1- "معجم القواعد العربية" للشيخ عبد الغني الدقر
المُلْحَق بهذا الجمع:
حُمِلَ على هذا الجَمْعِ شَيْئان:
(أحدهما) "أُولاتِ" (وهو اسم جمع بمعنى "ذوات" لا واحد له من لفظه وواحده في المعنى "ذات") نحو: {وَإِنْ كنَّ أُولاتِ حَمْلٍ} (الآية "6" من سورة الطلاق "65").
(الثاني) ما سُمِّي به مِنْه كـ "عَرفَات" و "أذْرِعَات".
أمَّا إعرابُ الملحق:
يُعْرَبُ الأوَّلُ وهو "أُولاَت" إعرابَ الأصلِ أيْ يُنصبُ بالكسرة.
أمَّا الثاني وهو ما سُمِّي به مثل عَرَفَات ففيه ثلاثةُ أَعَارِيب: إعرابهُ كما كانَ قَبْلَ التَّسمِية على اللُّغَةِ الفُصْحى مع مَا لا يَنْصَرف، وقد رُوي قولُ امرئ القيس في مَحْبُوبَتِهِ بالأَوْجُه الثَّلاثَةِ:
تَنَوَّرْتُها مِنْ أَذْرِعَاتٍَ وأهلُها * بِيَثْرِبَ أَدْنَى دَارِها نَظَرٌ عَالي
(أذرعات: هي محافظة "حوران" في سوريا وهي المعروفة اليوم بـ "درعا" والمعنى: نظرت إلى نارها بقلبي من أذرعات وأهلها بيثرب، مع أن الأقرب من دارها وهو يَثرب يحتاج لِنَظَر عَظيم لِشدة بُعدها عن أذرعات فكيفَ بمحلها، والبيت من قصيدةٍ طويلة من الطويل وأولها:
ألا عِمْ صباحًا أيها الطللُ البالي * وهل يَعِمَنْ من كان في العُصُر الخالي)
2- جامع الدروس العربية للشيخ مصطفى الغلاييني
إعرابُ المُلْحق بجمع المؤنثِ السَّالم
تُعرب "أُولاتُ" كجمع المؤنث السالم، بالضمة رفعًا، وبالكسرة نصبًا وجرًا. قال تعالى {وإن كنَّ أُولاتِ حَملٍ}. وتقول (أُولاتُ الأخلاقِ الطيّبةِ محبوباتٌ) و (ارجُ الخيرَ من أُولاتِ الحياءِ والصلاحِ والعلم).
ويُعربُ ما سُميُ به من هذا الجمعِ إعرابَهُ، فتقولُ: "هذه أذرِعاتٌ وعَرَفاتٌ، ورأَيتُ أذرعاتٍ وعَرفات، وسافرتُ إلى أذرعاتٍ وعَرَفاتٍ". هذا هو الفصيحُ. قال تعالى {فإذا افضتم من عَرَفاتٍ}.
ويجوز فيه مذهبانِ آخرانِ:
أحدُهما: أن يُعربَ إعرابَ ما لا ينصرفُ للعَلميَّة والتأنيث فيُرفعُ بالضمة وينصب ويُجر بالفتحةِ، ويمتنعُ حينئذٍ من التنوين. فتقولُ: "هذهِ عَرَفاتُ، ورأَيتُ عرَفاتَ، ومررتُ بعرفاتَ".
والثاني: أَن يُرفعَ بالضمة ويُنصبَ ويُجر بالكسرةِ كجمعِ المؤنثِ السالم، غيرَ أنهُ يزالُ منه التنوينُ، فتقولُ "هذهِ أذرعاتُ، ودخلتُ أذرعاتِ، وعرَّجتُ على أذرعاتِ". ويُروى قول امرئ القيس:
تَنَوَّرْتُها من أَذْرِعات وأهلُها * بيَثْرِبَ أدْنى دارِها نَظَرٌ عالي
بالأوجهُ الثلاثة كسرِ التاءِ منوَّنةٌ، وكسرِها بلا تنوين، وفتحها غيرَ منوَّنة.

