لقلبكِ
طولُ هذا البحرِ
أولّه و آخرهُ
و بارجةٌ تخيطُ الموتَ بالطلقاتِ
لا أدري
بكيتُ عليكِ طولَ الليلِ
لم أحسب زوايا الميلِ
بين الماء و اللغةِ
على شفتي
الجريحةِ
عُمْرُ عينيكِ
الضّمادةُ حول قلبي
عندما أمشي إلى نعشي
و غزّةُ لا تداري الحبّ
غزّة لا تداري الحربَ
عُمْري فيكِ
أكثر من رصاصٍ طائشٍ بين الرؤوسِ
و من سدومٍ
بينَ فسفورِ المهالكِ و المهالكِ
عُمْرُ عينيكِ
المساجدُ و المقابرُ و المجازرُ
في الدياجيرِ الحوالكِ
و احتقاني بالصواريخِ الكثيفةِ
و القنابلِ و البلابلِ
دمّريني
طلْعةٌ أخرى و أنهضُ
طلعةٌ أخرى و أركضُ
دمّريني
و استقرّي بي شظايا من شظايا
خلفَ وجهِكِ في المرايا
لا أرى إلاّ حريقاً واحداً يستلّ نخلي
لا أرى إلاّ عيونَك
خلفَ شاطئنا البعيدِ
و خلف بارجةٍ تصوبُ مدفعاً
نحوي و نحوكِ
إنّ غزّة لا تداري الحربَ فينا
نرقصُ "السالسا" على مرآى المدافعِ
لا نموتُ اليوم إلاّ كي نعيشَ
بكاملِ الموتِ المتاحِ
لميّتٍ نسيَ الحياةَ
و جاءَ بالمنفى إلى دهليزهِ
و بكى لأنّ الموتَ ماتَ على النوايا
كلُّ ما فينا شظايا
كلّ ما فيهمْ ..
و في رئة الزنابقِ و البياضِ
و لم يعد حُلُمي "بجنديّ يفكّرُ بالزنابقِ"
أو يمزّقُها و يكتبُ بالدمِ التاريخَ مسخاً
فوقَ عيدانِ المشانقِ
لم يعدْ حلُمي قصيراً
حينما أنسى يباغتني بنومٍ لم يعدْ نوماً
بكيتُ عليكِ طولَ الليلِ
من سيّارةِ الإسعافِ يبزغُ وجهُكِ المثقوبُ
بالقبلِ الرصاصيّاتِ
نيسانٌ على أعتابِ نسيانٍ
و كُفْرٌ في رؤى كُفْرٍ
و إيمانٌ.. و بهتانٌ
و أرملةٌ فأرملةٌ تدلّكُ صبرَها
صبراً و مت يا صبرُ
فاضَ الكيلُ
هل ما زالِ في الروحِ البقيةِ من بقيّة؟!
و بكلّ أرملةٍ قضيّة
و بكلّ جائحةٍ قضايا
ماتَ المماتُ على النوايا
لا تصلبيني ..
كلّ (هَتْلَرةٍ) و انتِ بموتكِ !!
انشطري
و لا يرميكِ إلاّ الشائكونَ بشوكهمْ
في كفّ (فاطمةَ) الورودُ
تزيلَ عنْكِ أذى القذائفِ
"يا أبي ..مهلاً..أليست هذه ثلاّجةُ الموتى؟
توقّف بي إذن إني تعبتُ ..
تعبتُ من كلّ الغبار
و من طفولة عُمْريَ الكذِبِ
فخُذْ لُعَبي ..
و هاتِ قماشةً بيضاءَ
كم بُعْدُ السماءِ عن السماءِ؟!
أحبُّ وجهَكَ يا أبي..
قبلَ الرصاص و بعدهُ
قبل الخلاص و بعدهُ"
ثلاّجةٌ أخرى..
و تمتلئ القصائد عن أواخرها
و يبكي العابرون على محابرِها
و تمتلئ المحابرُ بالمعابرِ
و المعابرُ بالمحابرِ
كلّ (هَتْلَرَةٍ) و أنتِ ببحركِ المنبوشِ
و المفروشِ بالغصص !!
استقرّي في النسيمِ رصاصةً
يحمرُّ وجهُ الشمسِ دمعاً
عُمْرُ عينيكِ ..
البعيدُ .. كأبعدِ التقديرِ ..
طائرةٌ بأقصى الريحِ تمتشقُ البراكينَ
احتفاءً بانتصار الشيءِ في اللاشيءِ..
و اللاشيءِ في اللاشيءِ
فارغةٌ جيوبٌ الماءِ من حبٍّي و حبّكِ..
حيثُ نرتكبُ الحياةَ ..
و نرقصُ "السالسا" ..
على دمِنا يسيلُ الدمُّ
نبكي ..
ننتشي نغماً
و يحملُنا انفجار الروحِ صوبَ الياسمينِ
و ننبذُ الموتى .. و من ثلاّجة الموتى نفرُّ
و نسكنُ الرملَ الفسيحَ
على جناحِ الريحِ
أشلاءً بلا أشلائنا
_"أبتاااهُ"_
أسماءً بلا أسمائنا
"أبتاهُ كم بُعْدُ السماءِ عن السماءْ؟!"
"هي رقصةٌ
أو إثْنتانِ بجانبِ البركانِ,
ثُمّ تفتّتُ الأشياءْ!!"
.