...
لَوْ تَرْجَعينَ ...
كَمَا يَأتِينِي صَوْتِي
مَسَاءً حِيْنَ تَفْنَى الغَفْوةُ فِيَّ
وَ يَهْدَأُ وَجَعُ الوَتَر
تَهْطُلُ قَصِيدَتِي
وَ يَسْقُطُ مِنْ رُبَاهُ دَمُ الوَرْدِ الأحْمَر
سَألْتُكِ ...
وَ أنْتِ تَقْطِفِينَ لُؤْلُؤَ الغَيَابِ
من مُهْجَةٍ تَسِعُ مَجَانِيّةَ البِحَار
منْ كِتَابةٍ تُصْغِي لِـهَدِيلٍ مَغْمُوسٍ فِي عُيُونِ الكَمَنْجَاتِ
أغْنِيَتِي لَيْسَتْ لِي
هِيَ تَسْمَعُكِ فَقَطْ
تَجْلسُ أمَامَكِ كـَمزْهَرِيَّةٍ مُوسِيقِيَّة
وَ تَتْرُكِينَهَا جَافّةً بلِاَ ألْوَانِ
بلِاَ يَدٍ بَيْضَاء
بلِاَ صَورٍ تَشْتَهِيهَا عِنْدَمَا يَعْتَريهَا جُنُونُ الصَمْت
لَوْ تَرْجَعينَ رَبِيعًا لِلحُقُولِ الحَزينَة
وَ نَشْوَةً لِلدُنَى
سَألْتُكِ أنْتِ النَائمَةِ عَلَى بَاطِنِ القَلْبِ
هَلْ تَسْمَعِينَ خَيْبَتِي السَاخِرَةِ
مِنْ أرَقِ الوحْدَةِ النَازفَةِ..
خَلْفَ وَدَاعِهَا أغْلَقْتُ كَلَّ قَافِيَةٍ
لَبِسَتْ هَدِيلَ الحُزْنِ
لَمْ افْعَلْ شَيئًا ... كَتَمْتُ لَهَا أسْرَارَهَا
وَ اكْتَفَيتُ أنَا لَيَالٍ
بِـضُوءٍ عَاقِر يَنْسَكِبُ كَالثَلْجِ فَوقَ رَاحَةِ الهَشِيم
لاَ إيْمَاءَةَ حَمْقى تَلِدُ نَهَارًا جَديدًا
كُلُّ مَا فِي الذَاكِرَةِ يَذْوي سَريعًا
وَ الكلَامُ خَلَعَ ألْوَنَهِ الصُوفِيَّةِ
دَثَّرَتْنِي القَصِيدَةُ الخَاطِئَةِ فِي نَثْر المَعْنى....
قَالتْ تَعَرَّ مِنْ جِلْدِك
مِنْ صَخَبِ الحَوَاس وَ الشُرُود
ثَلْجُنَا طِفْلٌ
يَأتِي بَعْدَ مَوتِنا بِقَليْل...
امْرَأةُ الشِعْر أنْتِ
يَكْفِيكِ تَعَبُ اللُغَةِ عَلَى جَوَارحَ القَصِيدَة
أقُولُ لَكِ شُكْرًا
لأنّكِ كُنْتِ تَقْتَرفِينَ أحْزَانَ الكَوْن...
و تَبْقينَ رَهينَةَ القَصيدَة النَازفَة
هَذَا دَمِي الاقْحُوَانِيّ
لَطِّخي بِه سَكينَةَ صَمْتِك العَاجِي
و انْتَحِري َسَريعًا سَريعًا
إنّنِي هُنَاك...