خمرة القول في دمانا تسيلُ مثلما تمتطي الترابَ السيولُ مثلما يخرق الغيابَ حضورٌ مثلما يسبق الرياحَ صهيلُ مثلما تحلبُ القلوبُ الأماني مثلما يسكنُ العيونَ الذهولُ خمرة القول تفتح السرَّ فينا فنرى ما إليه سوف نؤولُ ونرى الأرضَ لا تعود إلينا والبليَّات في الجهاتِ تصولُ ونرى شملنا يُمزِّقه البيـ ـنُ ويُحيي الهروبَ فينا الرحيلُ ونرى القومَ يعتليهم شحوبٌ ويُغطِّي وجه الحياة الذبولُ ونرى ما نرى فيولد فينا وجع قادر وحلم هزيلُ ونزيف صراخه يتعالى وحسام ما بيننا مسلولُ تستبيح الرؤى هوانا ويُدمي عينَ أوجاعنا العذابُ اليطولُ تحت أقدامنا لهيب مقيمٌ وبآفاقنا لهيبٌ يجولُ وعلى ظهرنا استراح كلامٌ حمْله كالثأر القديم ثقيلُ زرع الحزنُ شوكه في حمانا وسقاه ماءَ البكاء العويلُ واستقرَّتْ في عمقنا ذبحاتٌ ألفتنا فهل تراها تزول هذه القدس حاصرتها المآسي والجراحاتُ والزمانُ البخيلُ كل يوم في حضنها يترامى أمل ماتَ أو صبيٌّ قتيلُ كل يوم تبكي عليها الليالي وتعيد الآلام فيها الفصولُ كل يوم يجتاحها صوتُ من ما توا وصوتٌ في قلبها مكبولُ لمْ نعانقْ آهاتها كيف لمْ نفـ ـعلْ وقد لاح في سماها الذبولُ لمْ نحطمْ أغلالها وهوانا منذ دهر في حبها مغلولُ والعراق الحبيبُ في راحتيه كدمات وقلبه المقتولُ يتمشى الغزاة في كل حيٍّ وبنوه بهم يضيق السبيلُ خمرة القول أثملتنا فصرنا كالجمادات عزمنا مشلولُ قد ملأنا سمع الوجود صراخا وتكلمنا...والكلام يطولُ
المشرية يوم25/9/2008