ما أجمل النساء !!
للبرهة الاولى يظن قارئ العنوان بانه سوف تقام مرة أخرى وليمة لمدح النساء، أو ابيات من الشعر الرمنسي المعاصر أو الجاهلي،
أو احدا احب أن يكتب عن جمال النساء...الذي لا اختلاف فيه ، وبينما تتناثر الافكار بعقلك ومخيلتك ايها القارئ لا بد من حسم المر لا بد
من تواصل الافكار حتى تخرج ولو ببنت فكرة أو فائدة تسردها للجيل القادم ولا تكون فقط دخل وخرج للمنتدى .
وعودة الى بدأ، مصطلح "ما أجمل النساء" ظهر امام مسامعي بكلماته الثلاث في موقع ومكان لم اتخيل أن يظهر هناك ،
هذا المكان هو صفي العزيز ،فعندما كنت أُعلم طلابي الكرام عن الجملة الانفعالية وطلبت منهم أمثلة من وحي خيالهم ،
فاذ بهم يرشقونني بالجمل البدائية ، حتى رمى احدهم قنبلة هورشيما 2 داخل الصف !!
- أستاذ أستاذ ؟
- نعم يا فلان.
- عندي جملة .
- تفضل .
-الجملة " ما أجمل النساء!!"
- (بالعامية) شووو؟؟
- الطلاب : ههههههههههه ( والخجل قد اعتلا وجوههم )
اكملت الحصة وما زال ذهني شارد خلف تلك الجملة ...أضحكتني ؟ صحيح ، جملة صحيحة ؟ أيضا صحيح ، اذا لماذا
ذهني شارد خلف تلك الجملة ؟ فإذ بي اخبر زملائي في المدرسة لعلي اجد جوابا لوجود هذه الجملة في هذا المكان والزمان ،
فما زادوا عن الضحك شيئا !! واخبرت زوجتي الطالبة في الجامعة عن الحادثة فما زادت عن فعل المعلمين شيئا !!؟؟
وعندها جلست مع نفسي صباح احد أيام السبت الهادئة الندية أفكر بالأمر ، فوضعت امامي عدة اسئلة كي اجد لها جوابا :
- لماذا قال هذا الطالب هذه الجملة بالذات ؟
- من اين سمعها ؟ من من سمعها ؟
- هل كانت من صنع ذكائه ؟
- هل يعرف معناها ؟
وفي النهاية ضعفت لأنني وجدت أجوبة تلك الأسئلة قد تحولت إلى أسئلة، أسئلة لم استطع أن اتخيل أن تطرح لكبح جماح واقعيتي فكانت الأجوبة كالتالي :
ولماذا انا مستغرب إلى هذه الدرجة ؟ لماذا أبحث عن أجوبة ؟ اذا وجدت الحل ،هل استطيع أن اغير ؟ هل أنا فعلا اريد أن اعرف ما هو السبب ؟ ...
واذ بالقضية تتحول إلى نفسية سيكولوجية ، اكتشفت أن شخصيتي لم تستطع أن تتماشى مع واقع المجتمع الذي اعيش فيه ، وهذه القضية انما هي احدى
الأمور التي اعتاد عليها المجتمع ، هذا الطالب يرى كل يوم مظاهر لا اخلاقية تعسفية ضد الاخلاق يرى العجب العجاب في التلفاز تجاه المرأة ، يسمع كلاما من ابيه أو اخيه ، وربما يرى معلمه يفعل ذلك ، بل ويسمعه في مذياع سيارتهم الكلاسيكية !!!
حتى الشارع الذي يمر به كل يوم وهو عائدا إلى بيته انما هو سوق أو سوبر ماركت يعج بالفساد الاخلاقي المنقطع النظير ، ولا بد أن تكتمل الصورة عندما يصل الامر إلى اكثر الأماكن تقديسا وهو المسجد والكنيسة والى اكثر الناس تدينا وهو الشيخ والراهب ، اذا لما العجب!!