|
1- يا ربُّ ، رحماك قد حلّ الذي تبـــــــــــــــرمُ |
وارفقْ فإنّ الرّدى مرٌّ كما تعلـــــــــــــــــــــــــمُ |
2 - وارزقْ ذوي حسرةٍ صبرا بلا عـــــــــــــــــــددٍ |
فالموتُ مستعظمٌ لكنّك الأعظـــــــــــــــــــــــمُ |
3 - عمْدانُ دار هوى رمح بها وســـــــــــــــــــــط |
فاختلّ بنيانها ، بل إنّه أحكــــــــــــــــــــــــــــمُ |
4 – أبكي " فراساً " بعينٍ دمعها همـــــــــــــــــلٌ |
أمّا بأخرى فأبكي والدا يُكْلــــــــــــــــــــــــــــمُ |
5 – رقّت له صمُّ أحجارٍ ، فَيا وجعــــــــــــــــــــي ! |
يهمي بدمعٍ غزيرٍ وهو مستسلــــــــــــــــــــــــمُ |
6 – قد عظّم اللهَ لكنّ الجوى دنِـــــــــــــــــــــفٌ |
قد كان بالدّار إنْ يخطو بها تبْســـــــــــــــــــمُ |
7 – يا ربُّ، رحماك إذْ لم يبق من جلد |
فالدمع يهراقُ والأرزاء لا ترحــــــــــــــــــــــــــمُ |
8 – بالأمس قد كان يمشي ملؤه طـــــــــــــــربٌ |
واليوم ذكراهُ جرحٌ غائرٌ مؤلـــــــــــــــــــــــــــمُ |
9 – قدْ كان يحنو علـــــــــــــــــــى أمٍّ وكــــلّ أخٍ |
بل قل: " فراسٌ " به النعماء تستنعــــــــــــــمُ |
10 – قد كان نهرا فيسقي الحبُّ مهجتــــــــــــــه |
حتّى بكته القرى والطيرُ والأنجـــــــــــــــــــمُ |
11 – بل كان بدْرا منيرا بين رفقتـــــــــــــــــــــــه |
حتّى غشاهُم سحابٌ حالك مظلــــــــــــــــــمُ |
12 – وا عجز شعري عن التوشيح في ألـــــــــــق |
بل كلّ مستعذبات بعدهُ علقـــــــــــــــــــــــمُ |
13 – غادرْتَ حضن التي تهوى ابتسامـــــــــــتها |
تلهو وعزم الصِّبا يشتدُّ بل يعــــــــــــــــــــــــزمُ |
14 – قد جئْتَ أصحاب عمْرِ تصطفـــــــــــي دُرَرًا |
تقتادهمْ حيثُ شطآنٍ بها أُغْرِمــــــــــــــــوا |
15 – يلهون في رملها لهو الصّبا لَعِبــــــــــــــــــــــــاً |
لم يدْر ما أخْفت الأقدارُ فلا يعْلــــــــــــــمُ |
16 – يطّارح الشطُّ والموجُ ابتهاجكُــــــــــــــــــــمُ |
لما تطارحتم اللعْب الذي اعتدتـُـمـــــــوا |
17 – واستطرفتْ روحُ أنسامِ الصَّبا شغبــــــــــــــــا |
لا طعم صيف ولا أفراح إلاّكُـــــــــــــــــــــــمُ |
18 –كم يتعب المرء في إخماد محزنــــــــــــــــه |
فالنّارُ جيّاشةٌ والحزنُ لا يلْجــــــــــــــــــــــــــمُ |
19 – هلْ أنت يادهرُ غدّارٌ بلا شَفَـــــــــــــــــــــــقٍ ؟ |
أم إنَّه سيفُ أقدارٍ فلا يثلــــــــــــــــــــــــمُ ؟ |
20 – تبكي " فراساً " فتاةٌ راعهـــــــــــا حــــــــدثٌ |
حلْم صريعٌ وصرحٌ شاهقٌ يُحْطَــــــــــــــــــــمُ |
21 – وا لوعة " الرّيمِ " لمّا تكتوي حزَنـــــــــــــــــاً |
فهي التي مثل نورٍ في الدُّجى مُعتــــــــــــمُ |
22 – تبكي فيسقي أساها المرُّ أدمعــــــهــــــــــــــا |
تذوي و تذوي كأنّ الدّمعَ لا تســـــــــــــــأمُ |
23 – رحماك ربّ العلا فهي التي بلغــــــــــــــت |
عشرين حولا ولا تدري الذي يُقْســـــــــــــــمُ |
24 – رحماك ، فالقلبُ أدمته الخطوب تُـــــرى |
هل تنتهي ؟ : ثكلُ بارٍّ بل لظى يُضْــــــــــــرمُ |
25 – وا أخْتُ ! مهلا فإنّ الموتَ حقَّ فـــــــــلا |
تجدي دموعٌ ، ألا ليت البكى يعْصِـــــــــــــــــمُ |
26 – وا أمُّ ! صبْرا ، نعمْ فالثّكلُ حَمْلُ أســـــى |
والثكلُ ظلْمٌ مدى الأزمان لا يرْحـــــــــــــــــــــمُ |
27 – لكنّ دنيا بني الدّنيا قد اعتصــــــــــــــرت |
كلّ الورى ، بل ومن أهوالها خُــــــــــــــــــرِّمُوا |