هذا شعر ينم عن نفس عالية ، وهمة طموح ،
ويضع صاحبه على درب الإبداع
في ثقة لا تحتاج غير المثابرة .
نص على الرغم من وجازته
يحمل في طياته الإصرار والعناد الإيجابي ،
وينطلق بقوة في فضاء الشعر ؛
ليعلن عن تأهل مبدعه أن يسامت الكبار .
وقد أعادني العنوان إلى إحدى روائع
شاعرنا الكبير محمود حسن إسماعيل ( رحمه الله )
عن الفلاح في ديوانه أين المفر
وهي بعنوان : " النبي الجائع " .
ورأيتك هنا – أيها الشاعر المصاحب
نور اليقين - تأبى إلا سمو الروح ،
وعلو الهمة ، والسير على درب الكبار من المبدعين .
بل إن القافية ورويها تدعوان إلى الغبطة
والدهشة معا ؛ فالراء من الحروف التي تجمع
في صفاتها بين التكرار واللين ،
ومجيئها مردوفة بالألف قبلها موصولة بياء الإشباع ...
هذا البعد الإيقاعي المهم في بناء الشعر
أحدث لأبياتك اتزانا نفسيا وفكريا في وقت واحد .
وليمسح لي الشاعر المبدع ببعض
ما يتعلق بالوزن ؛
حرصا على أن يكون هذا النص
في حلة من البهاء لا يخدشها خلل نغمي ،
ولا يرتجف معها اتساق الموسيقى
غَدًا سَوْفَ يُولَدُ سَيَّدًا مِنْ سَليْقَتِـي
غَدًا سَوْفَ أُلْفَى سَيَّدًا مِنْ سَليْقَتِـي
أو :
غَدًا سَوْفَ أَمْضِي سَيَّدًا مِنْ سَليْقَتِـي
سِوَى أَنْ تُؤَسِّسَ خُطْوَةً لِلْمَدَى نَارِي
سِوَى خُطْوَةٍ تَرْقى بها لِلْمَدَى نَارِي
أو :
سِوَى خُطْوَةٍ تُصْغِي بها لِلْمَدَى نَارِي
ستبلغ يوما أيها الشاعر أفق المجد ؛
متشحا بأصالتك التي نأمل أن تضيف
الجديد المدهش إلى الإبداع الشعري .
فاصبر ، وصابر ، ورابط .
وفقك الله ورعاك .
ولك الإعجاب مقرونا بالتحية العاطرة ، والمودة الزاهرة .