقد على خلافه ، ولعل بعض المتخصصين يعضد الوجه الذي به تفضلتَ ، فأعده قولا ينخرم به الإجماع .
وأهلا بك - أيضا - ومرحبا كل حين .
دمت بخير وليحفظك الرحمن .