3- دليل السالك إلى ألفية ابن مالك
42) كَذَا أُولاَتُ وَالَّذي اسْمًا قَدْ جُعِلْ * كَأذْرِعَاتٍ فِيهِ ذَا أيْضًا قُبِلْ
أشار بهذا إلى الملحق بجمع المؤنث السالم. وهو نوعان:
الأول: لفظ (أولات) بمعنى صاحبات، فهذه تعرب بإعراب هذا الجمع. وهي ملحقة به؛ لأنه لا مفرد لها من لفظها، بل من معناها وهو صاحبة، قال تعالى: (وإن كنّ أولات حمل فأنفقوا عليهن((159).
الثاني: ما سمي به من هذا الجمع، فصار علمًا لمذكر أو مؤنث بسبب التسمية. مثل: أذرعات فهي جمع أذرعة وهي جمع ذراع، وهي الآن علم على بلد في أطراف الشام. فتعرب بإعراب جمع المؤنث السالم مع التنوين. ومثل ذلك لفظ: عرفات. قال تعالى: (فإذا أفضتم من عرفاتٍ فاذكروا الله عند المشعر الحرام).
وهذا معنى قوله: (كذا أولات ... إلخ) أي: أن لفظ (أولات) يكسر في الجر وفي النصب معًا. وكذا ما جعل من جمع المؤنث علمًا على شيء فإنه يجري عليه الإعراب السابق.

4- النحو الوافي للشيخ عباس حسن
ملحقاته:
أُلحق بهذا الجمع نوعان:
أولهما: كلمات لها معنى جمع المؤنث ولكن لا مفرد لها من لفظها؛ وإنما لها مفرد من معناها، فهى اسم جمع"، مثل "أولات" ومفردها: "ذات"، بمعنى صاحبة، فمعنى كلمة: "أولات" هو: صاحبات. تقول: الأمهاتُ أولاتُ فضل، عرفت أوُلاتِ فضل، احترمت أوُلاتِ فضل.
وكلمة: "أولات" مضافة دائمًا؛ ولهذا ترفع بالضمة من غير تنوين، وتنصب وتجر بالكسرة من غير تنوين أيضًا.
ومثلها: "اللاّت" "اسم موصول لجمع الإناث"، عند من يلحقها بجمع المؤنث، ولا يبنيها على الكسر، كالإعراب المشهور، يقول: جاءت اللاتُ تعلمن، ورأيتِ اللاتِ تعلمن، وفرحت باللاتِ تعلمن؛ فاللات عنده اسم جمع لكلمة: "التى".
ثانيهما: ما سمي به من هذا الجمع وملحقاته، وصار علمًا لمذكر أو مؤنث بسبب التسمية؛ مثل: سعادات، وزينبات، وعنايات، ونعمات، وأشباهها مما صار علمًا على رجل أو امرأة. ومثل: عَرَفات "اسم مكان بقرب مكة"، وأذْرِعات "اسم قرية بالشام". وغير ذلك مما لفظه لفظ جمع المؤنث، ولكن معناه مفرد مذكر أو مؤنث. مثل: سافرت سعاداتٌ، ورأيت سعاداتٍ، واعترفت لسعاداتٍ بالفضل.
فهذا النوع يعرب بالضمة رفعًا وبالكسرة نصبًا وجرًّا مع التنوين في كل الحالات؛ مراعاة لناحيته اللفظية الشكلية التي جاءت على صورة جمع المؤنث السالم، مع أن مدلولها مفرد.
وبعض العرب يحذف التنوين، وبعضهم يعربه بالضمة رفعًا من غير تنوين، وينصبه ويجره بالفتحة من غير تنوين في الحالتين، أي: يعربه إعراب ما لا ينصرف مراعاة لمفرده، بشرط أن يكون هذا المفرد مؤنثًا فيقول: هذه عرفاتُ، زرت عرفاتَ، ووقفت بعرفاتَ. وإذا أراد الوقوف على آخره وَقف بالتاء المفتوحة.
فهذه ثلاثة آراء في المسمى به، قد يكون أفضلها الأخير، فيحسن الاقتصار عليه في استعمالنا- مع مراعاة شرطه.