|
أرى ليلى العراقِ على السخـــــــــــــــــامِ |
تذوب من اللظى ومن السقـامِ |
وجمرُ الحزن يحرق وجنتيهـــــــــــــــا |
تُصارع وحدَها وحشَ الظَّـــــــــــــــــــــــــــلامِ |
يُمزق صدرها ويدوس عِرضـــــــــــــــاً |
ويمتصُّ الدِّما بفم الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلامِ |
وسَيلُ الطَّمث يُغرقها فتشقـــــــــــى |
وصوت صراخها وسط الضــــــــــــــــــــــــرامِ |
ولا عمروٌ يداوى نار جـــــــــــــــــــــرحٍ |
ولا سيفٌ يهبُّ من المنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
ولا أختُ تُكفكف مقلتيهـــــــــــا |
ولا حُرٌ يُلوحٌ بالحســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
أيا ليلى أُحبـــــــــــــــــــــكِ لا أداري |
ولا أخشى جراحاتِ الخصــــــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
فأنتِ الحُبُّ يسكن في الحنايا |
ومجدك في الدُّنا بدرُ التَّمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
وأنتِ بمهجتى خيلُ السرايـــــــا |
وأنت بمقلتى سيفُ الإمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
سقطتِ كريمةً فى الوحل تُـرمى |
وصرتِ وليمةً لبنى الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرامِ |
وأضحى الخَدُّ عوسجةً بقفــرٍ |
وبات القدُّ بعضاً من حُطـــــــــــــــــــــــــامِ |
فأينَ جمالُكِ الذهبىُّ ليلــى |
وأين الوجهُ يُشرق بابتســــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
وأين عطاؤُكِ الغيثىُّ يسخــــــــــــــو |
ويمسح دمعة الشعبِ الهُمــــــــــــــــــــــامِ |
وأين الشمسُ فى خديكِ تزهو |
وهل ستعود يا أمَّ الكـــــــــــــــــــــــــــــــــرامِ |
أرى هارونَ فى عينيك يمضــى |
عظيمَ الهامِ يسمو بالوســـــــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
وتاجُ الفرس يسجد فى يديـــهِ |
وهامُ الروم يركع باغتمـــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
أفكِّر يا حبيبةُ فى زمـــــــــــــــــــانٍ |
يدوس حقيرهُ أنفَ العِظـــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
بناتُ الشرق تُهتك كل حـــينٍ |
ورأس العُربِ تُدفن فى الرَّغــــــــــــــــامِ |
فهذى عبلةٌ فى فَكِّ أفعـــى |
وتلكَ بُثينةٌ تحت الرُّكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
وفاطمةٌ بليل السجن جَوعــى |
وعزَّةُ مرتعٌ للعمِّ ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
فأينَ أنوفُكم يا آلَ عِـــــــــــــــــزٍّ |
وأينَ رماحُكم يوم الصِّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدامِ |
وأين الخيلُ تعلوها أســـــــــــــــودٌ |
وأين الكرُّ فى نقعِ الحمـــــــــــــــــــــامِ |
وكيفَ عرائسٌ تُسبى نهـــاراً |
وتُصفع أمةٌ بحِذا اللئـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
أيا ليلى أرى الإعصار يَعوي |
ونورَ السَّعد يطلعُ مِن غَمــــــــــــــــــــامِ |
وأُسدَ النهر تزحف بالسرايــا |
تُجندل بالسيوف وبالسهـــــــــــامِ |
أتوق لبسمةٍ فى ثغر ليلـــى |
تفوح بعطرها وعلى الـــــــــــدَّوامِ |
وأحلم أن أعانق دمعتيهـــا |
وأملأُ بيتها طيرَ الحَمــــــــــــــــــــــــامِ |
فقلبي ليلتي قلبُ المعنَّى |
يُكابد من تباريح الغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرامِ |
وعشقي ياحبيبةُ ليس سراً |
أنا القيسُ المعذَّبُ بالهُيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــامِ |
عزائي أنني أحيا بحــــــــــبٍ |
ستشعلُ نارهُ ثأر انتقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامِ |