-----------
طيبة فواحة هذه الزهرة الندية في لحظة المغيب، فكأنك تحمل كاميرا فيديو بأدق درجات التصوير أيها الحبيب الكريم ماجد.
أمسكت بتلابيبي إذ تتبعت اللحظة من خلال أفعال الحركة التي تناوبت على مشاهد الوصف، فإذا بخمود جمرة الحياة، فذوبانها في رماد الغياب، وأما الوأد المقضي بسنن الكون التي سير بها رب العزة هذا الكون، فأمر يستدعي بكاء ورثاء مرا، لكن تواريها بهذا الجلال وهذا الشموخ يسلي النفس.
أما ترتيب الفعل رمق هنا فأتى بعد الخمود والوأد والتواري، ولست أدري إن كان هذا البيت يليق أن يكون مبدأ القصيدة ترتيبا ومشاعر، وبخاصة أن الوداع يسبق الخمود والتواري.
أما ضربة المعلم الأخيرة ففي تفصيل ثوب سابغ خيوطه من دقائق الليل ليلبسه الكون في سكون وأناة، وهو يلاحظ تواري النهار خطوة خطوة.
وقد صدق أخونا خميس في اضطرارنا لمد باء " بخطاه" حتى نسير مع انسراب الأفعال بهدوء، وإلا فاقتراح من استبدل بها " في" يسوغ انسجام هذه العذوبة الصوتية بانسجام الصورة الكلية التي تسير بأناة وبطء يدعوان للتأمل والدهشة.
شكرا أخي ماجد فقد أمتعتنا حتى شدنا الانشداه .
وتقبل محبتي.