ألومٌ عليَّ بجلدِ روحي وخوضِ غمار ثأري ...
أشجبٌ إن استعصمتُ بحبلِ الشدَّةِ وأوغلتُ نصلي في عنقِ من أحيا بداخلي وحشيّة الانتقامِ ..
فاسمع إن كنتَ لا تدري ..:
ثلاثون حولاً وصراخُهنَّ يعيدُ نفسهُ في نفسي ليرجمني بحجارةٍ من سجيل الغضبْ..
خمسون ألف قتيلٍ بين طفل وكهلٍ وأمٍ وأبْ..
ما السبب..
هل كان الذنبُ أن جفّت حناجرهم من المكاء والتصديةِ لكلّ سفاحٍ تعربدَ فوق أكتاف الخلائق وأدمنَ عدّ الرُتبْ!
أم كانت جريمتهم يوم قالوا نريد أن نعيش ببعضِ الكلام وقد مللنا الموتَ في أكفانٍ من مدافن العربْ..
يا للعجب ..!
هل تعلمون بأنّ طفلَ الاغتصاب في معاقل الطاغوت قد صار اليوم شبّْ؟
كل العذارى سُلبنَ متاع الطهارة ..لم يعد بينهنّ بتولٌ ..
صرنَ تحت ختمِ ) منتهي الصلاحية(..
لمّا ضاجعهنّ ألف ألفُ كلبٍ وابن كلبْ ..
لا عتب ..!
إن استثاغ الملوك طعم الدياثةِ ..واستشرفوا فض البكارةِ للشمس الأصيلةِ ..فالمهم أن ترتاح مؤخراتهم على مقاعد الخشبْ ...
إن سُلخَ جلدُ الناطقين وصار طبلاً ..أو )ماركةً( عالميةً للأحذية الإيطالية ..بآغلى سعرٍ فاعلم أن هذا جلدُ إنسانٍ تكلَّمَ في حضرةِ الملكِ المعظّم عن الحرية أو صيام النوافلِ أو استفسرَ عن معنى الكرامةِ ..وهذا في عُرفِ الحكومة إرهابٌ لا يغتفر ..مع بعض قلةِ الأدب ...
....
وماذا يفيدُ الكلامُ فمن يومنا ..
نبدعُ في طهي الكبب
نصفنا في قصعةٍ والنصف في بيت الأدب ...
نعم أحب العفو والإسلام روحي ..
لكن ليس في هذه الأمورِ
الثأر قبل العفو .. والقدرة قبل الثأر ..
فطنينُ صراخ الأسارى يردد صداهُ ..
فهل من مجيبٍ ..يبعدُ الشمس من طريق السحبْ ..
قبل أن تغتصبْ؟!!
قصة مجزرة حماه ...