|
خِلالُك الزُّهْرُ : طيب الذكر يتلوها |
وتزدهي بسناها" كفرُ طبلوها" |
ودرْبُ فكركَ، لا زالت ملامحه |
غناءَ باسقةً ، طابت مغانيها |
علامةٌ ، من جلال الحقَّ متشحٌ |
بسيرةٍ عبقُ التقوى يزَكِّيها |
ومفعَمٌ بشذا الإيمان ، يغمره |
وضاءةً ، كانبلاج الصبح ، يجلوها |
وفيلسوفٌ ، تسامى في معارفه |
عن هرطَقاتٍ كساها الغيُّ تشويها |
سليلُ أهلٍ كرامٍ ، ذكرهم عطِرٌ |
يفوحُ بالعلم بين الناس تنويها |
وفرعُ أصلٍ على أفنانه غردت |
بيضُ السرائر للقربى وداعيها |
غُرٍّ ،أماجدَ ، راموا العلم فاقتعدوا |
منه الذرى ، بتدانٍ وارتَقَوْا فيها |
يزيدهم علمُهمْ بين الورى شرفا |
ودون تيهٍ يزيدون العُلا تيها |
على رُبَى الأزهر المعمور صادحةٌ |
لهم مكارمُ كانوا خيرَ أهليها |
وفي حماهُ مساعٍ منهمُ سكبتْ |
نفعا ، كريح الصَّبا تزكو سواقيها |
كم فجَّروا من زواياه بقريتهِمْ |
منابعَ الخير : تعليما وتوجيها |
وكم تلاقتْ لدين الله وجهتُهُمْ |
تجرُّدا ، ما تَغَيَّا الحق ترفيها |
ولم تزلْ في حنايانا مآثرُهمْ |
تعيدُ أيامَهم ذكرى نوافيها |
آلُ " المُسيَّرِ" و " المسلوتِ " سادتُنا |
على طريق الهدى : فضلا وتنبيها |
بيضُ القلوب ؛ كأنَّ الله ميَّزَهُمْ |
من بيننا بمَعانٍ همْ مبانيها |
لا زلتَ – أستاذَنا – ما بينهم غَدقا |
يفيض نُعْمَى : أريجُ العلم راويها |
إذا تحَيَّر عند الموت ذو كُرَبٍ |
وصيرتْه المنايا – ثَمَّ – مشدوها |
فكم تجَهَّزْتَ للأخرى بما صنعتْ |
يداك من صالح الأعمال تُخفيها |
ونافعِ العلم كالأنوار تنشرُه |
حبا لِدينٍ نرى في غيره التيها |
رحيلك الهاديءُ : الوجدانُ يحمله |
أسى تطوف به السلوى فيَجْفوها |
وكيف ننساكَ والأيامُ ذاكرةٌ |
عزيمةً كنتً بالإجلالِ تكسوها ؟ |
وهمةً كالرواسي كنتَ تحملُها |
حزما ، ومن طيِّبات الرفقِ تَسقيها |
أبا حذيفةَ ، والأحزانُ تُغرقني |
أمواجُها في بحارٍ لستُ أدريها |
ما ذا تضيف القوافي ، وهْي مقفِرَةٌ |
مثل الفيافي ، وما نجوايَ أزجيها؟ |
غرستَ فينا بحسن الفعل ما تعبتْ |
فيه المواعظُ: تمثيلا ، وتشبيها |
ولم تكنْ بجميل القول محتفِلا |
إن كان كالكفر والعصيان مكروها |
فما الجمالُ إذا ما حل في جسد |
والنفس كلُّ صنوف القبح تعروها؟ |
وما الملاحةُ في أثواب من برزتْ |
منه الوقاحة في أردى مجاليها؟ |
حار الأُلى عن طريق المصطفى انحرفوا |
مستمرئين لغير الله تنزيها |
وخاب منهم ذوو الأهواء حين مضَوْا |
ينزِّهون ضلال الفكر تنزيها |
توهَّموا الدين أفيونا يخدِّرنا |
والحقَّ أكذوبةً تحتاجُ تسفيها |
وهم أضلُّ الورى نهجا ومنطلَقا |
وأبرعُ الخلق تزويرا وتمويها |
هدمتَ فيهم دعاوى لا تُدل بها |
إلا الحماقةُ شابت في نواصيها |
وقمتَ للرؤية الحولاء مصطحبا |
أمانةَ النصح تأسو من يجاريها |
فلم تعد بسوى فوزٍ تعززه |
رعاية الله ، والقسطاسُ يحميها |
عقيدةُ الحق لا تحيا بفلسفةٍ |
إلا إذا أثمرتْ فهمًا مجانيها |
ألست نجلَ من انهلت بمنبره |
نصيحةٌ كان بالتَّحنان يُلقيها ؟ |
تُرغِّبُ الناسَ في التقوى بتذكرةٍ |
رقيقةٍ كخيوطِ الفجر يُهديها |
إمَّا تلاغطتِ الأفهامُ وجَّهَهَا |
ودادُهُ ، وثقوب الفهم يرفوها |
برُّ البُنُوَّة كم جسدتَّ روعته |
بلا افتعال ، وعشتَ العمرَ تُعليها |
وخالطتْكَ مع الأرحامِ مرحمةٌ |
جُلَّى التواصل ، دين الله حاديها |
ولم يفارقْ ندى الفصحى حديثَُك ، إذ |
بغيرها أغرقَ القولُ الأفاويها |
كأن نشأتكَ الأولى ببادية |
يُرْوَى البلاغة من " سحْبانَ" راجوها |
فما عسى أن يقول الشعر،وهْو على |
جمرِ المدامعِ تشويهِ مآقيها؟ |
منحتَ قريتَكَ العلياءَ فازدهرتْ |
وغردتْ باسقاتُ الفكرِ تشدوها |
كأنما في القرى أمُّ القرى غمرتْ |
حقولَها ، وأتَتْ بالخير تحبوها |
فضلٌ من الله ، جل الله ، منَّتُه |
تختصُّ منْ بصفاء الروح يدعوها |
أبكيك؟ لا ، كيف أبكي من ببسمته |
شمسُ التفاؤل مثل العطر أحسوها؟ |
لو أن دمعي دما ينصبُّ لا حترقت |
مدامعٌ : طرقاتُ الموت تُدْميها |
مصابُنا فيك – يا استأذنا- جللٌ |
وحكمةُ الله أبقى من مُريديها |
وهلْ يدُ الموت في الأكوان تاركةٌ |
حيا ، ومثلُ أضاحيها أماسيها ؟ |
هي المقادير لا تنفكُّ نافذةً |
ومن سوى الله يدري ما الذي فيها؟ |
نرضي بها ، وجميلُ الصبرِ مرتَفَقٌ |
ولوعةُ الفقدِ بالإيمان نُطفيها |
عشْ في الفراديس : طيرا ، صادحا ،غردا |
فالخلدُ فيها يوافي من يناجيها |
وفزْ بمقعدِ صدقٍ عندَ مقتدرٍ |
مرضاتُه غايةٌ تحلو مراميها!! |