~ عيدُنا بعودتِنا ~
في وطني
يُباحُ سفكُ الدِّماء
في وطني
يُباحُ قتلُ الأبرياء
لا يموتْ إلا الفقير
وَمَنْ لم
تتلطَّخْ أيديه بالدِّماء
يُطاردُ الموتُ شيوخَنا
وأطفالَنا و النِّساء
فلا يفرّقُ بينهم
حين يسقطُ على الأَرْضِ
من السَّمَاء
ليُدمّر بيوتنَا
و يُمزّق أجسادَنا
و يفعلُ ما لم يفعلِ
الكُفارُ بالأنبياء
أسبابُ الموت لا تُعدْ
ولا تُحصى
ولم يكتبْ عنها التّاريخُ
و لا العلماء
فعند كلِّ موتٍ
قصة وحكاية
تروي
أمجادَ العظماء
شعبٌ للهِ درَّهُ
أقسى من الحديدِ
أقوى من الفولاذِ
أشدُّ من الإعصارِ
فكيف سينتصرُ عليه الجبناء
إسلامٌ يُبيحُ قطعَ رؤوسَنا
فكُلَّما قُلنا كفى
يصرخُ العربُ
نُريدُ المزيدَ من الشُّهداء
في دراما سياسية
نموتُ
ونكون للكراسي فداء
انظروا في التّاريخِ
هل فرعونُ كان خالداً
يا لكم من أغبياء
الصَّبرُ مفتاحُ حياتنا
والعزمُ نورُ طريقنا
والإيمانُ رفيقُ دربنا
يا مَنْ تظنّون أنَّكم أقوياء
يا مَنْ تسكنون القصور
يامَنْ تسكنون الفنادق
يا مَنْ تتكلّمون بلسانِ غيرِكُم
أطفالُنا يأكلون الموتَ
في العراء
هل يعلَمُ بحالِنا
هل يشفقُ علينا
هل هنا وكيف؟
تكون النّهاية
بعد كلِّ هذا العناء
تغرّبنا
تشتتّنا
فمنّا اللّاجئ
و منّا المهاجر
و منّا من ماتَ
على أيدي السُّفهاء
لا تحزني فلسطين
فلقد أصبحنا إخوتاً
في الّلجوء
في الإستعمارِ
في العارِ
الذي كتبناهُ
على جبينِ العربِ
بدماء الشُّهداء
عيدُنا معكم بفرحتِنا
عيدُنا معكم بعودتِنا
حين نُخرسُ ملوكَ أمتِنا
و تشرقُ شمسُنا
ونكونُ من السُّعداء
شربِنا من ذاتِ الكأسِ
وسنكسرُ الكأسَ معاً
و يشقُّ النّورُ هذا الفضاء
نحن شعوبٌ لا تموتْ
نحن شعوبٌ لا تنتهي
أطفالُنا مشاعل نورٍ
و أرضُنا أرض العطاء
وسيأتي اليوم الذي
سنقولُ فيه لكم
وداعاً يا وقودُ جُهنَّم
و ينتهي هذا البغاء
حسين العلي